ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الخطة التي بقيت في الجارور

يديعوت احرونوت – يوآف زيتون – 9/12/2025 الخطة التي بقيت في الجارور

الى لجنة اللواء احتياط سامي ترجمان وصلت في الأشهر الأخيرة شهادات من مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي عن احدى المسائل الأكثر تفجرا في السنتين اللتين سبقتا 7 أكتوبر: الخطط العملياتية لقيادة المنطقة الجنوبية لتصفية محمد ضيف ويحيى السنوار – والتي لم تخرج الى حيز التنفيذ رغم توصيات ضباط كبار، فيما أن في الخلفية طلب رئيس الاركان في حينه التركيز على الجاهزية للساحة الشمالية، وكما ناشد كل الوقت المستوى السياسي الا يبادر الى خطوة في غزة في أيام الهدوء. المواد الاستخبارية التي عثر عليها في حواسيب حماس في قطاع غزة في اثناء المناورة شهدت على الموعد الأخير – قبل 7 أكتوبر، والذي نظر فيه جيش الإرهاب بجدية في اخراج خطة سور اريحا الى حيز التنفيذ: بين فصح 2023 ويوم الاستقلال من تلك السنة. وذلك على خلفية تعميق الشرخ في شعب إسرائيل والتمزق المتسع عقب الانقلاب النظامي الذي قادته الحكومة في تلك الفترة، والاحتجاج المتزايد ضده. 

غير أنه الى جانب ذلك، اطلع أعضاء لجنة ترجمان أيضا على المبادرة الإسرائيلية المضادة التي نظر فيها في تلك الفترة وكذا في الفترة الموازية قبل سنة من ذلك: تنفيذ خطة إسرائيلية لتصفية زعيمي حماس – يحيى السنوا ومحمد ضيف. وكانت “يديعوت احرونوت” كشفت عن الخطة في اذار من هذا العام، في تقرير رونين بيرغمان ويوفال روبوبيتش في ملحق 7 أيام”. 

وحسب احدى الشهادات التي وصلت الى اللجنة على لسان ضابط كبير، فان قيادة المنطقة الجنوبية دفعت ليس فقط نحو خطة ضيقة لتصفية الاثنين بل وأيضا لخطة أوسع اعدت في قيادة المنطقة الجنوبية في بداية العقد. ويدور الحديث عن خطة وضعتها القيادة تحت اللواء اليعيزر طوليدانو وتنقسم الى أربع مراحل: مبادرة إسرائيلية مفاجئة تبدأ بتصفية الضيف والسنوار وكذا اثنين – ثلاثة مسؤولين كبار في حماس بمستوى قادة الوية؛ قصف كل مواقع تعاظم قوة المنظمة التي يعرفها “الشباك” و “امان” (المخابرات والاستخبارات)؛ طلعات جوية متدرجة للهجوم على الاستحكامات المركزية لحماس والجهاد؛ وفي المرحلة الأخيرة: دخول ثلاث فرق نظامية، 162، 36 و 98 لمناورة برية محدودة في صالح تطهير مجالات اطلاق الصواريخ. 

على مدى السنين طالب المستوى السياسي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إبقاء حماس في الحكم في القطاع ولهذا فان الخطة لم تستهدف هزيمة حماس او انهيار حكمها بل ضربها بشكل شديد جدا واخراجها عن التوازن بشكل يجعلها مردوعة على مدى سنين. 

وعلى حد قول ذاك الضابط إياه امام اللجنة، فان هيئة الأركان، بتوصيات من شعبتي العمليات والاستخبارات، رفضت هاتين المبادرتين الضيفة والموسعة – في فرصتين وقعتا في السنة والنصف اللتي سبقتا الاجتياح الاجرامي من حماس للنقب الغربي. 

الى جانب الشهادة إياها وصلت الى لجنة ترجمان شهادة أخرى تتناقض وهذه الشهادة. فحسب ضابط كبير آخر في تلك الفترة تحدث مع اللجنة بل وعرض عيها خلاصات مداولات عملياتية رفعت قيادة المنطقة الجنوبية كتوصية للتنفيذ الصيغة النحيفة للخطة أي تصفية زعيمي حماس، مهندسي المذبحة. وحسب هذه الصيغة، في تلك الفرصة الأولى إياها لتنفيذ الخطة التي طرحتها قيادة المنطقة الجنوبية – في أيار 2022 – وصل الاقتراح من “الشباك”. المحفز: عملية البلطات الرهيبة في منتهى يوم الاستقلال في مدينة العاد والتي قتل فيها أربعة إسرائيليين على ايدي خلية إرهاب تسللت من السامرة. في تلك الأيام القى السنوار “خطاب البلطات” الذي دعا فيه كل فلسطيني بان يحمل ما يلوح له من سلاح ويذبح بواسطته الإسرائيليين. التوصية إياها سقطت أساسا بسبب ذاك المفهوم طويل السنين القائل انه يجب الإبقاء على حماس في غزة وهي ضعيفة ومردوعة، ومرة كل بضعة اشهر ضربها بجولات تصعيد وبالتأكيد عدم الربط بين ساحة الضفة وغزة. 

غير أن الفرصة الأهم وقعت مرة أخرى حول فترة توتر أمني، اطلاق صواريخ وتحرشات حدود نفذها نشطاء حماس، بين الفصح ويوم الاستقلال في العام 2023. الخطة للمبادرة الاسرئيلية طرحت مرة أخرى، وحسب الصيغة الثانية التي طرحتها لجنة ترجمان لم تتضمن توصية قيادة المنطقة الجنوبية الخطة الموسعة بل فقط تصفية كبار المسؤولين. وحسب هذه الشهادة فان “الشباك” برئاسة رونين بار ايد الفكرة لكن التحفظ – من جانب رئيس الأركان في حينه هرتسي هليفي أيضا – كانت مبدئية بسبب السياسة الثابتة للحكومة لاعطاء تلك الحصانة إياها لحماس. 

“طوليدانو وهليفي التقيا للبحث في الموضوع، وقائد المنطقة الجنوبية طلب بالفعل الاذن للدفع قدما بالخطوة لتصفية قادة حماس وتلقى ضوء اخضر من رئيس الأركان للتقدم بخطة العملية، لكن هليفي طلب منه خطة لتنفيذ هذا ليس فقط في أيام الهدوء – التي الفرصة فيها لكشف موقع الضيف والسنوار في وقت واحد اعلى – بل وأيضا في أيام التوتر. وكانت الفرضية هي أنه اذا ما اقتنع نتنياهو بالفعل بتصفية قادة حماس، فهذا لن يكون الا في اثناء تصعيد او توتر يمكنهما أن يبررا الخطوة. واضح ان السنوار والضيف حذران جدا وحرصا على مدى السنين، حتى في أيام الهدوء عدم الانكشاف في وقت واحد”، كما ابلغ أعضاء لجنة ترجمان. “عمليا طوليدانو لم يربط الجميع حقا لاجل السير نحو الخطوة لا “الشباك” ولا سلاح الجو. لاجل اقناع أصحاب القرار بالسير نحو خطوة استراتيجية وكبيرة بهذا القدر، كان ينبغي رفعها الى مستوى عال من النضج. هذا لم يحصل، وفي قيادة الجنوب حتى لم يكشفوا خطة سور اريحا لرئيس الأركان او للمستوى السياسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى