محمد قاروط أبو رحمه: القرارات بين فرص المستقبل وغضب اللحظة
محمد قاروط أبو رحمه 7-12-2025: القرارات بين فرص المستقبل وغضب اللحظة
(الملخص: النجاح يتطلب منا أن نكون سادة “لغضب اللحظة” لا عبيداً له، وأن نستخدم عقولنا ومنهجيات التفكير لدينا لحماية “فرص المستقبل” التي نبنيها.)
بين غضب اللحظة وفرص المستقبل هو وصف دقيق للمأزق الذي نعيشه يومياً بين العقلانية والعاطفة، وبين المدى الطويل والمدى القصير. هذه العبارة تتناغم تماماً مع فلسفة:
“الاتجاه أهم من الواقع الحالي”
صراع الإرادة غضب اللحظة (الواقع الحالي والعاطفة):
يمثل الاستجابة العاطفية الفورية والقوية (غضب، إحباط، رغبة في الانتقام، راحة فورية).
هذه المشاعر ضاغطة وملحة، وتدفعنا لاتخاذ قرارات متسرعة تهدف إلى التخلص من الألم الآني أو تحقيق الرضا الفوري.
القرارات المتخذة تحت تأثير الغضب أو الانفعال غالباً ما تكون مدمرة وتؤدي إلى الندم لاحقاً.
فرص المستقبل هي في الاتجاه والعقلانية: وهي تمثل التخطيط الهادئ، للأهداف بعيدة المدى، والنتائج الإيجابية التي تتطلب صبراً وتضحية في الحاضر.
الفرص المستقبلية تتطلب منك قمع الرغبة الآنية في الرد أو الراحة، والتركيز على الاتجاه الصحيح.
هذه القرارات تتطلب حكمة وتطبيقاً لمنهجية التفكير الصحيح القائم على العقل وليس العاطفة.
كيف نتعامل مع هذا الصراع؟ (التطبيق العملي للمنهج)
للتغلب على غضب اللحظة واختيار فرص المستقبل، يمكننا تطبيق
المبادئ التالية:
تطبيق فلسفة “الأقل ندماً”:
عندما تكون غاضباً، اسأل نفسك: “هل قراري الآن (القائم على الغضب) سيجعلني نادماً بعد شهر أو سنة او خمس سنوات؟”
الإجابة ستكون نعم غالباً. اختيار “الأقل ندماً” يدفعك لتجاهل الغضب واختيار الفرصة المستقبلية.
استخدام “الأسئلة المنتجة” لإيقاف الاندفاع:
عندما يثور غضبك، استخدم السؤال الصحيح: “هل هذا الغضب يخدمني أم يخدم فرصي المستقبلية؟”
خذ “الوقت الصحيح”: لا تتخذ قراراً وأنت في قمة غضبك. امنح نفسك وقتاً لتهدأ وتفكر بعقلانية.
التركيز على “الاتجاه” (حكمة المقولة):
غضبك هو “واقع حالي” عاطفي ومؤقت. فرص المستقبل هي “الاتجاه” الذي تريد أن تسلكه في حياتك.
تذكر أن الاهتمام بالاتجاه أهم بكثير من الانغماس في غضب اللحظة العابر.
واخيرا:
النجاح يتطلب منا أن نكون سادة “لغضب اللحظة” لا عبيداً له، وأن نستخدم عقولنا ومنهجيات التفكير لدينا لحماية “فرص المستقبل” التي نبنيها.



