منوعات

محمد قاروط أبو رحمه: قوة التحدي حول كل عقبة إلى دافع للنجاح

محمد قاروط أبو رحمه 14-12-2025: قوة التحدي حول كل عقبة إلى دافع للنجاح

(الملخص: تذكروا كيف واجه الابطال الذين فجروا الثورة الفلسطينية المعاصرة كم التحديات الضخم الذي واجهوه؛ وانتصروا للشعب والوطن)

في رحلتنا نحو تحقيق الأهداف، قلما يخلو الطريق من التحديات والعقبات. قد تبدو هذه العوائق في البداية كمحطات توقف إجبارية، أو أسوار عالية تحجب الرؤية عن الهدف المنشود. يميل البعض عند مواجهة الصعوبات إلى تغيير المسار بالكامل، أو تصغير الهدف ليتناسب مع “الممكن” الحالي.

لكن الحكمة تقتضي منهجاً مختلفاً: اعتبار كل عقبة ليست نهاية الطريق، بل منعطفاً يتطلب مزيداً من القوة والإصرار.

لا تجعل العقبات سبباً في تغيير هدفك، أو تصغيره. حوّل كل عقبة إلى دافع لبذل مزيد من الجهد.
هنا التحدي يحمل في طياته فلسفة العزيمة والتصميم. إنها دعوة للنظر إلى التحديات بعين الباحث عن الفرص، وليس بعين المستسلم للمصاعب.

لماذا لا يجب أن نغير أهدافنا؟

الأهداف الكبرى غالباً ما تكون هي القوة الدافعة الحقيقية للحياة ذات المعنى. عندما نحدد هدفاً نؤمن به بشدة، فإنه يصبح بمثابة البوصلة التي توجه قراراتنا وأفعالنا. تغيير الهدف أو تصغيره عند أول عائق هو في الحقيقة تراجع عن الحلم الأساسي. هذا التراجع لا يقود إلا إلى فقدان الشغف والرضا بالحد الأدنى من الإنجاز، وهو ما يتعارض مع طبيعة النفس البشرية الطامحة للنمو والتطور.

كيف نحول العقبة إلى دافع؟

مفتاح التحول يكمن في تغيير منظورنا للعقبات ذاتها. بدلاً من رؤيتها كدليل على استحالة الأمر، يجب أن ننظر إليها كـ “اختبار” لقدرتنا على التكيف والتعلم.

تحليل الموقف لا الشكوى: عند مواجهة عقبة، توقف لحظة. اسأل نفسك: ما هو سبب هذا العائق؟ ما المهارة التي تنقصني لتجاوزه؟ إن تحليل الموقف بموضوعية يوفر خارطة طريق للحل بدلاً من الاستسلام للإحباط.

استمداد الطاقة من التحدي: التغلب على الصعاب يمنح شعوراً عميقاً بالإنجاز لا يمكن الحصول عليه من المسارات السهلة. استخدم هذا الشعور المتوقع كوقود إضافي. كلما كانت العقبة أكبر، كلما كان الدافع لبذل جهد أكبر أشد قوة.

تطوير الذات: العقبات هي أفضل المعلمين. إنها تجبرنا على التفكير غير التقليدي واكتساب مهارات جديدة، وتطوير طرق مبتكرة للحلول لم نكن لنفكر بها في غياب التحدي. هي فرصة لنصبح نسخاً أفضل وأقوى من أنفسنا.

تذكير النفس بالهدف النهائي: الحفاظ على صورة الهدف النهائي حية وواضحة أمام الأعين يساعد في تحجيم العقبات المؤقتة. العقبة مجرد حجر عثرة يمكن تخطيه، أما الهدف فهو القمة التي نسعى للوصول إليها.

في الختام

إن الناجحين ليسوا هم الذين لم يواجهوا عقبات، بل هم الذين امتلكوا المرونة والقوة الذهنية لتحويل كل حجر عثرة إلى درجة في سلم الصعود نحو القمة. الطريق قد يكون وعراً، ولكنه غني بالخبرات. اجعل من كل تحدٍ دافعاً إضافياً، تمسك بأهدافك الكبيرة، وامضِ قدماً بعزيمة لا تلين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى