هآرتس: حقن السم للمخربين تخدم نتنياهو، هي ستفكك المعارضة
هآرتس 25/11/2025، الوف بن: حقن السم للمخربين تخدم نتنياهو، هي ستفكك المعارضة
ايتمار بن غفير ليس السياسي الاول الذي شق طريقه فوق جثث المحكومين بالاعدام. فقد سبقه بيل كلينتون الذي يعتبر الآن ايقونة ليبرالية، لكن كحاكم لاركينسو والذي تنافس على رئاسة الولايات المتحدة في 1992 هو تاكد من اعدام رجل مختل عقليا ادين بقتل شرطي. السجين تم اعدامه بحقنة قاتلة، وهي العقوبة التي يقوم باعدادها المشروعون في اسرائيل لمن تتم ادانته بقتل شخص “بقصد المساس ببعث الشعب اليهودي في ارضه”، وفقا للتعديل 159 في قانون العقوبات (عقوبة الاعدام للارهابيين)، الذي يوشك على المصادقة النهائية عليه في الكنيست. كلينتون اراد أن يظهر كـ “قوي في وجه الجريمة”، بينما يريد بن غفير أن يظهر بأنه جلاد “النخبة”. يمكن لشريكه مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، ان يزوده بمئات جثث الفلسطينيين المسممة قبل الانتخابات كوسيلة لكسب الاصوات لحزب قوة يهودية.
النقاش حول عقوبة الاعدام يتركز على الظلم الاخلاقي للاعدام وعلى التمييز المتأصل في مشروع القانون بين الارهابيين الفلسطينيين واليهود. ولكن توجد لهذا التشريع المتسارع اهمية سياسية ايضا. فهو يقسم كتلة المعارضة الى اقسام. في التصويت على القانون بالقراءة الاولى ايده افيغدور ليبرمان وعارضه الديمقراطيون والاحزاب العربية، بينما غاب يئير لبيد وغادي ايزنكوت وبني غانتس عن الجلسة. فقط في اسرائيل لا يملك زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق موقف من قضية مصيرية مثل الاعدام الجماعي. هكذا بالضبط يريد بنيامين نتنياهو أن يقسمهم ويخيفهم. هو يستمتع بحشر يئير غولان في الزاوية مع ايمن عودة واحمد الطيبي ومنصور عباس، كشريك غير شرعي في “ائتلاف صهيوني”، وبالتالي، تحييد خيار تشكيل حكومة مستقبلية بدون الليكود.
مثلما هي الحال مع حقن الارهابيين بالسم، فان لجنة التحقيق التي سيشكلها نتنياهو لكارثة 7 اكتوبر ستكون ايضا بمثابة تكتيك “فرق تسد” بين خصومه السياسيين. ووفقا للوزير زئيف الكين، عضو لجنة صياغة خطاب التعيين، يفترض ان تقرر اللجنة الحكومية بان اتفاقات اوسلو من العام 1993 والانفصال عن غزة في 2005، ادت الى هجوم حماس في 2023. بكلمات اخرى، سيزين استنتاجاتها شعار الدولة القديم اليميني “مجرمي اوسلو الى العدالة”، لكن سيكون فيها فقط عزاء قليل لنتنياهو الذي عاد الى الحكم بعد اوسلو والانفصال ولم يقم بالغائها، وكان لديه الوقت الكافي للاستعداد للدفاع عن الدولة. ان لوم اسحق رابين واريئيل شارون لن يعفي نتنياهو من المسؤولية عن التخلي عن المستوطنات في غلاف غزة.
وحتى لو واجهت اللجنة صعوبة في تبرئة نتنياهو كليا، الا انها ستمنحه نقاط مهمة في اللعبة السياسية. يصعب تخيل من سيمثل امام لجنة التستر الحكومية لتبرير اوسلو والانفصال بأثر رجعي. التحركات التاريخية لتقسيم البلاد حاليا لا تحظى بدعم كبير، حتى في اوساط معارضي نتنياهو. لقد اختار نفتالي بينيت، الزعيم الجديد للمعسكر الليبرالي، عدم المشاركة في مسيرة تابين رئيس الحكومة المغدور، خشية ان تلتصق به ذكرى الاتفاق مع ياسر عرفات. يريد بينيت حشد الاصوات في شارع كابلان وليس في ميدان رابين.
منذ بداية الحرب ادار نتنياهو سياسة خارجية وامنية حازمة، التي تحظى بشعبية كبيرة حتى خارج معسكر بيبي. هكذا بقي في السلطة رغم الفشل الفظيع، والاستطلاعات السيئة والوعود العبثية بالنصر المطلق. وهذا هو سبب تاييده للجنة شبه التحقيق وعقوبة الاعدام للمخربين. حقن السم لحماس ربما ستشتهر في التك تك وفي لافتات بن غفير، لكنها ستساعد نتنياهو على توسيع الائتلاف بعد الانتخابات، وتقليص اعتماده على شركائه الكهانيين.



