هآرتس: اذا قام ترامب بازاحة نتنياهو عن موقع قوته فانه سيصبح بطل اسرائيل

هآرتس 27/10/2025، ايريس ليعال: اذا قام ترامب بازاحة نتنياهو عن موقع قوته فانه سيصبح بطل اسرائيل
اللغة الدبلوماسية تغيرت بشكل دراماتيكي منذ عاد دونالد ترامب الى ولايته الثانية وقرر حل جميع النزاعات التاريخية في العالم. لذلك، يبدو منطقي تماما عندما يقول مصدر امريكي رفيع لمراسل القناة 12، براك ربيد، بانه “اذا قام نتنياهو بتخريب الاتفاق في غزة فان ترامب سيدمره”. بعد القطار الجوي من كبار شخصيات الإدارة الذين جاءوا للاشراف على الاتفاق، الان ينشرون ان الولايات المتحدة تراقب غزة بواسطة مسيرات من اجل التأكد من ان وقف اطلاق النار يتم الحفاظ عليه – هذه ذروة جديدة في عدم الثقة بين الإدارة الامريكية وبنيامين نتنياهو.
لقد كانت هناك علامات مسبقة حول شبكة العلاقات الجديدة بين ترامب ونتنياهو. العلامة الأولى ظهرت في الصور التي نشرها البيت الأبيض حول اعتذاره من رئيس حكومة قطر، عن الهجوم في الدوحة. ولكن الشعور بان شيء ما جديد وغريب يحدث ازداد بروزا في ذلك المساء في ميدان المخطوفين، عندما وقف ستيف ويتكوف وجارد كوشنر وايفينكا ترامب على المنصة، وتلقوا باستمتاع محبة الجمهور.
ليس فقط ان نداءات الازدراء التي اسمعت في كل مرة ذكر فيها اسم نتنياهو افرحتهم، في الأجواء وقفت أيضا ذكرى الدور التاريخي الذي لعبته ميادين المدينة في إزاحة زعيم مكروه او اغلاق حساب دموي معه. في تلك اللحظة هم ادركوا الى أي درجة نتنياهو مكروه على اغلبية شعبه. فقط أعضاء الائتلاف ووسائل الاعلام البيبية الغارقة في الغباء، اعتقدوا ان الثناء على نتنياهو في جلسة الكنيست هو الدليل على الحب والتقدير، وليس على التوبيخ القريب. عندما استشاط نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، غضبا من مشروع قانون تطبيق السيادة على الضفة الغربية، لم يخف حتى الاشمئزاز من محاولة عصيان الولايات المتحدة. ولو كان بتسلئيل سموتريتش موجود بجانبه عندما قال الاقوال التي لا يمكن فهمها عن السعودية – لربما انتهى الامر بشجار.
في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” وفي تسريبات لشخصيات رفيعة في الإدارة الامريكية وفي مقابلة لترامب مع مجلة “تايم”، لم يحاول أي احد إخفاء حقيقة ان الاتفاق تم فرضه على نتنياهو، وانه كان ينوي مواصلة الحرب لسنوات، وان محيطه ضللهم وجعلهم يعتقدون بانه لا يوجد مخطوفون على قيد الحياة من اجل الامتناع عن عقد الصفقة، وانه بشكل عام الإدارة تعتقد ان نتنياهو هو شخص فقد توازنه، أي أنه أصيب بالخرف.
لا يجب الدهشة من ان الإدارة حولت نتنياهو الى حاكم دمية، وفانس قال بانه تولد لديه الانطباع ان إسرائيل لا تتم ادارتها. يجب ان لا ننسى بان الأداة الرئيسية في السياسة الخارجية الامريكية – مثلما تمثلت في أمريكا اللاتينية، فيتنام، العراق، أفغانستان وغيرها – كانت تشجيع الانقلابات. هنا اقاموا في هذه الاثناء قاعدة في كريات غات. ومن المثير للاهتمام متى سيشعرون هنا ان الوقت قد حان لتشجيع انقلاب عسكري او اسقاط الحكومة. يقف امام الإدارة الامريكية الان سؤال واحد وهو هل هذا جيد لترامب، ان يكون نتنياهو خاضع كليا، لكنه عديم السيطرة على أعضاء الائتلاف، أم لا.
الاستطلاعات لا تشير الى الاتجاه الذي سيختار نتنياهو السير فيه وأي حكومة ستشكل. اذا اعتقد ترامب بانه يمكنه إدارة نتنياهو، أو يعتقد بانه يجب عليه تغييره. هذا ما سيحدد مستقبل إسرائيل. اذا ازاح نتنياهو عن موقع قوته فهو سيتحول الى بطل إسرائيل. لقد أوقف الحرب وسفك الدماء المتبادل، وأعاد المخطوفين وقضى على أوهام اليمين بشأن الاستيطان في غزة والسيادة في الضفة. هذا غير سيء. هو تقريبا يمكن ان يكون أيضا بطل. ولكن إسرائيل تفقد سيادتها، وهذا بالضبط أمر غير مضحك، وبالضبط من غير المؤكد كم سيكون بسرعة، العودة الى مجموعة الدول المستقلة بعد الهبوط الى مجموعة دول الرعاية. في هذه الاثناء حقيقة ان احد ما يسيطر على نتنياهو ويقيد خطواته تعمل لصالح هذه الدولة المتعبة والمتألمة. في المستقبل عندما نطالب باستقلالنا مرة أخرى، ربما سيكون الوقت متأخر جدا.



