ترجمات عبرية

هآرتس: يجب على المعارضة التوقف عن الاعتذار عن التعاون مع العرب

هآرتس 17/12/2025، يوعنا غونينيجب على المعارضة التوقف عن الاعتذار عن التعاون مع العرب

 في يوم السبت اجرى غادي ايزنكوت مقابلة مع برنامج “واجه الصحافة”، والقى قنبلة، حسب تعريف كل المحللين السياسيين. أي انه ببساطة قال بتلعثم الامر الذي هو مفهوم ضمنا: الكتلة التي تسمى “معارضي نتنياهو” ستجد صعوبة في تشكيل حكومة بدون التعاون مع الأحزاب العربية (التي هي بالفعل تعارض نتنياهو بدرجة لا تقل عن معارضة أحزاب المعارضة الاخرى، اذا لم يكن اكثر). وأضاف: “اذا كانت النتيجة 57 – 58 مقعد فانه يمكن إيجاد حل سياسي لذلك”، قال ايزنكوت وتملص من تفصيل ما وراء ذلك.

في الائتلاف بالطبع انقضوا على هذه الفرصة واتهموا معارضي الحكومة بخيانة يسارية متطورة. “المعارضة مرة أخرى تنضم الى الاخوان المسلمين”، هددوا في الليكود. “لقد كنا في هذا الفيلم الخطير لليسار”، كتب الوزير والناقد السينمائي بتسلئيل سموتريتش. في حين ان عيديت سلمان قالت ان “ايزنكوت كشف السر الذي يعرفه الجميع، هو وبينيت يخططان مرة أخرى لتشكيل حكومة مع الأحزاب العربية”. وعن ذلك قيل: هذا جيد. وماذا بعد؟.

الرد – المجهول كالعادة – لمعسكر “فقط ليس بيبي” لم يتاخر، والذي أساسه: نتنياهو هو الذي بدأ. أو حسب اقوال المستشار الإعلامي براك ساري في اليوم التالي في القناة 12: “نحن نتذكر بان نتنياهو هو الذي توسل لمنصور عباس في 2021 من اجل الانضمام الى حكومته وائتلافه، وهو الذي فعل كل ما في استطاعته لاقناعه بالانضمام”. وقد امتلات الشبكات الاجتماعية بصور قديمة ليمينيين أيدوا في السابق انضمام راعم للائتلاف، بمثابة “شاركوا حتى يشاهد الجميع النفاق”. وفي البرنامج المشترك لهما في الراديو، بن كسبيت استهزأ أمس من دعم يانون مغيل لتعيين منصور عباس في منصب وزير، عندما يكون نتنياهو بحاجة اليه. مغيل قال في حينه: “يجب ان أقول لكم بان اليمين يؤيد التعاون مع العرب، وأنا بشكل شخصي متحمس لهذا التعاون”.

يؤلمني حقا ان اثني على مغيل، لكن رده هو الرد الأمثل على هذه الهراءات. خلافا للتخبطات المخجلة للمعارضة الآن. فبدلا من التعاون مع ممثلي خمس مواطني الدولة المنتخبين، هم يتعاونون مع الخطاب العنصري الذي يصنف العرب كشركاء غير شرعيين. وتتواصل ردود ساري وكسبيت وامثالهم الساخرة بنفس النهج. فهم يصورون دعم انضمام راعم للحكومة بانه وصمة عار مخجلة يجب ذكرها مرارا وتكرارا. فبدلا من معارضة المفهوم المشوه، ان العرب لا مكان لهم في الائتلاف، هم يدافعون عنه ويرسخونه. ميغل قال: هذا يثيرني. ساري قال: هذا امر اشكالي، ولكن نتنياهو فعل ذلك أولا، لذلك فان هذا الامر مباح. أي رواية من الروايتين هي افضل بالنسبة لكم؟.

في هذا الاطار يصبح المواطنون العرب شركاء حقيقيين في تاجيج الصراع بين اليهود، ويتم النظر الى اشراكهم في الحكومة بانه حيلة رخيصة، وليس الخيار الديمقراطي الوحيد. إضافة الى ذلك الادعاء بان نتنياهو هو الذي “شرعن” راعم، لا يضره، بل هو يصب في مصلحته. مرة تلو الأخرى المعارضة الخائفة وعديمة المباديء تسمح له بوضع قواعد اللعب وحدود الخطاب، بدلا من تقديم بديل حقيقي وواعد. ليس من قبيل الصدفة ان نتنياهو سارع الى تكرار كلمات ايزنكوت: هدفه هو نزع الشرعية عن التعاون بين خصومه اليهود والعرب، لان هذا هو الطريقة الوحيدة لهزيمته.

اذا كان هناك شيء يجب “تذكير” نتنياهو به فهو ليس الاحتضان الذي منحه لعباس، بل تعاونه مع الكهانيين الذين يؤيدون الإبادة الجماعية، ومع أكلة الموتى الذين يتزينون بحبل المشنقة، ومع المتملقين وعديمي المؤهلات، ومع سادة مقطوعين عن الواقع وينهبون الأموال العامة. وطالما ان هؤلاء شركاء شرعيين والأحزاب العربية ليست كذلك، فان نتنياهو سيبقى هو المنتصر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى