
د. عبد المنعم سعيد 2-12-2025: المسألة الأوكرانية
انهيار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 وقيام روسيا بالإعلان عن استقلالها، أعطى الفرصة لأربع عشرة جمهورية للاستقلال وبينها أوكرانيا. وخلال سنوات عشر، وتحت قيادة «بوريس يلتسين» كان التوجه العام لروسيا التي ورثت شرعيا الاتحاد السوفيتي هو الالتحاق بالمعسكر الغربي سواء كان ذلك حلف الأطلنطي أو الاتحاد الأوروبي؛ وكان نصيب روسيا أن تكون العضو الثامن في مجموعة الدول السبع G7 التي صارت G8. مع مطلع القرن الحادي والعشرين جرى التغيير القيادي في روسيا حينما تولى فلاديمير بوتين السلطة مع توجه معاكس حول ما حصلت عليه روسيا ذات التاريخ العميق كعضو رئيسي في القارة الأوروبية لكي تصبح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي دولة ضعيفة وتابعة. اتجاه روسيا نحو التماسك، وقمع التمرد في «الشيشان»، والتنمية الاقتصادية دفعت روسيا إلى استعادة أجزاء من أقاليمها السابقة فاستولت على إقليمي «جنوب أوسيتيا» و«أبخازيا» من جورجيا 2008 والذى أدى إلى طرد روسيا من مجموعة الثمانية؛ وعلى إقليم القرم من أوكرانيا 2014 والذي أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية من حلف الأطلنطي على روسيا. ولم تتوان موسكو بعد ذلك عن المطالبة بضم مناطق إقليم الدونباس في أوكرانيا.
خلال العقدين التاليين لانهيار الاتحاد السوفيتي فإن أوكرانيا باتت حرة في تقرير مصيرها، ولكن النخبة السياسية الأوكرانية كانت مترددة فيما تقرره. فمن ناحية خرجت أوكرانيا وهي دولة نووية وقادرة أن تكون في مستقبل الأيام عضوا في النادي النووي العالمي. ولكن ذلك كان يعني أولا مخالفة كبيرة لعملية ترتيب الأوضاع الخاصة بـالجمهوريات السوفيتية السابقة والتي جعلت روسيا الاتحادية هي الوارثة للاتحاد السوفيتي السابق بما فيها الأسلحة النووية. وثانيا أن ذلك سوف يعني عداء مستحكما حيث لن تسمح موسكو بالتجاور مع دولة نووية أخرى. وثالثا أن حلف الأطلنطي، كان لديه تمانع في وجود أعضاء جدد في النادي النووي العالمي، وأرادت ضرب المثال بدولتي أوكرانيا وجنوب أفريقيا بحيث تخلى كلاهما عن القدرات النووية.



