ترجمات عبرية

معاريف: كيف سمحنا لبن غفير، نتنياهو وسموتريتش، ان يستبدوا بنا وكأننا قطيع خراف

معاريف 7/11/2025، ران أدليست: كيف سمحنا لبن غفير، نتنياهو وسموتريتش، ان يستبدوا بنا وكأننا قطيع خراف

للوجود الإسرائيلي الفوضوي يوجد عبث غريب مسنود بالاستطلاعات: العنصر الأكثر استقرارا في الساحة السياسية هو بنيامين نتنياهو. من حوله تحوم العاصفة وهو يجتازها من خدعة الى خدعة، من خيانة أمانة الى خيانة أمانة، من رشوة سياسية الى رشوة شرف، من عنف ينشأ عن سياسته الى عنف ينشأ عن غياب سياسة. 

لا شيء يفعله أو يقوله يصمد اكثر من فقاعة صابون. وفيما تحوم الفقاعة في الهواء وتنفقع تكون انطلقت الى دربها مباركة الفقاعة التالية. هذا هو خط الإنتاج على شريط متحرك من كارثة الى كارثة. ولا يزال، يتصدر هذا الرجل كل الاستطلاعات في ملاءمته لقيادة الدولة. العبث الأكبر في عالمنا الفوضوي هو أن حتى كارهيه يشعرون بنوع من الأمان بمجرد وجود الشيطان الحالي كجزء من عالمهم المعقد. هذا ليس تناقضا اكبر مما نتخيل. فاستقرار كارهي روحنا رغم الخوف منهم هو نوع من الاستقرار. مشوه، لكن واضح.

ظاهرا تعد الانتخابات اليوم مصلحة للجناح الديمقراطي الليبرالي. اما عمليا، فليغفر لي الرب الذي لا اعرفه، يفترض بهذه ان تكون أيضا المصلحة الليكودية. المعارك الداخلية على فتات الحكم تختلط بمظاهر الفساد في كل مكان تطأه قدم ليكودية. وهي كفيلة بان تفجر فقاعة الدمل والانتخابات التمهيدية الحزبية والعامة يفترض ان تكون مصلحة ليكودية طالما لم تتفكك الرزمة الائتلافية.

سؤال آخر هو هل أثر الأداء البائس للحكومة والنتيجة البشعة لحروب إسرائيل الحالية ستعمل على تلك الهوامش الرقيقة التي ستشذ عن التصويت العاطفي فتحطم تعادل الكتلتين. ليس ضربة قاضية، بل معركة نقاط، تطلق فيها منظمة جريمة خرجت عن السيطرة في كل الاتجاهات، بما في ذلك داخل المجنزرة، في مواجهة حركة احتجاج وأحزاب معارضة لم تتبطل بعد على رافعة ارخميدية واحدة.

التساؤل هو هل نحن في فترة انتظار لتراكم كتلة حرجة تتحول الى ثورة شوارع وتسقط الحكومة، ام لجسر واحد اكثر مما ينبغي يؤدي الى دكتاتورية دينية. دكتاتورية ترفع معارضة تتجاوز الأحزاب ورصاصة تفجر الصبر النافد للجمهور. بما في ذلك مظهر فوضى وتسريبات مناهضة للحكومة، تمنح الاحتجاج، بغياب الزعيم، شعارا معارضا موحدا.

اعتقدنا أن هذا سيكون قانون بيبي – سموت للتملص الجماعي من الخدمة. الاحتجاج مر على القانون بصفته موضوع حياة وموت، على أمل ان ينتهي بتفكيك الحكومة. لم ينجح. وما يحصل لقانون التجنيد حصل ويحصل في كل موضوع استقطابي ومثير للحفيظة. على السطح تدور معارك وهمية بدماء زائفة مثلما في WWE الأمريكي.  ظاهرا يوجد في ساحة المصارعة الامريكية أزعران منفوخا العضلات يضربان الواحد الاخر ضربات قاتلة. عمليا، كل شيء مخطط له كـ أوبرا صابون مع حبكة، ترفيه تام للامريكيين.

بخلاف عروض المصارعات الامريكية، حيث لا توجد لحظة قليلة الحماسة، في إسرائيل توجد معارك حقيقية تستوجب حسما حقيقيا. في جانب العرض الخارجي، الغاضبة والقاطعة لاحتجاج المعارضة ضد الحكومة تجري بالتوازي حملة آلة الزمن الخالد. مساج يومي ومتابعة أسبوعية ومملة لفروع مسدودة. نوع من الاشفاء الجماعي الذي يشفي يقظة الجمهور، مثلما في موضوع المساواة في العبء.

هذا يحصل أساسا على خلفية وقف القتال. وكأنه لا يوجد فرق بين من يضحي هو بحياته وبين من يضحون به. ولا يزال لا يوجد في هذا القانون إمكانية حقيقية لان يحسم الانتخابات. في الحياة الحقيقية لادارة دولة سوية، الجيش الإسرائيلي لا يحتاج الحريديم كي يضمن الامن القومي، الا اذا طلبت الحكومة امنا قوميا بالحد الأقصى كي تبقي على بضع ساحات قتالية في صالح الإبقاء على الائتلاف وتخليص رأسها من المحاكمة.

أمام حالة مجنونة من هذا القبيل، يطالب الجيش الإسرائيلي بقانون تجنيد للجميع. سواء من ناحية الحاجة الحقيقية أم من الناحية السياسية الداخلية، لاجل اجبار الحكومة على أن تقرر. وحتى حيال الجيش تنفذ الحكومة اشكالا من الصياغات وغيرها من الالتواءات التي تمنع تحول قانون التجنيد الى محفز موحد للجيش الإسرائيلي والاحتجاج لاسقاط الحكومة.

هكذا أيضا احداث التنكيل على نمط حماس بفلسطيني في سديه تيمان والتنكيل بأسلوب آلة السم بالنائبة العسكرية العامة. فمحاولة الحكومة واليمين “احتواء” التنكيل في إطار “الحرب على الوجود اليهودي” أحبطت في اعقاب تسريب الشريط الذي استهدف صد حملة يمينية جعل من سجانين ساديين ابطالا ومحاكمتهم – اغراضا يساريا ضد الحكومة.

لاجل “الاثبات” للجمهور بان الاحداث يحقق فيها حسب القانون واتهام المنكلين يقوم على أساس حقائق، سربت النائبة العسكرية العامة شريطا يثبت الفظاعة وجملة بينات تعزز الادعاء. هذا فعل نبع من مصلحة وطنية صرفة في مواجهة حملة التشهير التي تهدد اجراء المحاكمة، وفي ظل النوايا لاثارة الشغب في اثنائها. وأثار التسريب عاصفة مدعية الحق هدفها جعل المسربة رافعة تلغي المحاكمة. مثل كل إمكانية كامنة للاحتجاج هذه أيضا تبددت في اثناء المحاكمة.

هل يوجد خيار لتوحيد المعسكر الديمقراطي ضمن مطلب لجنة تحقيق رسمية بحرارة غليان؟ ظاهرا “صوت دماء اخيك تصرخ من الأرض”، ما يعزز المطالبة بلجنة تحقيق رسمية بمسؤولية رئيس المحكمة. الاتجاه المتحقق هو حفلة شاي “اليسا في بلاد العجائب” بنجومية معتمر القبعة المجنون، الارنبة المتحفزة والغافي المواظب.

أم ربما القشة الكفيلة بان تحطم عدم مبالاة الاحتجاج هي ذاك العرض المفزع الذي تقدمه كل انواع الشرور، الإغراض والاهانة في الجناح التهكمي المسيحاني – القومجي في قضية النائبة العسكرية العامة.

لا يوجد سبيل للتعايش مع هذا البؤس طواعية. طلاق طوعي الان.

الى أن يحصل هذا، هذه أيام حرجة. اذا ما حلت الكنيست، لا يمكن لنتنياهو أن يتحكم بتركيبة اللجنة، وسيكون ممكنا الافتراض بان تنفذ العصابة خطوة مثيرة للحفيظة. قبل أسبوع تقدم النائب اريئيل كلنر بمشروع قانون لاقامة لجنة تحقيق بأسلوب المحكمة الميدانية. فهل هذه الخطوة تجعل الشوارع غاضبة؟ ليس مؤكدا.

المؤكد هو أن الجبهة الحقيقية للحكومة هي الجبهة الداخلية. ومن يسيطر فيها هما ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. سياسة الخارجية والامن التي كان يتحكم بها في الماضي نتنياهو انتقلت الى إدارة أمريكية، وهذان الاثنان يديران الحياة اليومية لدولة إسرائيل. لا يوجد بينهما فرق حقيقي. لدى بن غفير هذه بهيمية اصيلة تؤدي الى الوحشية، ولدى السموتريتشيين هذه وحشية معللة تؤدي الى البهيمية. لا شك انه في غضون وقت قصير جدا سيصعب علينا جميعا، كل من ينجو من عصر الظلام أن يشرح لانسالنا كيف سمحنا لبن غفير، نتنياهو وسموتريتش، ثلاثي العورة للسياسة الإسرائيلية – ان يستبدوا بنا وكأننا قطيع خراف.

في صالح محبي الغناء العبري المتفكر، وضعنا هو “مثلما يقول المتفائلون – لا بد سيكون خيرا (حافا البرشتاين). ومثلما يقول المتشائمون – خير لم يعد ممكنا أن يكون. ومثلما يقول الساذجون – سيكون على ما يرام، ومثلما يقول الجميع – فليكن ما يكون… ومثلما يقول الباقون – حسنا، لا بأس. ومثلما يقول السياسيون – الوضع خطير، مثلما يقول الواقعيون – يوجد ما يمكن الحديث فيه، ومثلما يقول المثاليون – لن نتراجع، ومثلما يقولون في الجوقة – حسنا، هذا سيمر”.

وهذا هو الجزء المقلق في وضعنا بين حاويات القمامة والروح. الاضطرار لحافا البرشتاين (امرأة ذكية حلوة – مرة) لاجل بناء حجة هي ليست يأسا تاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى