هآرتس: ما حدث في غلاف غزة لا شيء مقابل ما سيحدث في الحرب الاقليمية القادمة

هآرتس 24/11/2025، اسحق بريك: ما حدث في غلاف غزة لا شيء مقابل ما سيحدث في الحرب الاقليمية القادمة
هذه صلافة وعدم خجل. هذه المستويات فقدت الشعور بالخجل والخضوع، وهم يتصرفون بوقاحة وفساد وتهرب من المسؤولية بدون خوف من الرأي العام أو القانون. هناك شعور بالتدهور الاخلاقي والاداري في اعلى مراتب صنع القرار، لأنه يفضل القادة الاعتبارات الشخصية أو الشعبوية على القيادة المسؤولة والشجاعة.
بدلا من ان يتولى القادة السياسيون وكبار الضباط العسكريين القيادة، ويتخذون قرارات جريئة، ويضعون رؤية واضحة (حتى لو لم تكن شعبية)، يبدو انهم يسيرون قدما، لكنهم ينظرون باستمرار الى الخلف (الى الاستطلاعات او وسائل الاعلام او الراي العام او الاعتبارات السياسية الضيقة)، ليروا الى اين يريد الشعب أو “القائد” ان يصل. النتيجة هي أن القيادة تصبح مقادة وتتميز بعدم الشجاعة والخوف من رسم مسار والعيش في اللحظة الراهنة بدون رؤية المستقبل.
هذا الوضع يعرض للخطر دولة اسرائيل. الدولة الاكثر تهديدا في العالم. الجيش البري موجود في الوضع الاصعب له منذ قيام الدولة. ما حذرت منه خلال سنين فيما يتعلق بعدم جاهزيته انفجر في وجهنا في هجوم حماس على سكان الغلاف في 7 تشرين الاول 2023. في السنتين الاخيرتين، منذ بدات حرب “السيوف الحديدية” لم يتم استخلاص أي درس، والجيش يواصل التدهور بوتيرة متسارعة. هو غير قادر على حماية مواطني الدولة في الحرب الاقليمية القادمة (التي ستندلع آجلا أم عاجلا)، وايضا هو لا يستطيع ان يحسمها حتى في جبهة واحدة.
الوضع خطير الى درجة ان ضباط بايديهم الكثير من السلاح، يمكنهم الخروج الى الشوارع في المدن وفي البلدات وان يجرون فيها المحاكمات. المشاغبون يمكنهم ايضا الدخول الى معسكرات الجيش البري ومعسكرات سلاح الجو، التي هي غير محمية، ويمكن الافتراض بانه لن يكون بامكاننا وقفهم. كل ذلك لانه لم يتم انشاء حرس وطني، وليس هناك قوات للدفاع عن معسكرات الجيش. وهذا حتى قبل ان ناخذ في الحسبان الحرب التي من شانها ان تندلع على طول حدود الدولة.
جنود الاحتياط الذين يخدمون في معسكرات الجيش يرسلون لي مقاطع فيديو يصورونها، والتي تظهر الخراب الذي لا يصدق في المعسكرات وفي المستودعات. الذخيرة والمعدات متناثرة في كل زاوية، بدون حراسة (لا يوجد تقريبا أي ضباط او جنود في مستودعات الطواريء بسبب التخفيض الهائل في القوة العاملة المهنية في السنوات الاخيرة، التي اجريت من اجل تقليص الرواتب). المعسكرات بدون حراسة والاسوار مخترقة وتنتشر سرقة السلاح والذخيرة على نطاق واسع، وبالكمية الهائلة من السلاح في ايدي البدو في الجنوب يمكن تشكيل فرقتين.
المستوى السياسي منفصل تماما والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الجمهور. ما حدث وراء الابواب المغلقة لا يقارن بما سيحدث في الحرب الاقليمية القادمة.
في ظل هذه الظروف نحن نعيش في زمن مستقطع، وليس لدينا من نتحدث معه. الجمهور في معظمه غير مكترث، مثلما حدث للشعب اليهودي قبل تدمير الهيكل الاول والهيكل والثاني، ومثلما لم يستمع اليهود الى التحذيرات الجدية قبل المحرقة. هناك متغطرسون كثيرون ومتبجحون الذين كل ما يقولونه عن تحذيراتي هو: “لا تخوفوننا”. لا يهمهم الواقع والحقائق، وبسلوكهم هذا يعرضون الدولة للخطر.
اذا واصل الجمهور اللامبالاة وسمح لهذه القيادة المستخذية بالاستمرار في قيادته الى نقطة اللاعودة فان حياتنا في هذه الدولة ستكون محدودة، الى درجة عدم القدرة على البقاء في هذا المكان.



