ترجمات عبرية

معاريف: في الضفة، مثلما في القطاع، ستهزم إسرائيل حين تقف امام سكان مدعومين من العالم

معاريف 12/11/2025، ران ادليست: في الضفة، مثلما في القطاع، ستهزم إسرائيل حين تقف امام سكان مدعومين من العالم

يقطع طريق 60 إسرائيل من الناصرة الى بئر السبع. باص متطوعي القطاف في الضفة يمر في مفترقات عوفرا، شيلو، عاليه، تفوح، كدوميم ويستهار، مستوطنات تولد حولها بؤر استيطانية عشوائية. ترتيبات حركة السير على الطريق تتغير: طريق مستوطنين، طريق فلسطينيين وحواجز.

فلسطيني يصل الى المكان يخرج من سيارته، يبعد عن السيارة نحو عشرة امتار، يرفع قميصه وينتظر انتهاء التفتيش في السيارة. بعدها يحرر الى سبيله وينطلق، وبعد نحو 100 متر يتوقف في حاجز آخر. على جانبي الطريق، كيلومترات إثر كيلومترات، تمتد حقول شجر الزيتون بخضرتها. نحو عشرة مليون شجرة زيتون فلسطينية (وشكرا لـ GPT). في هوامش الطريق ترفع أعلام إسرائيل ويافطات كبرى تدعو المسافرين الى “الاستيطان في إسرائيل”. في وسائل الاعلام يتحدثون عن بناء متسارع في أرجاء الضفة.

تقول الإحصاءات ان حقول شجر الزيتون ستنتصر على الاعلام واليافطات. قبل نحو شهر نشر مكتب الإحصاء المركزي معطيات ديمغرافية في الضفة. في تسعة الأشهر الأولى من العام 2025 ترك المناطق نحو 2000 إسرائيل اكثر من أولئك الذين انتقلوا اليها. في المدن وفي المجالس المحلية كان تراجع للمستوطنات الكبرى في صالح المزارع الرعوية والبؤر العشوائية.

 الأيام هي أيام قطاف الزيتون، وهذه فرصة لعصابات بن غفير لاظهار الحكومة والسيطرة في الميدان. هذه الاحداث، مهما كانت عنيفة ومثيرة للحفيظة هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية الاستيطان الحكومية. التفسير: في غزة حكومة إسرائيل تحصي بغبائها الدونمات وليس الأشخاص. وزير الدفاع يتباهى في أن إسرائيل تحتفظ بنحو نصف أراضي القطاع في الطريق لتصفية حماس. لكن التصدي الحقيقي للسيطرة في القطاع هو ليس السيطرة على المناطق بل تجاه مليون زائد – زائد غزي يوجد لهم اسناد عالمي لاعادة التأهيل.

لا يمكن لاي ذريعة، خدعة او تسويف في القتال ان يجدي الحكومة التي تقف امام آلية دولية، وكل ما يشغلها هو تفعيل الجيش كي تتملص من نتائج افعالها ومن عار استسلامها. في القطاع هُزمنا، وما يحصل هناك اليوم هو معركة أخيرة. خسارة على كل جندي. هذا بالضبط ما سيحصل في لبنان وفي سوريا، وفي النهاية في الضفة أيضا حين تقف إسرائيل امام سكان محليين، مسنودين في العالم.

المتطوعون اليهود للمشاركة في القطاف ودعم أصحاب الحقول الفلسطينيين يصلون الى مواقع قطاف “دينامية”. في أحدها، في قمة العقل في سفوح الجبل، تقام مستوطنة عالية. لاحقا، في قمة كل تلة في سلسلة متواصلة، تغرس بضعة مبان وعلم. هذه هي احياء عالية – أ، ب، ج وهلمجرا. قطاف قريب من جدار عالية يستدعي مقاومة محلية، مثلما حصل في ذاك اليوم لبعض من متطوعي القطاف في قرى أخرى ممن تعرضوا للرشق بالحجارة والضرب بالعصي. بعضهم أصيبوا ونقلوا الى المستشفيات. الباقي اخرجوا بطاقات هوية، سجلوا كدين وان لم يكن كقانون، وبرعاية جنود عادوا الى الباصات في طريقهم الى بيوتهم. وضع اعتيادي.

الدرس السياسي، الاقتصادي والعالمي للقطاف المحلي هو دولتان للشعبين وطريق مشترك. الزيتون سينتصر، ومرغوب فيه الا يقتل المرء على الطريق.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى