هآرتس: احتمال ان يرفض هرتسوغ طلب العفو الذي قدمه نتنياهو
هآرتس 1/12/2025، رفيت هيخت: احتمال ان يرفض هرتسوغ طلب العفو الذي قدمه نتنياهو
طلب العفو الذي قدمه رئيس الحكومة يحوي كل ما نحتاج الى معرفته عن نظام تشغيل بنيامين نتنياهو – قدر كبير جدا من الوقاحة، لعب دور الضحية، السخرية، عدم تحمل المسؤولية، السلطة، التي لم تتجرأ أي شخصية عامة في إسرائيل على اظهارها. من غير المعقول انه بعد سنتين على اكبر كارثة نزلت على الشعب اليهودي منذ المحرقة، فان الامر لا يقتصر على ان لا يجلس رئيس الحكومة في منزله للحداد وهو يغطي رأسه، بل هو يتجرأ على طلب الغاء محاكمته في سابقة لم نعرف مثلها.
“منح العفو سيسمح لرئيس الحكومة بالعمل على رأب الصدع داخل الشعب، وحتى التعامل مع قضايا إضافية مثل جهاز القضاء والاعلام. قضايا محظور عليه حاليا الانشغال بها بسبب المحاكمة التي تجري في قضيته”، مثلما جاء في الطلب. ما الذي يقوله هذا الطلب بالتحديد؟ ان من احدث الشرخ الكبير، وجر إسرائيل الى حرب أهلية تدمرها من الداخل، يطلب اعفاءه من المحاكمة، مستفز بذلك المعسكر الديمقراطي الذي يرى فيما تبقى من سيادة القانون شريان الحياة الأخير في بحر الجريمة. وماذا يقال أيضا؟ شيء يمكن تفسيره بانه تلميح ماكر وفاسد. اذا عاملني الرئيس بطريقة لم يعامل بها أي متهم آخر في إسرائيل فربما سأتفضل بوقف حملة تدمير جهاز القضاء وجهاز الاعلام، اللذان تركتهما لزعران مثل ياريف لفين وشلومو قرعي.
طلب العفو ليس أمر مزعج فقط، بل هو مضحك أيضا. “رئيس الحكومة كان وما زال يعتقد ان مصلحته الشخصية هي استكمال المحاكمة حتى النهاية، وهو على ثقة بانها ستنتهي بتبرئته بشكل كامل. مع ذلك، رئيس الحكومة مستعد، حتى في هذه الحالة، لتغليب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية”. ولكن الابتسام يتلاشى كليا عندما ينتقل نتنياهو للتحدث عن الشؤون الوطنية. فهو يشيد بنفسه وينسب لنفسه الفضل في المس بالمحور الشيعي، واغتيال إسماعيل هنية ومحمد ضيف ويحيى السنوار، بدون ان يذكر احداث 7 أكتوبر وضحاياه، التي أدت الى كل ذلك. بالنسبة لنتنياهو فان اعظم واشد وافظع فشل لزعيم إسرائيلي على الاطلاق، الذي حدث في عهده، لا صلة له به على الاطلاق.
من الطريف ان الرئيس اسحق هرتسوغ قرأ الطلب بعد عدد كبير من الصحافيين أو المتصفحين لمواقع الاخبار. هرتسوغ، الذي كان يتوقع طلب العفو بعد رسالة التهديد من قبل الرئيس الأمريكي، كان اسير الاحتفالات طوال اليوم، لكن البشرى الصعبة لحقت به في نهاية المطاف. ليس سرا انه معني بتسوية تنهي محاكمة رئيس الحكومة مقابل اعتزاله للحياة السياسية، لكن نتنياهو لا ينوي المشاركة في هذه المعادلة. وهذا لا يعني أيضا ان المتهم لا يتردد في ذكر أهدافه التي يطمح الى تحقيقها كرئيس للوزراء كسبب لاعفائه من المحاكمة.
في محيط الرئيس يعولون على الوقت الطويل الذي تعطيه الإجراءات – نقل العفو الى وزارة العدل، الحصول على رأي الوزير المعني (الكهاني عميحاي الياهو الذي حل محل ياريف لفين الذي كان الشاهد في الملف 2000) – من اجل كسب الوقت قبل الرد. ولكن يجب عدم إطالة هرتسوغ لما يجب انهاءه الآن. في طلب العفو لا يوجد أي شيء، حتى لو ضئيل، يمكن للرئيس ان يتمسك به ويعتمد عليه. اذا لم تكن صياغة الطلب مفتوحة للتفاوض، هذه هي الحال كما يبدو، فانه يمكن الافتراض بان هرتسوغ سيرفضه. والا فانه سيكون ابن الرئيس السابق وحفيد الحاخام الأكبر السابق في إسرائيل، الذي سيوقع على شهادة وفاة الديمقراطية في إسرائيل.
لا يتعاونون
هناك قاعدة عامة يعرفها كل حريدي، واذا كان يعرفها فهو أيضا يعلنها جهارا: أي قانون يجند حتى حريدي واحد رغم انفه، هو قانون لا يُسمح لأي سياسي حريدي باقراره. الخلاف الوحيد بين الحريديين الذين يعارضون قانون الاعفاء الذي صاغه بوعز بسموت وبين شاس والليطائيين المؤيدين له هو شيء شكلي. اسحق غولدكنوفف من حسيدية غور هو الأكثر تشددا في هذا الشأن، حيث انه لا يوافق على “التماشي مع الصورة الكاذبة التي تتحدث عن أي حصة تجنيد وإمكانية فرض عقوبة، بينما الباقين مستعدين للتعاون مع هذا التحايل، طالما استمر اعفاء ناخبيهم من التجنيد الفعلي”.
الاختبار الحقيقي موضوع امام رجال الصهيونية الدينية، الذين منذ اندلاع الحرب تشددوا في مواقفهم إزاء تهرب الحريديين. ممثلوهم في الحكومة – في الليكود وفي القائمة التي تسمى على اسم هذا القطاع – سيضطرون الى تقرير ما هو الأكثر أهمية بالنسبة اليهم: مباديء المجتمع الذي يمثلونه أو ملذات السلطة. إزاء التجربة البائسة لرجال مثل يولي ادلشتاين، فان الجواب كما يبدو لن يفاجيء أحد.



