هآرتس: التوتر بين النواة التوراتية والعرب في يافا يشتد

هآرتس – يئير بولداش – 15/12/2025 التوتر بين النواة التوراتية والعرب في يافا يشتد
كانت تكفي حادثة منفردة لاشعال النار في العلاقة المتوترة أصلا بين سكان يافا العرب والنواة التوراتية، البلدية والحكومة. في يوم السبت الماضي قام عدة شباب برش عائلة محلية عربية بغاز الفلفل، الامر الذي تسبب بنقل امرأة حامل (30 سنة) الى المستشفى. المرأة والجنين في حالة جيدة, ولكن سكان المدينة العرب الذي يشعرون بالاضطهاد في مدينتهم، قرروا الاحتجاج ونظموا مسيرة في شارع يافيت. بعد بضع ساعات، في ليلة السبت – الاحد، طرق رجال الشرطة باب احد المتحدثين في المظاهرة وابلغوه بانه معتقل من اجل التحقيق معه بتهمة الاخلال بالنظام العام. في وقت لاحق في نفس اليوم اعتقلت الشرطة 13 مشبوه آخر شاركوا في المظاهرة. بين حين وآخر التنبؤ بخصوص التوتر في يافا يصبح اكثر صعوبة.
أمس خرجت الناشطة الاجتماعية ايناس أبو سيف مع 200 امرأة عربية ويهودية تحت شعار “تجمع طاريء – نساء يافا يطالبن بالامن”. “نحن نعرف ما الذي يصيبنا كل يوم من النواة التوراتية. لا تقولوا لنا ان هذا نزاع على موقف سيارة”، قالت، وتطرقت الى رواية الشرطة الاولية التي بحسبها الحادث في يوم السبت كان جدال حول مكان لوقف السيارة. “نحن نجمع شهادات اخرى عن هجمات حدثت من قبل اعضاء النواة التوراتية”. وحسب قولها فان البلدية والحكومة (الجسم المسؤول من قبل البلدية عن يافا)، “سعت الى اصدار بيان تهدئة فقط: اهدأوا. هذا كل شيء”.
المسيرة مرت بشكل هاديء وبدون اعتقالات، بعد ذلك اعلن رئيس المجلس الاسلامي في يافا وعضو مجلس بلدية تل ابيب – يافا السابق عبد أبو شحادة عن اضراب شامل في يافا اليوم، سواء في المحلات التجارية أو المدارس. وقد دعا ايضا سكان المدينة اليهود للانضمام الى الاضراب. “نحن نستطيع عدم الموافقة على امور كثيرة، سياسية وفكرية وايديولوجية. ولكننا نوافق على ان امرأة حامل في شهرها التاسع لا يمكن مهاجمتها في الشارع. من يعتقد ان هذا سينتهي عند المجتمع العربي هو مخطيء”.
حسب التقديرات فان مئات السكان اليهود فقط في يافا ينتمون للنواة التوراتية، وهم لديهم كنس ومدارس دينية وحتى مدرسة تمهيدية عسكرية تعمل هناك. “وجودهم ليس بالصدفة، هم يتجولون بصورة استعراضية في مجموعات وهم يحملون السلاح”، قالت أبو سيف. “هذا يخلق الذعر في المنطقة”.
الناشطة الاجتماعية التي هي من مواليد المدينة، يارا غرابلة، انضمت لاقوال أبو سيف وقالت: “هم حاضرون جدا، من يمولهم هي البلدية التي تحاول الاظهار بان هناك عالمية، “كسموبوليتانية” وليبرالية. ولكن حسب قولها فان هدف وجود النواة التوراتية في المدينة هو الوصول الى “تطهير عرقي” و”تطهير طبقي” المتشابكان ببعضهما.
الناشطة الاجتماعية خديجة سراري اكدت على انه في الواقع النواة التوراتية هي لب المشكلة، لكن الامور لا تقتصر عليها، بل هي ترتبط ايضا بسلوك البلدية والسلطات. “ان تسير في يافا وتعيش هنا هذا امر اصبح صعب جدا”، قالت. “في الاشهر الثلاثة الاخيرة نحن نشاهد موجة جنون للنواة، كونهم هاجموا امرأة حامل يظهر ان الخوف الذي كان لدينا دائما هم امر قائم. وببساطة، الان اصبح ملموس”.
في المسيرة امس وصفن النساء الخوف من تفاقم الامور. “يوجد لي ابنة عمرها 17 وهي محجبة”، قالت ليزا قمع، من سكان المدينة. “اليوم اعطيتها تعليمات حول كيفية السير في الشارع وأي الامور يجب ان تنتبه اليها كي تستطيع الدفاع عن نفسها. هذه مدينتنا، نحن ترعرعنا هنا ونحن نعيش هنا، في حين انهم جاءوا لمدة سنة للتعلم هنا، واشعلوا كل المدينة”.
تسلسل الامور الحالية بدأ في ظهيرة يوم السبت. حنان خيمل، المرأة الحامل، كانت تسافر في سيارتها قرب بيت والد زوجها. الى جانبها جلست والدة زوجها وفي الخلف جلس اولادها ابناء 5 و7. في السيارة التي امامها كان يسافر زوجها. “فجأة شاهدنا ثلاثة مستوطنين (من اعضاء النواة التوراتية)”، قالت. “احدهم ضرب على السيارة التي كنت اقودها وقال “عربية قذرة”، واقوال قاسية وغير لطيفة، وكل ذلك امام الاولاد”. المرأة قالت ايضا ان الامور تدهورت في لحظة.
“والدة زوجي نزلت من السيارة وحاولت التحدث معهم، لكنهم قاموا بدفعها”، قالت. “وعندما نزل زوجي من السيارة تمت مهاجمته هو ايضا. وبعد لحظة استل احد الشباب اسطوانة غزة بحجم ليتر، التي انفجرت في وجه الجار وزوجي. بدأت وجوهنا تحرقنا ولم نشاهد أي شيء. المادة دخلت الى السيارة واختنقنا، شعرت أنني عاجزة، ولم اتمكن من مساعدة الاولاد او مساعدة نفسي”.
خيمل تم نقلها الى مستشفى وولفسون، لكن النفوس في المدينة لم تهدأ. الشبكات الاجتماعية امتلات، وفي منتهى السبت وصل عشرات السكان الى بيت عائلة خيمل من اجل دعمها. من هناك خرجوا في مظاهرة في شارع يافيت وهم يطلقون شعارات تدين النواة التوراتية. ايضا اعضاء المجلس الاسلامي في المدينة، الذين جرى انتخابهم في مشهد احتفالي فقط قبل اسبوعين، جاءوا الى المكان. أحدهم هو نائب رئيس المجلس الشيخ عصام السطل، وقد اطلق على اعضاء النواة التوراتية “كلاب”. “هذه الرسالة لرئيس البلدية، نحن لا نريد المستوطنين في يافا (النواة التوراتية). تدبر امورك واخرجهم من هنا كما جلبتهم لنا. نحن وافقنا على حديقة للكلاب، لكننا لن نوافق على بيوت لهؤلاء الكلاب”، قال.
المسيرة تفرقت بسلام، لكن توثيقات المتحدثين فيها وصلت الى الشبكات الاجتماعية، وسلسلة حسابات يمينية دعت الى انفاذ القانون ضد الخطباء في المظاهرة. عند الفجر جاءت الشرطة الى بيت سطل وقامت باعتقاله، حيث انه حسب قولها سمعت في الاحتجاج الذي شارك فيه شعارات عنصرية “التي يمكن ان تؤدي الى خرق النظام والمس بسلامة الجمهور”. اضافة الى ذلك حسب بيان الشرطة فانه في وقت لاحق في الليل دعا سطل في الشبكات الاجتماعية لـ “خرق النظام، مع شعارات عنصرية ضد اليهود”. وزير الامن القومي ايتمار بن غفير اثنى على الشرطة بسبب “الاعتقال السريع والمهني والحازم للامام الذي دعا امس “بالدم والروح سنفدي يافا”. مع ذلك، في توثيق الخطاب لم يظهر سطل وهو يقول هذه الاقوال. فيلم آخر للمظاهرة اظهر متظاهرين وهم يصرخون بهذا الشعار، ولكن غير واضح فيه اذا كان سطل مشارك في هذه النداءات.
محكمة الصلح في تل ابيب التي ناقشت ظهر أمس تمديد اعتقال سطل، لم تتاثر جدا حتى الان من التصريحات التي يبدو انه قالها. على سؤال القاضية شيلي كوتين بالنسبة للتصريح الاكثر خطورة المنسوب لسطل، اجاب رجل الشرطة بان الشيخ قال “أنا اعرف ان مجتمع يافا هم رجال، هم ليسوا جبناء، ونحن نريد قول كلمة لكل هؤلاء المستوطنين كي يعرفوا من هم ابناء يافا الذين ينتظرونكم جميعا”. حسب اقوال ممثل الشرطة فان هذه الاقوال يمكن أن “تشعل الجمهور كي يرتكبوا جرائم ويخرقون القانون”. كوتين رفضت تمديد اعتقال سطل وامرت باطلاب سراحه. ولكن ممثل الشرطة عبر عن نية الشرطة تقديم التماس، من هنا تم تاخير اطلاق سراح الشيخ حتى اليوم. من قاموا بمهاجمة خيمل وعائلتها لم يتم اعتقالهم حتى الآن.



