ترجمات عبرية

معاريف: المرحلة الثانية تتطلب انسحابا إسرائيليا وإقامة حكومة فلسطينية ونزع سلاح حماس

معاريف 19/12/2025، جاكي خوجي: المرحلة الثانية تتطلب انسحابا إسرائيليا وإقامة حكومة فلسطينية ونزع سلاح حماس

يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع اجتمع في الدوحة عاصمة قطر عشرات ضباط الجيش، معظمهم من دول أوروبا كي يقدموا النصيحة كيف التصدي لمشكلة غزة في السنوات القادمة. وقد انعقد الاجتماع بناء على طلب الجيش الأمريكي. وكان على جدول الاعمال أسئلة صعبة. يحاول الامريكيون جمع مزيدا من الدول للقوة العسكرية الدولية التي ستقام في القطاع، وصحيح حتى الان فان الدول غير المتحمسة هي اكثر من تلك التي قالت نعم.

المسألة التي تخيفها جميعها هي صلاحيات وطبيعة القوة. اذا كانت للرقابة ولحماية الهدوء، أي فرض القانون والنظام ومعالجة الخروقات من كل جانب، أم سيعلن عنها كقوة لفرض الاستقرار أي جسم مقاتل هدفه نزع سلاح حماس؟

تطالب إسرائيل بقوة ذات صلاحية من النوع الثاني. الدول العربية وغيرها أيضا ترفض ذلك. مصر ومعها الأردن تقود الخط الرافض وتقترح بديلا لنزع سلاح حماس. فقد أوضح المصريون قبل سنة واكثر بان جنودهم لن يرسلوا الى غزة كي يقاتلوا الفلسطينيين. ولمثل هذه المشاهد يوجد تأثير هدام على الشارع المصري. كما أن الحكومات العربية تخشى من ان تعد حماس فخا لجنودها وتقتلهم.

في الدول العربية يعتقدون ان إسرائيل وحماس اعدوا الطبخة ولهذا فليسوا هم من يتعين عليهم أن يخرجوا الكستناء من النار بدلا منهما. مرات عديدة قال مسؤولون عرب لنظرائهم الإسرائيليين في الموساد، في الشباك وفي الجيش ان إسرائيل ادعت انها ستقضي على حماس لكن لاسفهم لم توفي بالمهمة. عليها ان تفهم بان الاخرين لن يقوموا بذلك من أجلها.

تركيا – اردوغان طلب منها ان تبقي ممثلها في البيت وبالفعل لم يشارك ضباط من جهتها في اجتماع الدوحة. إسرائيل طلبت من الأمريكيين إبقاء الاتراك خارج الغرف. تركيا تعد مشكلة لإسرائيل في كل ما يتعلق بغزة. البيت الأبيض يدفعها الى الداخل وترامب لا يخفي محبته لاردوغان. تركيا قريبة جدا من حماس وذات نفوذ عليها وقد اثبتت ذلك. قسم كبير من الإنجاز الذي سجل في أكتوبر وأعاد المخطوفين ينسب اليها. إسرائيل، التي حاولت كل السنين منع تدخل ت كيا في النزاع مع الفلسطينيين وفعلت ذلك بنجاح كبير – من شأنها أن تجد اعلاما تركية ترفرف في غزة قريبا.

مشكلة ثانية تتعلق بالقطريين. صحيح أن الدوحة اقل حماسا لارسال جنود الى غزة لكنها مرشحة مركزية لتمويل مشروع الاعمار. القطريون لن يوقعوا على الشيكات دون مطالب سياسية فتكون في النهاية في صالح حماس. الاعمار المدني لغزة هو مصلحة إسرائيلية عليا ترمي الى منع نشوء دولة إرهاب متجددة. في القدس يفهمون هذا جيدا. وليعلم أيضا سيد إسرائيل إسرائيلي ان تعلقنا بالقطريين كبير.

هكذا تجد إسرائيل نفسها في عدة ضغوط وامام تحد سياسي لم تشهد له مثيل عشية 7 أكتوبر. لهذا الحرب دخلنا فيما كانت حماس موجودة في القطاع وقطر تنبش من بعيد. خرجنا منها فيما ان حماس لا تزال حي يرزق، وان كان بعد ضربة جسيمة، قطر مشاركة حتى الرقبة وضرورية. ومع مشاغب غير لطيف مثل اردوغان دفعه الى الساحة صديقنا الرئيس الأمريكي. وهذا حتى قبل ان يتحدث عن سلاح حماس.

أربعة بنود في المرحلة الثانية

لمصر وقطر أربعة شروط للمرحلة الثانية. وهذا يفترض أن يبدأ فور عودة غوئيلي. واذا بإسرائيل تعرض نزع سلاح حماس كشرط للتقدم في كل المجالات الاخرى. اما الوسطاء فيطالبون بالتقدم في كل المراحل بالتوازي.

احد البنود الأربعة يطالب الجيش الإسرائيلي بالانسحاب تماما من القطاع لتحل معه القوة متعددة الجنسيات خارج المدن وليس داخلها. البند الثاني هو إقامة جسم سلطوي فلسطيني يدير الشؤون المدنية. وليس واضحا من سيكون في هذا الحكم.

البند الثالث يتعلق بترتيبات الامن. وهذه كلمات مغسولة لنزع سلاح حماس. وحسب المصريين سيستغرق الامر بضع سنوات.

اما البند الرابع فيتعلق بالاعمار. وهو يجري عمليا منذ شهرين. مئات الشاحنات تصل من سيناء وتدخل الى القطاع، تحمل الخيام والمعدات الطبية والغذاء.

مشوق أن نتابع لغة الوسطاء لوصف التفاصيل الصغيرة للمرحلة التالية. فكلمات “نزع سلاح حماس” لا ترد في لغة المصريين والقطريين. بل ترتيبات امن. وكذا “اللجنة الوطنية” لتكون هي المسؤولة في القطاع. وكلمات “انسحاب عموم القوات من غزة” معناها قوات الجيش الإسرائيلي ومعناها انهاء الحرب بشكل رسمي.

في الاسابيع القادمة سنرى مرة أخرى جولات يقوم بها الدبلوماسيون. ممثلون إسرائيليون الى الدوحة والقاهرة لتقليص الفجوات في المواقف وإيجاد حل لشرط إسرائيل القاطع بالنسبة لسلاح حماس. رحلة نتنياهو الى ترامب ستكون حاسمة. مسألتان في مركز اللقاء. مشاركة تركيا في القوة الخاصة وكيفية نزع سلاح حماس بشكل يكون فيه الجميع – باستثناء حماس راضين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى