ترجمات عبرية

هآرتس: نصر مطلق؟ نتنياهو لم يهزم أي من الاعداء، كل التهديدات بقيت على حالها

هآرتس 25/11/2025، نحاميا شترسلرنصر مطلق؟ نتنياهو لم يهزم أي من الاعداء، كل التهديدات بقيت على حالها

اللقاء المؤثر للمخطوفين مع الرئيس الامريكي ترامب في الاسبوع الماضي اثبت ان المحللين يمكنهم الخطأ. فقد قدروا ان تحرير العشرين مخطوف الاحياء سيستغرق وقت طويل، وسيتم على دفعات، وفي كل الحالات حماس ستبقي لديها عدد من الاسرى الذين ستستخدمهم كبوليصة تامين، ولن تطلق سراحهم لسنوات. ايضا شعبة الاستخبارات العسكرية قدرت ذلك. ولكن العشرين مخطوف تمت اعادتهم، بدون ان يبقى لدى حماس “أي ورقة مساومة”، وهذا انجاز لنتنياهو الذي في الواقع جاء بتأخير كبير، لكنه وصل. محظور ان ننسبه فقط لترامب.

ايضا لم يقدر أي أحد بان حماس ستعيد معظم الجثث. المحللون قالوا انه بعد تفجير الانفاق، وتدمير البيوت، وتغيير طبيعة الارض، فانه سيكون من الصعب، وحتى من غير الممكن، العثور على الجثث. ولكن في الحقيقة تمت اعادة 25 جثة من بين الـ 28 جثة، هذه مفاجأة ايجابية. يجب مواصلة المطالبة باعادة الجثث الثلاثة المتبقية.

المحللون قدروا ايضا اننا لن نتسلم كل المخطوفين الاحياء بدون الانسحاب الكامل من القطاع. ولم يقدر أي احد بانه ستتم اعادتهم ونحن نوجد على “الخط الاصفر”، الذي يعني الاحتفاظ بـ 58 في المئة من مساحة القطاع. ايضا هذا انجاز لنتنياهو.

من الجدير ايضا قول الحقيقة بالنسبة للضغط الذي استخدمه نتنياهو من اجل احتلال مدينة غزة. ففي اللحظة التي دخل فيها الجيش الاسرائيلي الى احياء المدينة بهدف احتلال المعقل الاخير لحماس، فان قيادة حماس خشيت من التدمير الشامل واخلاء مليون مدني. الوسيط الامريكي ستيف ويتكوف قال ان “الضغط العسكري على مدينة غزة ساهم في قرار حماس التوقيع على اتفاق انهاء الحرب”.

حماس وافقت على التوقيع على الاتفاق لانه بعد سنتين من القتال وتدمير البنى التحتية وتصفية 23 ألف مخرب، فان هذه المنظمة الجهادية تعبت. اضافة الى ذلك جزء من الجمهور الغزي بدأ في اتهام حماس بمعاناة السكان، والمليشيات الخاصة تشكلت ضدها. ايضا من يؤيدون حماس وقطر وتركيا ارادوا انهاء الحرب. هم خافوا من ان القتل والتدمير في مدينة غزة سيؤدي الى مظاهرات ضدهم ويقوض حكمهم.

يجب اضافة الى ذلك دور ترامب المهم. فقد اراد تحقيق “سلام امريكي”: تسوية سلمية تقودها الولايات المتحدة، تهدف الى تعزيز تفوقها العسكري والاقتصادي. بالنسبة لترامب الهدف النهائي هو الاموال، وبمجرد سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة فان الشركات الامريكية ستجبي ثروة طائلة والاقتصاد الامريكي سيستفيد.

لكن خلافا للانجازات التكتيكية فان نتنياهو قادنا الى خسارة استراتيجية على الصعيد السياسي – العسكري. مكانتنا كـ “الابنة المدللة” في واشنطن تآكلت لصالح السعودية، ومكانتنا في العالم هي في حضيض تاريخي. حماس في الواقع تضررت، لكنها لم تتم تصفيتها. هي تسيطر على المناطق التي قمنا باخلائها، ويمتثل لها حوالي 20 ألف مسلح. ايضا حزب الله لم يستسلم ولم يتجرد من سلاحه. هو يرمم بناه التحتية ويجند اشخاص ويبني قيادات ويجمع السلاح. هو يعود ليكون تهديد للجليل، رغم ان رئيس اركانه تمت تصفيته. ولكن الفشل الاكبر لنتنياهو هو في الجبهة الايرانية. على الفور بعد انتهاء حرب الـ 12 يوم، سارع الى التفاخر وقال: “لقد حققنا نصر تاريخي على ايران، وازلنا عنا تهديدين وجوديين، التهديد النووي وتهديد الـ 20 ألف صاروخ بالستي”. ولكن نحن لم نزل أي شيء. ايران لم تستسلم. وهي غير مستعدة لاي رقابة على مشروعها النووي، وما زالت تنتج الصواريخ البالستية بوتيرة عالية. وقد اعلنت مؤخرا بانها ستطلق “2000 صاروخ كل يوم في الصراع القادم مع اسرائيل”.

بكلمات اخرى، من منظار سياسي – عسكري وجدنا انفسنا في وضع حرج. نتنياهو فشل في اخضاع أي عدو من اعدائنا، وبقيت جميع التهديدات على حالها. فهل هذا نصر مطلق؟ لقد جلب الشخص الاحقر في تاريخ الشعب اليهودي هزيمة استراتيجية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى