ترجمات عبرية

هآرتس: قد تحصل السعودية على طائرات إف-35 دون تطبيع؛ نتنياهو قد لا يتمكن من منع ذلك

هآرتس 17-11-2025، عاموس هرئيل: قد تحصل السعودية على طائرات إف-35 دون تطبيع؛ نتنياهو قد لا يتمكن من منع ذلك

السيناريو الأكثر قلقاً كما تراه إسرائيل في الفترة القريبة لا يتعلق فقط بحصول السعودية على طائرات حربية أمريكية من نوع إف35، بل بإمكانية ألّا يتم الأمر في إطار صفقة تشمل التطبيع بين إسرائيل والسعودية واعتراف ضبابي من قبل إسرائيل بحلم الدولة الفلسطينية. بزيارة وزير العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن، تطرح تقديرات حول صفقة شاملة يدفع بها ترامب قدماً، لكن علاقة الإدارة الجمهورية مع العائلة المالكة السعودية قريبة جداً إلى درجة أن يمنح ترامب الرياض هذه الهدية حتى بدون المطالبة بمقابل فوري لها بعملة مهمة بالنسبة لإسرائيل.

قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، وقفت إسرائيل والسعودية على شفا تفاهمات، في إطار مبادرة إدارة بايدن لعقد اتفاق بعيد المدى بين واشنطن والرياض. طلب بن سلمان من الإدارة الديمقراطية حلف دفاع على صيغة الناتو وسلاح متطور ومساعدة في إنشاء مشروع نووي مدني. في حينه، طلب تأييد رئيس الحكومة نتنياهو، لتمرير الاتفاق في الكونغرس بمساعدة دعم الجمهوريين. إسرائيل ساومت الأمريكيين، لكن الطرفين قدرا أن هناك احتمالية جيدة للتطبيع. في 8 تشرين الأول 2023 خطط لعقد جلسة حاسمة لدى نتنياهو بهذا الشأن، لكنها جلسة لم تعقد. وتجمدت الاتصالات فوراً بعد 7 أكتوبر. بأثر رجعي، قال عدد من كبار قادة حماس إن قرار قيادة المنظمة في غزة شن الهجوم كان مرتبطاً أيضاً بمحاولة لإفشال التطبيع.
تسعى إدارة ترامب إلى اتفاق مشابه، بتغييرات طفيفة، منذ أن أدى الرئيس القسم في كانون الثاني الماضي. من ناحية ترامب، سيكون هذا استكمالاً ممتازاً لاتفاقات إبراهيم، التي اعتبرها ذروة سياسته الخارجية في ولايته الأولى. في الخلفية، اعتبارات أهم: توقعات لعقد صفقات ضخمة في المجال الأمني وفي مجال المخابرات والتكنولوجيا، التي ستكون مفيدة للولايات المتحدة، لكن يبدو أنها ستفيد الصناديق والشركات المرتبطة بعائلة ترامب. في نهاية ولايته الأولى، كان ترامب ينوي ربط اتفاقات إبراهيم بتزويد طائرات “اف 35” للإمارات. نتنياهو راوغ، لكنه عملياً أعطى موافقته. في هذه الأثناء، خسر ترامب انتخابات 2020، وظهرت مشكلات أخرى، ولم تتم الصفقة المصادق عليها. الآن، يبدو أن ترامب يعتبر صفقة “اف35” عاملاً رئيسياً في السياسة الخارجية الأمريكية: السعودية، ومثلها تركيا، مشمولة الآن في قائمة الزبائن المحتملين.
هذا يتناقض مع سياسة الـ كيو.ام.إي التي تلزم الإدارات الأمريكية منذ أكثر من خمسة عقود أو أكثر بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط. طائرات إف35، كما ثبت في السنتين الأخيرتين بشكل خاص، هي سلاح ذو أهمية استراتيجية. استخدامها ساعد إسرائيل في ترسيخ التفوق في كل الساحات أثناء الحرب في إيران، واليمن، وسوريا، ولبنان.
المشكلة أن قدرة نتنياهو على المساومة أمام ترامب انخفضت جداً. فقد أرسل الرئيس طائرات لقصف المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، ونجح في تحرير المخطوفين الأحياء وإعادة جميع الجثث، باستثناء ثلاث جثث، من غزة. في المقابل، يطالب بامتثال نتنياهو لخططه ونزواته أيضاً. ترامب هو الذي فرض على نتنياهو وقف الحرب في غزة الشهر الماضي، وقبل ذلك وقف الحرب في إيران في حزيران الماضي. لا يوجد الكثير من الأمور التي يمكن لنتنياهو قولها له، خصوصاً بصورة علنية. في هذه الأثناء، السعوديون غير متحمسين للمضي بالتطبيع إزاء أفعال إسرائيل في القطاع، وصحوة الرأي العام لديهم لصالح الفلسطينيين. ربما يحصل ولي العهد السعودي على ما يريده بدون المضي بالتطبيع بصورة فعلية (ربما يحتفظ ترامب بذلك لوقت لاحق، كورقة ستساعد نتنياهو سياسياً في الجبهة الداخلية قبل الانتخابات للكنيست في السنة القادمة).
استمرارية ذلك موجودة في مبادرة يدفع بها الأمريكيون الآن في مجلس الأمن. مشروع القرار يتضمن خطة ترامب لغزة، ويشمل بنداً يتحدث بشكل عام عن خلق مسار موثوق لدولة فلسطينية. في الحقيقة، عاد نتنياهو وأعلن أمس بأنها لن تقوم ولن تكون. ولكن الطريقة التي أطال بها الحرب لسنتين وامتنع عن مناقشة ترتيبات اليوم التالي، ستعطي للفلسطينيين الآن إنجازاً لا بأس به في الساحة الدولية، حتى لو كان الحديث الآن عن عملية رمزية فقط.
مثلما كتب ينيف كوفوفيتش في “هآرتس” يوم الجمعة، البنتاغون يملي على الجيش الإسرائيلي خطواته في القطاع بشكل مباشر. وهي خطوات لا تتم بالتشاور بين الطرفين، بل يتم نقلها كطلبات، ويتوقع من إسرائيل أن تلبيها. في غضون ذلك، استيعاب قوة متعددة الجنسيات في غزة يتقدم بشكل بطيء نسبياً؛ فالدول الأجنبية لا تقف في الطابور لتعريض حياة جنودها للخطر. حماس هي الرابح من هذا الوضع المؤقت، فهي بذلك ستعيد بناء قوتها العسكرية وتحدث سيطرتها بالتدريج على الجمهور في القطاع. ثمة فجوة آخذة في الاتساع بين الطريقة التي تصف فيها الحكومة نتائج الحرب، والإشارات المتراكمة من الواقع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى