إسرائيل اليوم: تحديات في خمس جبهات

إسرائيل اليوم 1/12/2025، اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم: تحديات في خمس جبهات
بعد سنتين من القتال، فان اتفاق وقف النار الذي وقع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، بوساطة الولايات المتحدة، قطر، تركيا ودول أخرى، بشر ظاهرا بانتهاء حرب السيوف الحديدية. لكن في الجبهات الأساسية لا يزال القتال مستمرا لقوى متنوعة.
هذا الوضع من انعدام الاستقرار الأمني المتواصل لا يبشر بالخير لإسرائيل. مطلوب عمل عسكري – سياسي مشترك، بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة لاجل احداث تهدئة وإعادة الاستقرار الى المنطقة.
في جبهة لبنان: نحن نشهد إعادة بناء وتعاظم قوى متجدد لحزب الله. لاجل منع الخطر على بلدات الشمال، التي معظم سكانها لم يعودوا الى بيوتهم مطلوب عمل عسكري يومي هدفه احباط كل محاولة من حزب الله لاعادة تنظيم نفسه قرب الحدود.
للاتفاق الذي وقع في تشرين الثاني 2024، مع حكومة لبنان، بوساطة عاموس هوكشتاين، كانت نقطتا ضعف بارزتان. الأولى – هي الاستناد الى حكومة لبنان الضعيفة، والثانية – الاستناد الى الجيش اللبناني ليفرض التسوية وينزع سلاح حزب الله. في الحالتين كان هذا سندا متهالكا.
الجيش الإسرائيلي ملزم بان ينفذ اعمال احباط جوية، كل يوم تقريبا وان يتواجد في مناطق مسيطرة على الأرض اللبنانية. تصفية رئيس اركان حزب الله، علي طبطبائي، نقلت رسالة لحكومة لبنان بان عليها ان تعمل بـعدوانية ضد منظمة الإرهاب كي تحافظ على الاتفاق. في هذه الجبهة الحل لا يبدو في الأفق، ويبدو أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل كل يوم تقريبا.
في الجبهة السورية: الجيش الإسرائيلي مطالب بان يعمل ضد المحاولات التنظيمية لحماس، حزب الله ومنظمات أخرى، تحاول تنظيم نفسها وتحدي إسرائيل على طول خط التماس. ينبغي القول ان وضعنا في هذه الجبهة افضل، في ضوء ظروف الساحة التي يوجد فيها قليل جدا من البلدات السورية وعليه فان القدرة على العمل هناك اكثر راحة. ثانيا، يبدو أن الحكومة السورية، رغم المشاكل الداخلية، معنية بالوصول الى تسوية واستقرار الوضع. في نهاية الامر، سوريا ستكون دولة اصغر مع مناطق نفوذ تركية في الشمال ومناطق نفوذ إسرائيلية في الجنوب. وبين الحين والآخر ستكون حاجة الى عمل توغلي، كذاك الذي نفذ في بيت جن مؤخرا، للقضاء على الإرهاب الناشيء. في هذه المرحلة يبدو أن قوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة في سوريا لن تنسحب الى خط الحدود الدولي وستبقى في الأراضي السورية لزمن آخر.
في جبهة غزة: الوضع معقد وهش ويوجد على شفا انهيار واستئناف القتال. الوضع الحالي الذي يسيطر فيه الجيش الإسرائيلي في نصف القطاع وحماس تسيطر في النصف الثاني متفجر وخطير. في هذه المرحلة لا يوجد أي تقدم في المحادثات للمرحلة الثانية من الاتفاق، ومن شأننا أن نبقى في هذا الوضع لزمن آخر. حماس تعيد بناء قدراتها العسكرية والسلطوية، وفي كل يوم يمر يكون التحدي العسكري الذي تقف امامه إسرائيل اكبر. السؤال هو متى سيتعين على إسرائيل أن تعمل بقوة في المنطقة التي تحت سيطرة حماس، كي تدمر من جديد البنى التحتية التي تبنى بلا انقطاع.
في الجبهة الإيرانية: الهدوء وهمي، لان الإيرانيين يستغلون كل يوم يمر كي يعيدوا بناء منظومة مضادات الطائرات لديهم ولانتاج مزيد من انتاج الصواريخ الباليستية التي تهدد إسرائيل. ايران لم تتخلى عن المشروع النووي. وهو بلا شك سيعاد بناؤه. ينبغي الاستيعاب بان الإيرانيين يعملون مع رؤيا بعيدة وينظرون لعشرات السنين الى الامام، ونحن ملزمون بان نكون يقظين للتهديد الناشيء الذي عرفناه جيدا في حملة الأسد الصاعد. لا شك ان في هذه الساحة لم تصدر بعد الكلمة الأخيرة.
في الجبهة السياسية: إدارة ترامب، التي أعدت وقف النار في ايران، في لبنان وفي غزة، وتشارك في ما يجري في سوريا، تنظر الى الشرق الأوسط كرزمة واحدة. هدفها الأساس هو توسيع اتفاقات إبراهيم وادراج السعودية فيها، دولة إسرائيل تسير على حبل رفيع. من جهة نحن ملزمون بالحفاظ على الحلف مع الولايات المتحدة، الحيوي جدا لامن ووجود الدولة.
من جهة أخرى نحن ملزمون بالوقوف عند مبادئنا. ولهذا فان على دولة إسرائيل ان تجري حوارا متواصلا مع الولايات المتحدة لكن ان توضح بانه توجد خطوط حمراء محظور تجاوزها: أولا، الا تقام دولة فلسطينية بين البحر والنهر. وثانيا، في هذه المرحلة امن بلدات خط المواجهة يستوجب تواجد جسدي لقوات الجيش الإسرائيلي في سوريا، في لبنان وفي غزة.
إضافة الى ذلك سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل بفعالية كي يمنع تموضع التهديدات في الطرف الاخر من الحدود، الى أن تنقل هذه المسؤولية الى اياد أخرى اذا ما نقلت على الاطلاق. هذه المباديء يجب أن تكون واضحة وان تطرح في كل لقاء مع حليفنا الأكبر الولايات المتحدة. فقط من خلال الحفاظ عليها، يمكن لإسرائيل أن تضمن وجودها وأمنها.



