أقلام وأراء

نواف الزرو: منظومة مبيتة وممنهجة من الإبادات الجماعية والفردية المروعة

نواف الزرو 7-11-2025: منظومة مبيتة وممنهجة من الإبادات الجماعية والفردية المروعة

في ضوء ذلك الكم الهائل من الوثائق والمعطيات الواردة حول الإبادة الصهيونية المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وضد اطفال ونساء فلسطين على نحو خاص كما نتابع على امتداد مساحة قطاع غزة والضفة، نؤكد ان المواجهة مع المشروع الصهيوني وجرائمه مفتوحة، وتحتاج الى التوثيق والتأريخ كي تشكل لوائح اتهام تاريخية ضد جنرالات وقادة الاحتلال حينما يأتي يوم الحساب.

يقول أورن يفتاحئيل (أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة بن غوريون) أن “مشاهد القتل والدمار في غزة فظيعة” وأن “هذه الحرب استمرار للمشروع والسلوك الإقليمي الإسرائيلي الذي تبنى هدفاً متشدداً ووحشياً يتمثل في إسكات الزمن الفلسطيني، أي محو التاريخ الكامل لهذه البلاد.. إسكات التاريخ يشكل أيضاً محواً للمكان الفلسطيني ومعه الحقوق السياسية الكاملة..القائمة بمشروعيتها وليس بمنة من إسرائيل.. الغزو الإسرائيلي لغزة ليس فقط عملية لوقف الصواريخ، أو لتلميع شخصيات للانتخابات أو محاولة لترميم الردع، والغزو ليس فقط محاولة لإسقاط المشروع السياسي الفلسطيني، وليس مسعى إمبريالياً (إسرائيليا-أميركيا) للسيطرة، وانما هو كل هذه الأمور، ولكنه أيضاً استمرار لإستراتيجية مديدة السنوات من إنكار ومحو وشطب أي ذكر لتاريخ هذا المكان في العصور الأخيرة، ومشروع المحو هذا ينخرط فيه الجميع تقريباً: السياسيون والفنانون ووسائل الإعلام والباحثون في الجامعات والمثقفون الإسرائيليون/ المشهد الإسرائيلي 18/1/2009/”.

لقد اثقلت مشاهد القتل الجماعي المروع والتدمير الزلزالي التي ألحقتها آلة الحرب التدميرية الإسرائيلية مجددا الذاكرة الفلسطينية …فهدير الطائرات والدبابات والجرافات على امتداد مساحة القطاع لم يتوقف عن أهلها أبداً ..وعربدة الوحدات الخاصة وأصوات التفجيرات الإرهابية المبيتة وصواريخ المروحيات والاغتيالات باتت تطغي على كل شيء فيها ..والمعالم االحضارية التراثية التي كانت تتشابك لتصنع غزة هاشم بعبقها التاريخي ، أخذت تتحول إلى مشاهد من الركام .. وإلى جزء من التاريخ .. فالاحتلال يستهدف دائما ليس فقط اقتراف المحارق والمجازر الدموية الجماعية، وانما وهذا الاخطر يستهدف عبر ذلك محو تراث فلسطين بكاملها، بغية تصفية القضية بكافة عناوينها وملفاتها وحقوقها..!.

فنحن كما هو واضح امام منظومة ممنهجة مبرمجة مبيتة مع سبق التخطيط والقرار والاصرار الإبادة الجماعية ومن المحارق والمجازر الدموية وجرائم الحرب المتنوعة الشاملة البشعة التي تنفذها دولة الاحتلال الاسرائيلي ضد شعب وشجر وحجر وارض فلسطين بما يتعارض مع المواثيق والقوانين الدولية.

شهدنا في الآونة الاخيرة تطورا دوليا جديدا يتمثل بانشاء محكمة الجنايات الدولية، التي نحتاج نحن كشعب فلسطيني وامة عربية الى حضور مكثف على مسرحها…؟.

الحاجة تتزايد يوما عن يوم ليس فقط الى توثيق جرائم الحرب الصهيونية في فلسطين بغية المطالبة بتقديم مقترفيها الى محكمة الجنايات الدولية حينما يجد جد المحكمة، وانما بالاساس لان هذه المهمة التوثيقية هي مهمة تاريخية وقانونية واخلاقية وثقافية تربوية تعبوية لشعوبنا واجيالنا الراهنة والقادمة ايضاً.

ولان هذه المهمة التوثيقية الملحة تنطوي على اهمية كبيرة ايضاً في سياق اعادة كتابة تاريخ الصراع استنادا الى المعطيات والحقائق الموثقة ….!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى