ترجمات عبرية

معاريف: المرحلة التالية

معاريف – ران أدليست – 29/10/2025 المرحلة التالية

لا يوجد شخص يعتقد أن خطة ترامب، حتى بتنفيذ تكنوقراطيين أمريكيين ونصف العالم، ستجلب السلام. الجناح الديمقراطي في إسرائيل يؤيد الخطة لانه تكمن فيها نواة احتمال لاسقاط ائتلاف بيبي. ليس الاتفاق مع حماس سيؤدي الى تسوية هي بداية مسيرة، بل انصراف نتنياهو لاحقا والذي سيجلب دولة فلسطينية.

ان تنصيب راعي أطفال دائم يشكل الانتقال من وقف تدخل ترامب في الشرق الأوسط الى دخول ممثلو المال العظيم، بإدارة نائب الرئيس جيه دي فانس. هذا لا يعني أن ترامب اختفى. بين الحين والآخر عندما تفشل إسرائيل في فهم الواقع، يمتشق جملة تهديد ما على حماس، لكن القطار لخروج إسرائيل من غزة انطلق من المحطة. 

طالما انشغل ترامب مباشرة بالشرق الأوسط الجديد عشعش خوف في اليسار أو أمل في اليمين في أن الرجل كفيل بان ينقلب من لحظة الى لحظة. عندما أمسك عصبة فانس بالخيوط، انتهى احتفال اليمين. وحتى يحيئيل لايتر، سفير المستوطنين في واشنطن، فهم عما يدور الحديث وشرح لاعضاء الكابنت انه محظور افساد العلاقات مع الولايات المتحدة ويجب السير على الخط مع رجال فانس. لترامب يوجد رجاله في هذه العصبة، صهره، جارد كوشنر، ومن هنا لاحقا تتضح صورة الوضع الاستراتيجي. غزة هي البداية لبناء المدماك الأمريكي والاوروبي أمام الخصم الصيني وتابعيه، روسيا، كوريا الشمالية وايران. وبينما تدير الصين الصراع بواسطة السيطرة الاقتصادية، فان الولايات المتحدة، ترامب والمليارديريين يسيطرون على الدول من خلال التأثير على طبيعة النظام وبالتهديدات الاقتصادية. واذا كانت حاجة لاستعراض العضلات فيوجد لهم في المنطقة الازعر المحلي، الجيش الإسرائيلي. 

فنزويلا مثلا توجد للامريكيين مصلحة نفط ومعادن وهم يبدون نزعة قوة صرفة. وهكذا، بالقصور الذاتي يريد ترامب ان يشتري غرينلاند ويسيطر على قناة بنما والاهم، ان يهدم قسما في البيت الأبيض ويبني قاعة حفلات “جميلة”. الرجل يستهلك كميات مفزعة من التزلف والتملق، التباهي والتفاخر الذاتي.

عصبة المال العظيم حوله اختارت فانس كرجلها وليس لترامب أي فكرة عمن يدور الحديث. فقد كان التقاه في المرة الأولى في مزرعة واحد من عصبة بيتر ثيل، الذي اقترح على ترامب فانس كنائبه، وترامب قال اوكي. عندما اختفى ترامب لاجراء طبي سأل المراسلون فانس اذا كان جاهزا للحلول محله، فأجاب على الفور “انا جاهز”. 

لترامب توجد اكثر من مشكلة داخلية أمريكية واحدة. الإدارة مشلولة لاكثر من شهر، وتريليوناريو فانس عرضوا على الرئيس 100 مليون دولار كي يحافظ على المنظومة العسكرية نشطة ودعم مالي في بناء قاعة الحفلات الفاخرة في البيت الأبيض. هذا هو البيبي الحقيقي لترامب، الذي يتجول في العالم من احتفال الى احتفال بصفة قيصر. مؤخرا رقص امام عصبة متملقين في كوالا لمبور، ماليزيا، في مؤتمر أسيوي عام كان يفرض به أن يثبت مدماكا آسيويا حيال الصين. ثمة مجال للتساؤل متى سيتفجر هذا البالون. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى