إسرائيل اليوم: لا تمسوا بالجيش الإسرائيلي كجيش الشعب
إسرائيل اليوم 2/12/2025، العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش: لا تمسوا بالجيش الإسرائيلي كجيش الشعب
على مدى عقود عديدة كان يعد الجيش الإسرائيلي كـ “جيش الشعب” – الجهاز الأكثر رسمية في إسرائيل، الذي وحد الأطراف وشكل أتون صهر بلا تمييز بين مكان السكن، المعتقدات الدينية او الانتماء السياسي.
لقد كانت الفرضية الأساس هي أن الجيش الإسرائيلي يعكس كل أجزاء الشعب ويعتمد على التجنيد الالزامي وعلى التزام مدني عالٍ يقوم على أساس جيش احتياط يشكل قوته الأساس في أيام الحرب والحملات.
شقت وكسرت حرب السيوف الحديدية غير قليل من الاسوار حول مواضيع كانت في الاجماع في المجتمع الإسرائيلي، لكن يخيل أن الأسابيع الأخيرة دفعت بـ تسلل السياسة الى صفوف الجيش الى درك جديد، من خلال بضع ظواهر مرفوضة.
تعيينات سياسية وتدخل في المستوى القيادي: المحاولة الإشكالية لتقويض أساس التعيينات، الذي كان مهنيا وقياديا، وادخاله الى السياسة، مع صراع بين “مرشح وزير الدفاع” و “مرشح رئيس الأركان”، وبالمقابل تأخير وتعليق تعيينات أخرى، وكأنها رهائن.
هذه مسيرة خطيرة تحصل اليوم في تعيينات الالوية وستتسلل غدا الى مستويات ادنى.
عدم مساواة في التجنيد: بعد سنتين من الحرب باتت احتياجات الجيش واضحة – اكثر من 15 الف جندي (مقاتل وداعم قتال) ناقصون. كل حل لا يؤدي الى مساواة في العبء لكل أبناء التجنيد ومؤهلي التجنيد سيؤدي الى ضرر بعيد المدى – من النقص في الجنود عبر الانخفاض في الاستعداد للخدمة في باقي الفئات السكانية، وحتى تعاظم التملص من الخدمة.
مس بثقة الجمهور بالجيش: العلاقة بين الجيش والمجتمع الإسرائيلي هي مركب حيوي في الامن القومي. وعندما تبدأ أجزاء في المجتمع تنظر الى الجيش كـ “سياسي”، فان هذه الثقة تتآكل. هناك من يشعر بان الجيش يعمل على اجندات يسارية، آخرون يدعون بانه يتماثل مع المعسكر اليميني.
الاحتكاك في يهودا والسامرة انزلق منذ زمن ما الى الملعب السياسي. ويشهد على ذلك قادة المنطقة الوسطى، أولئك الذين يعتمرون الكيبا وأولئك الذين لا يعتمرونها.
تداعيات عملياتية: الجيش الذي يقع بين المطرقة والسندان، بين جدالات سياسية على التجنيد وجدالات على تعيين كبار المسؤولين، سيصعب عليه الحفاظ على التركيز العملياتي والتركيز على المهام. وسواء القيادة العليا أم الدنيا في الجيش هم قبل كل شيء أناس لهم عائلات.
وعندما لا يكون مستقبلهم واضحا وترفيعهم لا يجري كالمعتاد، فهذا سيؤثر أيضا على المهام. ان المسؤولية عن تغيير الوضع ملقاة على وزير الدفاع.
مطلوب: فصل بين المستويات
اذن ما هي الخطوات التي ينبغي اتخاذها لاجل وقف هذا التدهور؟
فصل واضح بين المستوى السياسي والعسكري: لقد كان الجيش وسيبقى تابعا دوما للمستوى السياسي. وزير الدفاع (عن الحكومة) هو المسؤول عنه. لا أتذكر حتى ولا مرة واحدة شكك في الجيش بصلاحيات أي وزير دفاع. لكن يجب أن يكون فصل واضح، في ظل الحفاظ على مبدأ القيادة المدنية الديمقراطية.
شفافية تامة في التعيينات: في ظل التشديد على التأهيل المهني والشخصي، وليس على الهوية السياسية أو أي مؤشر آخر. لا يعين ألوية حسب قربهم من وزير الدفاع ولا حسب حجم الكيبا او لونها.
الامتناع عن استغلال احداث عسكرية لأغراض سياسية: لا يصار الى استخدام البنية التحتية الامريكية للترويج لشؤون حزبية.
تعزيز الرسمية في الخطاب الجماهيري: الجيش ليس منقطعا عن المجتمع. فهو يتأثر به ويؤثر فيه. الجدالات بين وزير الدفاع ورئيس الأركان يجب أن تحفظ في الغرف المغلقة. وعندما تفتح الأبواب فليتفضلا باظهار الوحدة ورص الصفوف. تسلل السياسة الى الجيش ليس ظاهرة منفردة بل صورة مرآة للخلافات الاجتماعية. ولكن بينما الجدال السياسي هو جزء طبيعي وهام في الديمقراطية، فان ادخال الخلافات الى الجيش من شأنه ان يقوض الامن القومي.
ان الحفاظ على الجيش الإسرائيلي كجيش الشعب يتطلب مسؤولية قومية من كل المستويات، واساسا الفهم بان الرسمية ليست مجرد شعار بل شرط لوجودنا.



