يديعوت احرونوت: جهاز الامن في إسرائيل يعتقد ان حملة التشهير بإسرائيل تقف وراءها قطر
يديعوت احرونوت 12/12/2025، نداف ايال: جهاز الامن في إسرائيل يعتقد ان حملة التشهير بإسرائيل تقف وراءها قطر
نحن نشك في أن القطريين اتخذوا قرارا جوهرها، قال لي مصدر إسرائيل كبير وعليم: “لمحاولة هدم علاقات إسرائيل وإدارة ترامب من الأساس. التخريب. هم في جهاد”. في الدوحة منح هذا الأسبوع رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني مقابلة لرجل اليمين الأمريكي تاكر كارلسون (“الصهيونية هي عدو الحضارة الغربية”). رئيس الوزراء بدا هادئا للغاية؛ فاذا كان اطلق حملة هدم، فالحديث يدور عن حدث مرتب بعناية.
تحدث الزعيم القطري عن تحويل الأموال لحماس على مدى سنين بدعم من حكومات في إسرائيل، الموساد والشباك مثلما من الإدارات في واشنطن. واحتلت هذه الاقوال هذه الأمور عناوين رئيسة في البلاد. اما التصريح المقلق حقا فكان آخر: قطر لن تدفع على اعمار غزة لانها “لن تبني من جديد ما دمرته إسرائيل”. وكان آل ثاني قضى قبل ذلك “باننا نعتبر ما يحصل كوقف نار”، وقف النار لن يستكمل حتى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع. هذا قول يمنح ظاهرا شرعية لاستئناف هجمات حماس للجيش الإسرائيلي في القطاع. في وقت لاحق، خفف ناطق قطري حدة اقوال رئيس حكومته عن اعمار القطاع وأوضح انه قصد فقط ان قطر “لن تمول وحدها” اعمار غزة لكنها مستعدة لان تفعل هذا مع دول أخرى. هذا إيضاح غريب: تغيير 180 درجة. لعل احد ما تلقى مكالمة من واشنطن.
يوم الاحد عقد في نيويورك لقاء استثنائي شارك فيه مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف، رئيس الموساد دادي برنياع ومسؤول قطري. زميلي باراك رابيد هو من نشر عن انعقاد اللقاء وموضوعه. الخلفية هي المكالمة الهاتفية الشهيرة في البيت الأبيض بين رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الوزراء القطري التي اعتذر فيها نتنياهو عن الهجوم الفاشل في الدوحة في 2025. كجزء من الاتفاق فرض الامريكيون آلية ثلاثية “للتنسيق” و “تخفيف التوترات” بين الدولتين. وكان هذا هو اللقاء الأول.
ما الذي طرحه الإسرائيليون؟ لم تدلي مصادر رسمية باي تفاصيل. يمكن التقدير بذكاء ماذا كانت المواضيع.
قبل اكثر من شهر استبدل محررون وقيادة عليا في “الجزيرة”. وكان الامل بان هكذا يخف الخط التحريري الهجومي ضد إسرائيل ذاك الذي ينتج بتمويل الدولة القطرية في ارجاء العالم الإسلامي. هذا لم يحصل. ففي هذا الأسبوع فقط اشتكت محافل إسرائيلية عن تغطية زائدة لمواطنين سوريين يدعون الى الجهاد ضد إسرائيل (هذا في الوقت الذي تحاول فيه الدولتان الوصول الى اتفاق امني. التغطية في “الجزيرة” هي ذات مغزى استراتيجي لمكانة إسرائيل في المنطقة.
موضوع آخر هو وجود مسؤولي حماس في قطر. تتمتع الدوحة الان بضمانة حماية رسمية من الولايات المتحدة، وهي واثقة بانها حققت ذلك من الرئيس ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي. بالتوازي تواصل استضافة قادة حماس. وهم عمليا يتمتعون بحصانة مطلقة. هذا تطور يمكنه أن يجعل الدوحة مدينة لجوء رسمية لكل إرهابي يستهدف إسرائيل في ارجاء العالم. وكما يقول وزراء في حكومة إسرائيل صبح مساء، فان إسرائيل تريد طرد قادة حماس. هذه هي المرحلة الأولى. في المرحلة الثانية اعلن السياسيون بانه يجب تصفيتهم، الى جانب كل مخططي 7 أكتوبر.
مشكوك أن توافق الدوحة، وعلى أي حال للقطريين أيضا توجد قائمة مطالب. هم في ذروة عصرهم الذهبي مع واشنطن؛ يوجد التزام رئاسي بحمايتهم، اتفاقات تعاون مع الـ اف.بي.آي وقعت هذا الأسبوع، صفقات كبرى واستثمارات في الولايات المتحدة والاهم – لغة مشتركة مع الرئيس. هم لا يريدون ان تفوت هذه اللحظة أو تدمر بسبب خصومة مع إسرائيل، ولا يستخفون بنفوذ الأخيرة في العاصمة الامريكية. القطريون “في حالة فزع” على حد قول مصدر امريكي (ليس من الإدارة لكنه على صلة قريبة منها) من الطريقة التي يواجهونها في الرد السياسي المضاد في ارجاء الولايات المتحدة، ومن الطريقة التي “وصم” بها اسمهم على حد رأيهم. هذه ضربة جذرية لاستراتيجية الدولة في أن تلعب في كل الملاعب. ان تمد اليد للغرب، وبالتوازي – للإسلاميين. تحظى قطر بنفوذ في الولايات المتحدة، لكنها تعرف ان هذا لا يستند الى تأييد الجمهور الأمريكي. فلا يتلقى أي عضو كونغرس مكالمات هاتفية صاخبة من ناخبين أمريكيين يطالبونه بمساعدة قطر. لكن كثيرون منهم يتلقون مكالمات كهذه من مواطنين أمريكيين يؤيدون ويحبون إسرائيل. لكن لقطر يوجد ذخر آخر هام جدا: “يوجد لهم مال اكثر مما يوجد رب”، مثلما قال لي إسرائيلي كبير.
سألت بريان كاتوليس، باحث كبير في معهد MEI في واشنطن وخبير في شؤون الخليج والسعودية، ما هي استراتيجية قطر. فذكر صدمتها من النزاع العلني مع جيرانها قبل اقل من عقد: “قطر ستواصل التطلع الى إقامة علاقات جيدة مع اكبر قدر ممكن من اللاعبين المحتملين على مدى الطيف، مع ميل ما او تفضيل للاسلام السياسي. لكن المقاطعة التي فرضت عليها في أعوام 2017 – 2020 جعلها اكثر تخوفا من تفويض الصلاحيات والشرعية من شركاء اقليميين مركزيين”.
من في الخلف
موضوع آخر ينشغل فيه المستوى السياسي في إسرائيل بكثافة هو حملة اللاسامية واللااسرائيلية في الشبكات الاجتماعية مثلما أيضا في الحرم الجامعي في ارجاء الغرب. ليس لدى إسرائيل يقين في أن الدوحة تقف من خلفها، لكن الموضوع يقلق إسرائيل جدا. فقد استثمرت إسرائيل مالا طائلا في التعليم العالي في الغرب. ويمكن التخمين بان الإسرائيليين قالوا للقطريين: اذا كان هذا انتم، ففي النهاية سنعرف اذا كان هذا انتم – توقفوا.
جدير التوقف عن هذا الموضوع. فهو أوسع من القصة القطرية. في الحكم في إسرائيل يشخصون جهدا واسعا، عالمي وبالاساس مصطنع – أي مُهندس وليس أصيلا – لتعظيم الضغينة والكراهية تجاه إسرائيليين ويهود صهاينة. والتشديد هو على كلمة “مصطنع”. مهنيون، مقتنعون بان مصادر سياسية فقط، مع منظمات تأثير كبيرة بمرافقة أجهزة استخبارات، او عدد من شركات النفوذ الخاصة التي اشترتها دولة، قادرون على تنفيذ الاعمال التي تجري في ارجاء العالم بالشكل الذي يبدو منسقا ومتزامنا. الحملة منسقة وليس فقط حسابات وهمية على الشبكة. بل أيضا تفعيل لشخصيات أساسية ضد إسرائيل. المشبوهات الفوريات هم قطر و/او جهات أخرى في العالم العربي، روسيا او حت الصين. لكن هذا يعانق العالم ومتزامن، ويتسبب بضرر شديد لإسرائيل. لا حاجة للتقليل من أهمية “الحملة”، بقدر ما توجد حملة كهذه. معظم الضرر ينبع من أسباب ابسط بكثير: الحرب في غزة جرت تدميرا هائلا في القطاع وموتا جماعيا لمواطنين فلسطينيين. هذا موضوع يصعب شرحه حتى بدون حملة مصطنعة ودولية.



