هآرتس: هل ستغير الانتخابات شيئا

هآرتس 20/11/2025، يوسي كلاين: هل ستغير الانتخابات شيئا
لا، الانتخابات لن تغير شيئا. الكتلة الخاسرة لن تقبل بفوز الآخر، سواء مع وجود نتنياهو أو بدونه. التسوية غير محتملة. الفروقات كبيرة والكراهية عميقة. ليس فقط بين السياسيين بل في اوساط الجمهور. بعد هزيمة أكتوبر الليبراليون لن يسلموا بدولة يقودها اشخاص متدينون قوميون ومتطرفون، حتى لو فازوا في الانتخابات. كيف سيردون على الهزيمة؟ بمنشورات غاضبة. هم ليسوا مصممين للعصيان المدني، لن يهددوا المراسلين ولن يضربوا المتظاهرين. هم لن يقتلوا، ربما سيتنازلون، أو يهاجرون.
الليبراليون لا يستطيعون مواجهة العنف القومي الديني المتطرف.
هم تحالف من الشركاء في الرأي، من قضاة يرتدون ربطة العنق وحتى آخر المخربين اليهود. زيني، نتنياهو، بن غفير، كرعي، سولبرغ، عميت سيغل ويانون ميغل، ومساعدوهم واصدقاءهم – جميعهم لديهم هدف واحد يؤمنون به، جميعهم يريدون دولة يهودية من البحر حتى النهر. جميعهم يريدون ايران جديدة.
الحدث لا يدور عن مؤامرة مخططة. هم لا يعرفون التخطيط. يدمرون من اجل البناء، لكنهم لا يعرفون البناء. التدمير عفوي، ولا تتم السيطرة عليه. كل واحد يدمر بقدر استطاعته، يدمر حسب قوته. لفين يدمر جهاز القضاء، كرعي يدمر الاعلام، وكيش يدمر التعليم وريغف تدمر المواصلات. المحكمة العليا تنهار، أجزاء منها تسقط فوق رأسنا كل أسبوع. مع كل ذلك، هم الذراع السياسي للمستوطنين. كذراع سياسي هم غير قادرين على المساعدة. اذا لم يستطيعوا الضم، التهجير، التجويع أو القصف من الجو، هم يستطيعون التدليل بواسطة الميزانيات ويلغون أوامر إدارية. ولكن 7 أكتوبر القادم اصبح على عتبة بيتهم. أيضا الابرتهايد لن ينقذ نصف مليون محتل من انياب 2 مليون شخص تحت الاحتلال.
لم يكن في أي يوم فيل في الغرفة اكثر من 2 مليون شخص. السياسيون تم دفعهم الى الحائط لان هذا الفيل يملأ الغرفة، وهم حتى الآن لا يرونه. لا يتطرقون اليه، بل يتجاهلونه. فقط “الأعشاب الضارة” تراه، وهم يفعلون به “ما يريد المستوطنون الصالحون” فعله، لكنهم لا يملكون الشجاعة.
الأعشاب الضارة هي الذراع العسكري للمستوطنين الصالحين.
المستوطنون الصالحون لا يقتلعون الأشجار ولا يذبحون الأغنام، هم يريدون ان يكونوا “متوطنون وليس مستوطنين”، “طلائعيون وليس محتلين”. على منابر الاستوديوهات هم يظهرون الصلاح ويكونون منافقين. هم يعرفون ان قادة لواء شاي في الشرطة متهمون بمساعدة المخربين اليهود، ومع ذلك يلقون عليهم المسؤولية. بسبب المستوطنين الصالحين فانه لن يتحرك أي شيء الى ان يتم سفك الدماء. أي حكومة سترغب في التعامل مع نصف مليون مستوطن، لديهم جيش مسلح من الملثمين اليهود؟. ليس فقط الحكومة، أيضا الجيش.
هذا ليس جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يسوقونه لنا في التلفزيون. هذا جيش دفاع إسرائيلي آخر، مجهول. ليس جيش ابناءنا الابطال، بل جيش اشخاص مجهولين، كائنات من الفضاء. هذا جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يسرق الزيتون ويعتقل المتظاهرين. جيش الدفاع الإسرائيلي هذا يقف الى جانب الملثمين اليهود. خلال 12 سنة من التربية القومية المتطرفة العسكرية يتعلم ابناءنا الابطال ان يتلقوا بمحبة الحجارة اليهودية. الاولاد من بئر السبع الذين هتفوا “الموت لليساريين” في وجه طلاب صف الموهوبين سيكبرون ويصبحون جنود مثلهم. انهم المستقبل. وسيبنون ايران الجديدة.
ايران الجديدة لن تكون مدينة متنورة.
التنور لن يكون هنا بعد ان هاجر حوالي 80 ألف في السنة الماضية، معظمهم من الشباب والمثقفين. دولة متنورة لن تكون هنا اذا كان 300 ألف من مواطنيها يحصلون على المعلومات فقط من قناة دعائية رخيصة وعنيفة. لن يكون تنور في مكان فيه تقريبا مليون من سكانه سينتخبون (حسب الاستطلاعات) المسؤول عن الهزيمة الأكبر في تاريخنا.
الديمغرافيا الى جانبنا، يقول القوميون المتطرفون المتدينون. صحيح، لكن الحضارة ضدنا. يوجد جاهلين واغبياء اكثر من المثقفين العقلانيين. صحيح انهم الأغلبية. لذلك فان المثقفين والعقلانيين سيهزمون في الانتخابات، وذلك بسبب الخضوع الاعمى لـ “الأغلبية هي التي تقرر”، حتى لو قررت الأغلبية انه يجب تصفية الديمقراطية.
عندما سيهزمون فان إسرائيل لن تمحى، بل ستتغير. هي ستكون ضعيفة وفقيرة اكثر. أمريكا ستقوم باعالتها، واذا كانت محظوظة – أيضا ستدافع عنها.



