ترجمات عبرية

معاريف: زيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض ستؤثر كثيرا على مستقبل اسرائيل السياسي

معاريف 11/11/2025، زلمان شوفال: زيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض ستؤثر كثيرا على مستقبل اسرائيل السياسي

بعد أسبوع يصل ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي، محمد بن سلمان الى البيت الأبيض للقاء سيؤثر كثيرا على مكانة السعودية في الشرق الأوسط، على خطط الرئيس دونالد ترامب للمنطقة وعلى المستقبل السياسي لدولة إسرائيل. المسألة الفورية ستكون إعمار قطاع غزة، وعمليا، الحسم بين التسويات التي تقوم على أساس السعودية والامارات وبين تلك التي ستقوم بتوجه من تركيا وقطر. تقفز إدارة ترامب عن هذين البندين في هذا الشأن.

اعمار غزة هو المسألة الأولى على جدول الاعمال. لكن التداعيات ابعد بكثير عن الوضع في غزة. فالسعودية والامارات تشترطان مشاركتهما في سياقات الاعمار بوقف نار مستقر ودائم، بانسحاب إسرائيلي تدريجي، بنزع سلاح حماس وبمنح صلاحيات حكم في القطاع للسلطة الفلسطينية أو لهيئة أخرى ذات شرعية دولية. هذه الأفكار مقبولة اجمالا من إسرائيل – باستثناء إعطاء دور في إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية.

من خلف مسألة غزة يوجد الموضوع الاوسع المتعلق بوجه الشرق الأوسط وكذا بالعلاقات المباشرة بين السعودية والولايات المتحدة. هذه القصة بدأت عمليا في 14 أيلول 1945، عندما التقى الرئيس الأمريكي روزفيلت على دكة سفينة حربية أمريكية رست في قناة السويس مع ابن سعود، ملك السعودية وأب السلالة الحاكمة فيها حتى اليوم. ابن سعود، مثل بن غوريون في ذاك الوقت توصل الى الاستنتاج بان عهد بريطانيا وصل الى نهايته وان الولايات المتحدة ستكون القوة العظمى المسيطرة في الشرق الأوسط وفي العالم كله، وعمل بموجب ذلك. الموضوع كان النفط السعودي مقابل الحماية الأمنية الامريكية. كما أن موضوع بلاد إسرائيل طرح على البحث، بمبادرة الرئيس روزفيلت، لكن لما اعرب الملك السعودي عن معارضة حادة لفكرة الوطن القومي اليهودي، وعده الرئيس الا يتخذ أي خطوة من شأنها أن تفسر كمعادية للعرب، وان الولايات المتحدة لن تؤيد إقامة دولة يهودية بخلاف إرادة العرب.

لكن الواقع في 2025 يختلف عن ذاك قبل 80 سنة. إسرائيل هي اليوم حقيقة قائمة ودولة عظيمة القوة. الولايات المتحدة لا تزال القوة العظمى. لكنها ليست الوحيدة في الساحة. وفي الشرق الأوسط قام تهديد جديد، سواء على الدول العربية أم على إسرائيل واسمه ايران نووية. احد الأهداف الأساس لحماس واسيادها الإيرانيين في 7 أكتوبر كان منع خطوة الرئيس بايدن لتعاون إقليمي يدمج إسرائيل أيضا، خطوة كان يفترض بالعربية السعودية ان تؤدي فيها دورا رائدا. صحيح أن الخطوة توقفت، لكن نتائج المعركة ضد حماس، حزب الله وايران، الى جانب خطط الرئيس ترامب كفيلة بان تحركها من جديد، وبقوة اكبر.

السعودية هي لاعب أساس بسبب وزنها السياسي، الديني والاقتصادي، لكن أيضا بسبب قربها للولايات المتحدة. للسعوديين توجد أيضا مطالب من الولايات المتحدة لا تتعلق مباشرة بإسرائيل، لكن من شأنها أن تؤثر سلبا على مكانة إسرائيل في المستقبل مثل بيع تكنولوجيا عسكرية متطورة بما فيها طائرات F-35، اتفاق دفاع متبادل وربما حتى موافقة على تخصيب اليورانيوم “لأغراض سلمية”. صحيح أن السعودية لا تعتبر جهة عسكرية ذات مغزى على نحو خاص، لكن الأمور يمكن أن تتغير، وعلى أي حال، فان تلبية هذه المطالب وان كان في جزء منها، بدون المقابل السياسي الذي اشترطه بايدن، فانها ستكون من ناحية إسرائيل خطوة الى الوراء. ان الاستجابة للمطالب السعودية من شأنها أن تصطدم بمصاعب في الكونغرس، رغم العداء المتزايد تجاه إسرائيل من جانب اليسار في الحزب الديمقراطي وأجزاء في اليمين المتطرف فانه لا يرى في السعودية وزعمها عناصر إيجابية على نحو خاص. عائق إضافي هو المسألة الفلسطينية. فللسعودية، سواء على المستوى الداخلي ام تجاه الخارج، يوجد موقف مميز في الموضوع. ينبع من مكانتها الرفيعة في العالم العربي والإسلامي ومن التيارات المؤيدة للفلسطينيين في أوساط قسم من سكانها. ومع ذلك معقول أن يختار ابن سلمان والقيادة الشابة والبراغماتية في بلاده ان يقرروا بأنفسهم مواقفهم الأساس في موضوع غزة وفي الموضوع الفلسطيني بشكل عام على خلفية الاندماج الإقليمي تحت مظلة امنية أمريكية أيضا. الموضوع الفلسطيني سيستوجب من ناحيتهم حلا ابداعيا، إسرائيل هي الأخرى ستكون مطالبة بان يكون لها موقف منه.

MBS، كما يسمى، يعرف ان اندماجا إقليميا بلا إسرائيل لن يستنفد الامكانية الكامنة العلمية، التكنولوجية والاقتصادية للهدف الذي يسعى اليه، إضافة الى تعزيز القوة العسكرية حيال ايران. ليس كل الأجوبة سنحصل عليها في غداة اللقاء في البيت الأبيض، لكن ينبغي الافتراض بان مؤشرات واتجاهات الطريق ستكون.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى