ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: استراتيجية، تكتيك وبناء قوة ليست “مفهوم أمن”

إسرائيل اليوم 12/11/2025، اللواء احتياط ايتان بن الياهو: استراتيجية، تكتيك وبناء قوة ليست “مفهوم أمن”

منذ عشرات السنين ومسألة مفهوم الامن ترافق الخطاب الجماهيري وبخاصة الخطاب في أوساط أسرة الامن الإسرائيلية. في كل مرة تطرح من جديد الحجة إياها في أن “ليس لإسرائيل مفهوم أمن محسوم ومقر من المستوى السياسي”.

الوثيقة الوحيدة ذات المكانة الحكومية استكملها في اثناء العام 1953 دافيد بن غوريون، لكن هي أيضا لم تبحث ابدا في محفل هيئة الحكومة الكاملة، ومع ذلك فقد وقعها في حينه من تولى منصب وزير الدفاع. قبل وبعد هذا الموعد كان بن غوريون رئيس وزراء (13 سنة)، ومن هنا دارج ان تعتبر هذه الوثيقة سارية المفعول وكأنها كانت قرارا حكوميا.

دون الدخول في تفاصيل المضمون الكامل، يمكن القول ان الوثيقة مكتوبة بايجاز. فيها بالاجمال 19 بندا أساسيا، و 27 بند فرعي إضافي تغطي كل المواضيع التي يسري مفعول معظمها حتى يومنا هذا. على مدى السنين حاول كثيرون صياغة مفهوم الامن، وثائق كتبت كلها بفهم عظيم وكان فيها مفاهيم تتلاءم والواقع الذي كتبت فيه. الخطأ الشائع هو اننا نخلط بين مفهوم الامن والاستراتيجية، التكتيك وبخاصة كل ما يتعلق ببناء القوة.

كل هذه ليست مفهوم الامن. هذه مفاهيم تنبع من مفهوم الامن، لكنها ليست جزءا من بنوده. يوجد في الوثائق تفصيل حتى مستوى قرارات الحكومة، لكن بطبيعة الأحوال يوجد فيها أيضا خطر الجمود، خطر المفهوم المغلوط الذي التصقت به الجماعة. الجغرافيا السياسية في العالم بعامة وفي الشرق الأوسط بخاصة دينامية لدرجة ان الاستراتيجية وبناء القوة يتغيران – وان كانا على مدى السنين دوما في موضع عقيدة ثابتة.

 التحديثات اللازمة

توجد بضعة مواضيع تحتاج الى التحديث:

  1. زمن الاخطار اللازم لامن إسرائيل كان خمسة – ستة أيام، اما اليوم فالزمن اللازم هو اقل من ساعة.
  2. ينبغي الافتراض ان في المستقبل أيضا ستفاجأ إسرائيل، ولهذا فمطلوب نشر عدد أكبر من الجنود مما كان دارجا في الماضي. تنبع من هذا الحاجة الى عدد اكبر باضعاف من المقاتلين – بما في ذلك النساء والحريديم.
  3. في الشرق الأوسط يسود التهديد النووي.
  4. حماية الجبهة الداخلية ومشاركتها ضروريتان لتعزيز امتصاص الضربة والانتعاش السريع.
  5. الإرهاب اصبح تهديدا بحجم دولة.
  6. إسرائيل ملزمة بتواجد في الفضاء.
  7. في الماضي اكتفينا بالاستناد الى قوة عظمى، اما اليوم فيستوجب تعاون فاعل مع قوة عظمى – وليس واحدة فقط. فالعمل على مسافة الاف الكيلومترات يستوجب الاتحاد في ائتلاف عسكري مع الدول.
    8. لاسرائيل مسؤولية عن اليهود في العالم. خطوات إسرائيل من شأنها أن تشعل لاسامية تعرض اليهود للخطر. وعندما تنشب هذه يكون لإسرائيل دور في كبحها. وعليه يجب أن نرى في مشكلة اللاسامية أيضا جزء من مفهوم الأمني الإسرائيلي.
  8. منذ قيام الدولة، وحتى منذ العشرينيات، مثلما كتب جابوتنسكي ونحن نعمل بافتراض أن حربا واحدة، مهما كانت واسعة، ليس بوسعها أن تنهي النزاع وعليه ففي كل مرة يجب انهاؤها فيما تكون يدنا هي العليا. هذه حقيقة واضحة لا يرتقي اليها الشك من أي جنب، لكن يثور السؤال الصعب متى نتوقف في كل مرة كي نستنفد الإنجازات، كي نعزز الردع، كي نقرب التسويات الإقليمية ونستعد كما ينبغي لتهديد مستقبلي.

         هذه هي فقط بعض من التغييرات اللازمة على الأساس الذي وضعه دافيد بن غوريون. التحديث يتم عمليا بالفعل بشكل كامل. ما ينقص بالذات هو أنه بدلا من المصارعة في كل مرة بمفهوم الامن، مطلوب أن تبدأ الحكومة ولايتها بإقرار سياستها الأمنية وليس بمفهوم الامن.

سياسة الامن التي تقوم على أساس بنية مفهوم الامن – لكنها محدثة للواقع ومناسبة لمعتقد الحكومة المنتخبة. هكذا فقط يمكن للمؤسسة أن تؤدي مهامها بنجاعة، وهكذا فقط في الديمقراطية، يمكن للمعارضة ان تتصدى لهذه السياسة الواضحة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى