ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: عن الجمال والحقائق: السعودية تعرض – قوة عظمى اقتصادية

إسرائيل اليوم – المحامي حجاي ادورام – 10/11/2025 عن الجمال والحقائق: السعودية تعرض – قوة عظمى اقتصادية

عندما أوصى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش السعوديين قبل نحو أسبوعين فقط “ان يواصلوا ركوب الجمال” فانه نسي على ما يبدو بضع معطيات أساسية: السعودية 2025 ليست صحراء مع خيام وكرافانات بل احد الاقتصادات الغنية والمستقرة في العالم، التي تتخذ إصلاحات اقتصادية شاملة تحت رؤيا “ Vision 2030“. 

صحيح حتى السنة الأخيرة بلغ الناتج القومي الخام الاسمي للسعودية نحو 1.2 تريليون دولار – اكثر بالضعف عنه في إسرائيل، الذي يبلغ نحو 540 مليار دولار. شركات التصنيف الدولية تمنح السعودية تصنيفات مستقرة بل وإيجابية، وذلك ضمن أمور أخرى بفضل فائض الميزانية، مستويات الدين المتدني وارصدة العملة الصعبة الهائلة. اما إسرائيل، بالمقابل، فتواجه عجزا ماليا متسعا، كلفة امنية جسيمة وتصنيفات تخضع للمتابعة مع توقع سلبي. 

عبء الضريبة في إسرائيل هو من الأعلى في العالم الغربي. ضريبة الدخل التدرجية، وتأمين وطني وضريبة قيمة مضافة تصل الى 18 في المئة. في السعودية، بالمقابل، لا توجد على الاطلاق ضريبة دخل على المواطنين. وضريبة القيمة المضافة تبلغ 15 في المئة فقط. والدولة تمول ميزانيتها من أرباح النفط. المعنى بسيط: المواطنون السعوديون يحتفظون بقسم اكبر من مداخيلهم في جيوبهم، فيما أن الإسرائيليين يدفعون غاليا على خدمات عامة يصعب عليها تلبية الطلب. 

في مجال المقدرات أيضا الفجوة هائلة. صحيح أن إسرائيل تملك حقول غاز ذات مغزى – لافيتان، تمار وكريش – التي جعلتها لاعبة إقليمية في مجال طاقة الغاز، لكن السعودية، مع احتياطات النفط الهائلة لديها، لا تزال احدى موردات الطاقة المركزية في العالم. أرباح النفط السعودية تمول استثمارات عظمى في التكنولوجيا، في السياحة، في المواصلات وفي الصحة – بالضبط تلك المجالات التي تحاول إسرائيل تطويرها بلا “بطانة ذهب” مشابهة. 

جهل مؤسف

في مستوى الخدمات الاجتماعية تقدم السعودية التعليم والصحة المجتانيين، منحة سكن كبيرة وخطط تحفيز للاعمال والمبادرات التجارية. في إسرائيل، مع ان المنظومة العامة ناجعة ومتطورة اكثر تكنولوجيا، فان المشاركة المالية الذاتية للمواطنين عالية، والمساعدة في السكن محدودة اكثر بكثير لدرجة العدم. 

من ناحية جودة الحياة، تتحول الرياض الى مركز تكنولوجي، ثقافي وسياحي دولي، مع مشاريع بمدى مئات مليارات الدولارات. اما إسرائيل بالمقابل، فتصارع العجز المالي، غلاء المعيشة وهروب الادمغة.

وعليه، قبل ان نتعالى على دولة أخرى ونتحدث عن الجمال، يجدر بنا أن ننظر الى المعطيات. لعل السعودية ركبت في الماضي على الجمال لكنها اليوم تركب على مستقبل اقتصادي واعد. سخرية كهذه تعرض تفوقا إسرائيليا بل وجهل مؤسف. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى