نواف الزرو: تصريحات سموترتش العنصرية ضد السعودية تفتح ملف: جذور الفكر التكفيري الارهابي والإبادة الصهيونية المفتوحة….؟!
نواف الزرو 26-10-2025: تصريحات سموترتش العنصرية ضد السعودية تفتح ملف: جذور الفكر التكفيري الارهابي والإبادة الصهيونية المفتوحة….؟!
اذا كانت المحارق والمجازر الإبادية الدموية الجماعية والفردية وجرائم تدمير المجتمع المدني والبنى التحتية الفلسطينية قد وصلت الى مستوى اجرامي سافر ينتهك كافة المواثيق والقوانين الاممية والبشرية على نحو لا يحصل الا في دولة مثل دولة”اسرائيل”، فان العنصرية الصهيونية المؤدلجة حتى النخاع والصميم اخذت هي الاخرى تتصاعد لتبلغ اوجا جديدا لم يحصل قبل ذلك بمثل هذا الوضوح وبمثل هذه الوقاحة …!
وفي هذا السياق فان التصريحات العنصرية التي ادلى بها سموترتش ضد السعودية قائلا: “إذا عرضت علينا السعودية التطبيع مقابل دولة فلسطينية، يا أصدقائي، لا شكرًا، واصلوا ركوب الجمال في صحراء السعودية- الخميس 23 أكتوبر 2025″، ليست فقط تشكل إهانة وتحقيرا للسعودية ، بل تعبر عن حقيقة الفكر الصهيوني العنصري التكفيري ضد العرب، وفي هذا السياق العنصري الصهيوني، ففي محاضرة له تحت عنوان “علوم العنصرية” اطلق البروفيسور المتطرف دان شيفتن المحاضر في جامعة تل أبيب تصريحات عنصرية مؤدلجة في دورة خاصة أمام “طلاب” هم عبارة عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والسياسية، ومن جملة التصريحات التي نقلت عنه قوله “إن العرب هم الفشل الأكبر في تاريخ الجنس البشري”، و”لا يوجد شيء مختل أكثر من الفلسطينيين” و”العالم العربي الفشل الأعمق، ومن لا يقول ذلك يكون قد خضع للياقة السياسية البائسة/ صحيفة “معاريف/21/10/2009″، كما نقلت عنه قوله “عندما تطلق إسرائيل قمرا اصطناعيا متطورا إلى الفضاء فإن العرب يخرجون بنوع جديد من الحمص”، وجاء قوله هذا في إطار حديثه عن نظرية الأمن في إسرائيل في برنامج للدبلوماسية والأمن لكبار المديرين.وتابع أنه “في العالم العربي يطلقون النار في الأعراس لإثبات أنه يوجد سلاح واحد على الأقل سوي وقادر على إطلاق النار”.
وبذلك يكون سموترتش وقبله البروفيسور شيفتن قد فتحا ملف العنصرية الصهيونية البشعة، حيث كان سبقه في ذلك الكثيرون من رواد العنصرية.
وفي هذا السياق العنصري الصهيوني، أطلق المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، على إسرائيل وصف “دولة فصل عنصري (أبارتهايد)”، وذلك لأول مرة، رافضا “النظرة السّائدة إلى إسرائيل كدولة ديمقراطيّة تدير في الوقت نفسه نظام احتلال مؤقت”، وذلك في “ورقة موقف”، صدرت عنه الثلاثاء- وكالات-: 12/01/2021 ، وعلّلت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية في “ورقة الموقف” قرارها (أن إسرائيل دولة فصل عنصري) بأن “النظام الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق وإدامة تفوق يهودي في المساحة الممتدة من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)”، في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية.وقالت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية إنه “في كل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل- داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة – يقوم نظام واحد يعمل وفق مبدأ ناظم واحد: تحقيق وإدامة تفوق جماعة من البشر (اليهود) على جماعة أخرى (الفلسطينيين”.
وعلقت الكاتبة إيلانا همرمان في هآرتس2021-1=15 على هذه الورقة قائلة: “إنها دولة “أبرتهايد”: يجب محاربة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً”، مضيفة:”مفهوم «احتلال»، الذي يسري على الضفة الغربية، لم يعد يلائم الواقع. ما يحدث في «المناطق» لا يمكن فهمه اليوم بصورة منفصلة عما يحدث في كل المناطق التي توجد تحت سيطرة إسرائيل”، موضحة:” توثق هذه الوثيقة بالوقائع والتحليلات المجالات الأربعة التي يهندسها هذا المبدأ، جغرافياً وسياسياً، حياة كل الـ 14 مليون شخص الذين يعيشون على جانبي الخط الأخضر، نصفهم يهود ونصفهم فلسطينيون:
1- سيطرة على الارض: «تهويد تدريجي للمنطقة على حساب السكان الفلسطينيين، عن طريق الطرد والاستغلال والمصادرة وهدم البيوت وتفضيل الاستيطان اليهودي استناداً الى سلسلة طويلة من القوانين والاجراءات”.
2- المواطنة: «كل اليهود في العالم، أحفادهم وأزواجهم، يحق لهم التجنس في إسرائيل، في حين أن الفلسطينيين لا يمكنهم الهجرة الى الاراضي التي تقع تحت سيطرة إسرائيل، حتى لو كانوا هم وآباؤهم وأجدادهم ولدوا أو عاشوا فيها”.
3- حرية الحركة: «المواطنون الإسرائيليون يحظون بحركة تنقل حرة في كل المنطقة التي تقع تحت سيطرة إسرائيل (باستثناء قطاع غزة) ويمكنهم الخروج من الدولة والعودة اليها كما يريدون. الرعايا الفلسطينيون في المقابل (في المناطق) يحتاجون الى تصاريخ خاصة من إسرائيل من اجل الانتقال من وحدة الى اخرى (احياناً ايضاً داخل الوحدة نفسها)، وسفرهم الى الخارج مشروط بموافقة إسرائيل “.
4- مشاركة سياسية: «ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي احتلت في العام 1967 لا يستطيعون المشاركة في النظام السياسي الذي يسيطر على حياتهم والذي يحدد مستقبلهم. ليس عن طريق الانتخابات وليس بوساطة الحق في حرية التعبير وتشكيل منظمات”.
ولعل من اخطر مظاهر العنصرية ذلك الفكر الايديولوجي العنصري الارهابي مطلق العنان في الكيان،ومثالا على ذلك، تلك المحاضرة التي القاها البروفيسور المتطرف دان شيفتن المحاضر في جامعة تل أبيب تحت عنوان “علوم العنصرية”، وهي تصريحات عنصرية مؤدلجة في دورة خاصة أمام “طلاب” هم عبارة عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والسياسية، ومن جملة التصريحات التي نقلت عنه قوله “إن العرب هم الفشل الأكبر في تاريخ الجنس البشري”، و”لا يوجد شيء مختل أكثر من الفلسطينيين” و”العالم العربي الفشل الأعمق، ومن لا يقول ذلك يكون قد خضع للياقة السياسية البائسة/ صحيفة”معاريف/21/10/2009″، كما نقلت عنه قوله “عندما تطلق إسرائيل قمرا اصطناعيا متطورا إلى الفضاء فإن العرب يخرجون بنوع جديد من الحمص”، وجاء قوله هذا في إطار حديثه عن نظرية الأمن في إسرائيل في برنامج للدبلوماسية والأمن لكبار المديرين.
وتابع أنه “في العالم العربي يطلقون النار في الأعراس لإثبات أنه يوجد سلاح واحد على الأقل سوي وقادر على إطلاق النار”. وبذلك يكون البروفيسور شيفتن قد فتح مجددا ملف العنصرية الصهيونية البشعة، حيث كان سبقه في ذلك الكثيرون من رواد العنصرية.
وفي هذا الجوهر قال الرئيس الأسبق للكنيست أفراهام بورغ:”ان الصهيونية اليوم تعني شيئا واحدا فقط: العنصرية-القدس العربي”: 2020-3-23″.
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش (من حزب يسرائيل بيتينو) كان ادلى بدوره بتصريحات عنصرية مستخدما فيها ابشع مصطلح عنصري ممكن ان يستخدمه الصهاينة ضد عرب 48، اذ استخدم مصطلح”عربوشيم” في وصفه للعرب، واستخدمها للتدليل على القذارة، وينطوي هذا المصطلح على توجه تحقيري ومضمون عنصري فاشي، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أقوال أهرنوفيتش بأنها “زلة لسان” .
حصل ذلك خلال جولة تفقدية للوزير في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب والتي تعتبر وكرا للمخدرات والدعارة، حيث عرض قادة الشرطة عليه أحد العملاء السريين من أفراد الشرطة في المنطقة، وقال العميل السري الذي كان يلبس ثيابا غير نظيفة للوزير معتذرا: “أبدو قذرا بعض الشيء”، فرد عليه الوزير: أي قذارة هذه..تبدو كـ “عربوش” حقيقي/الصحف العبرية/17/6/2009″.
وحسب القاموس العنصري الصهيوني فان الوزير قصد بالكلمة تشبيه العرب بالجرذان، فكلمة “عربوشيم” ومفردها “عربوش” وهي على وزن “عخبروش” وتعني الجرذ، وتضاف إلى عشرات الاصطلاحات المشابهة التي أطلقتها العنصرية الصهيونية على العرب.
النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي ردت على هذه التصريحات العنصرية بالقول إن “القذارة الوحيدة الموجودة هي قذارة العنصرية التي تجلت في ردة الفعل التلقائية والصادقة لوزير الأمن الداخلي”.
ويذكر أن هذا المصطلح الذي بات دارجا، استخدمه أحد أفراد الشرطة الاسرائيلية قبل نحو ثلاثة أعوام، وقد عمم هذا الشرطي الذي يعمل في مركز القيادة والاستعلام في الشرطة رسالة نصية، التُقطت على الأجهزة التي يستخدمها أفراد الشرطة، جاء فيها:” وصل نحو 15 ألف عربوشيم إلى مهرجان الأقصى في خطر”، وكان يتحدث عن مهرجان الأقصى الذي أقامته الحركة الإسلامية الشمالية في الداخل، في مدينة أم الفحم عام 2006 والذي حضره اكثر من 150 الف عربي….!.
ويأتي هذا السلوك العنصري من قبل وزيرالامن الداخلي في ظل ما اطلق عليه الدكتور عزمي بشارة اسم”موسم القوانين العنصرية” واصفا هستيريا التصعيد العنصري الصهيوني على مستوى الاجراءات والقرارات المتلاحقة التي تتخذها دولة الاحتلال ضد عرب48، بهدف تضيق الخناق عليهم و تهميشهم وتجريدهم من مقومات المواطنة والانسانية…!.
وعن القوانين العنصرية الصهيونية فحدث…!
فهي متعددة متنوعة لا حصر لها، وهي متواصلة منذ اقامة تلك الدولة التي تستثمر كل ظرف وكل حدث من شأنه ان يسمح لها بشن هجوم عنصري على العرب…!.
ومن احدث القوانين العنصرية تلك،هو ذلك القانون الذي صادق عليه الكنيست الاسرائيلي يوم/ 27/5/2009 بالقراءة التمهيدية ، وكان قدمه عضو الكنيست “زبولون أورليف” (البيت اليهودي) ويفرض عقوبة السجن لمدة عام على من ينكر “وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
وكذلك من ابرز واخطر مشاريع القوانين العنصرية هو مشروع قانون “المواطنة والولاء” الذي أطلقه وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان ، ، وهذا المشروع قدمه رئيس لجنة القانون والدستور البرلمانية “دافيد روتيم”، من حزب “يسرائيل بيتينو”، وحسب اقتراح روتم”كل من يطلب الحصول على مواطنة إسرائيلية، أو إصدار بطاقة هوية في وزارة الداخلية سيكون ملزما بالتوقيع على تصريح ولاء حسب النص التالي: ” أنا ألتزم بأن اكون مخلصا لدولة إسرائيل كدولة يهودية صهيونية ديمقراطية، ولرموزها وقيمها”، فضلا عن ذلك سيطلب منهم التعهد بأداء الخدمة العسكرية أو المدنية.
وكذلك مشروع القانون الذي صادقت عليه اللجنة الوزارية الذي يمنع عرب 48 المحتلة من إحياء ذكرى النكبة ويفرض عقوبة صارمة على من ينظم أو يشارك في نشاطات لإحيائها ورغم تراجع الحكومة عن اقراره الا ان الطلقة فيه قد انطلقت.
تحملنا هذه الحملات والاجواء العنصرية الارهابية الى استحضار ادبياتهم في عهدهم القديم والحديث التي تشرع لهم ممارسة شتى اشكال العنصرية والارهاب الدموي تحت تسمية “العنف المقدس ضد الاغيار”.
فكثيرة هي نصوص “العهد القديم” التي تتحدث عن العنصرية و الحروب والقتل والتدمير والابادة كأساس لاخلاقياتهم في التعامل مع “الاغيار” وهنا (الجبابرة) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب ان يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والابادة.
وترتقي نزعة العنصرية التي من شأنها ان تفرخ فكر التكفير العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من امثال بيغن وشارون وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم وصولا الى نتنياهو حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: “ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف” و”انا احارب اذن انا موجود”، و”اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم – اي على العرب”، و”لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله”.
وكذلك على مستوى الفتاوى التوراتية، لم تكن فتوى حاخامهم الكبير عوباديا يوسف حينما قال مرة: “ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم” و”تمنى للمستوطنين النصر على الفلسطينيين الاغيار المجرمين “غريبة ومفاجئة ، ولم يكن مطالبة البرلماني الليكودي ميخائيل كلاينرمثلا بـ “قصف المدن والقرى الفلسطينية وقتل عشرة الاف فلسطيني دفعة واحدة، وقتل الف فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل /من رسالته الى مؤتمر الكونغرس الصهيوني ال 34 ” الا من صميم ادبياتهم وتراثهم الارهابي.
يضاف الى ذلك ما كشفت عنه دراسة صادرة عن مركز مكافحة العنصرية في”اسرائيل” الذي اكد”أن العنصرية ضد عرب 48 قد استشرت داخل إسرائيل وطالت كافة أنحاء حياتهم وشهدت ارتفاعا خطيرا”.
وكشف المركز النقاب عن “تفوهات حاخامات يهود بشكل عنصري وتحريضي ضد العرب منهم حاخام مدينة القدس الذي وصف العرب بأنهم “حمير” و”عشب ضار” و”دنسون”، وأفرد التقرير فصلا عن التمييز وتضييق الخناق في التخطيط والبناء والميزانيات والخدمات في مجال السلطات المحلية والتعليم والرياضة والصحة وتدنيس المقدسات وملاعب كرة القدم وغيرها.
الى ان وصلت فتاويهم الدموية الى مستوى تشريع “قتل الاطفال والاجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون امهاتهم”.
ما يبين لنا اننا امام مجتمع ملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الاجرامية، وهي الحقيقة الدامغة التي اكدها لنا “د.يحيعام شورك”الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في” بيت بيرل ” في دراسة حملت عنوان ” جذور البلطجة والقوة في المجتمع الاسرائيلي” حيث قال :” ان نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الامس فهي ترجع الى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية …”..ويؤكد :” لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة اخرى لصالح تحسين وتنمية ال”نحن” وتحطيم ال “هم” او شرعنة ال”نحن” وشيطنة ال”هم ” (الفلسطينيون والعرب) ..”ويختتم المؤرخ الاسرائيلي شورك بحثه مؤكدا ايضا :” اذا كانت الحال كذلك ..لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا …؟!
ويضيف :”..واذا اضفنا الى كل ذلك تدخل الصهيونية الدينية في السياسة وهي التي تقدس العمل الصهيوني فان الامر يعني تلقائيا اعطاء المبررات لكل عمليات سلب الارض ومكان العمل وتسويغ كل عدوانية واستعلاء تجاه البيئة المحيطة / ان كانت فليسطينية او عربية /…الا يكفي ذلك …؟!/عن موقع المشهد الاسرائيلي -2005/9/25 “….؟!!!!
اذن ..تلك هي جذور البلطجة ولارهاب والمذبحة الصهيونية المفتوحة …فاقرأوا….؟!!
ولا تقف الممارسات العنصرية بطبيعة الحال عند القوانين والتشريعات بل تتعداها الى الاجراءات على الارض، ففي مدينة اللد مثلا ، اخذ الاحتلال مؤخرا يستكمل العمل في بناء جدار الفصل العنصري في مدينة اللد..عــرب48/12/06/2009 “، وفي مدينة يافا اطلقت سلطات الاحتلال مخططا للسيطرة على ما تبقى من معالم عربية وإسلامية في مدينة يافا المحتلة في 1948 التي يقطنها ما يقارب 30 ألف مواطن عربي، بهدف اقتلاع المواطنين العرب الذين بقوا فيها بعد النكبة/ 27/5/ 2009″، وبموجب المخطط، خصصت “دائرة أراضي إسرائيل مساحات من أراضي حي العجمي العربي في يافا لجمعية مستوطنين يمينية، اسمها “إموناة” أعلنت ان هدفها زيادة عدد اليهود في المدينة، والقضاء على الوجود العربي فيها، كما أخطرت شركة الإسكان الإسرائيلية “حلاميش” 400 عائلة بإخراجها من منازلها.
وفي عكا القديمة كذلك فان من تبقى فيها من العرب اصبحوا في مواجهة الترحيل وبات السؤال هناك :
متى ينفجر برميل البارود الذي يجلس فوقه 8000 مواطن عربي، يمارس ضدهم القهر مع مطلع شمس كل يوم ومغيبها/ فلسطين اليوم/ الإثنين 1 / 6 / 2009 م…؟!.
وفي عكا ايضا، كان رئيس البلدية شمعون لانكري اعلن في خطاب عنصري تحريضي نموذجي قائلا”من يرفع رأسه سنقطعه، المدينة ستبقى لنا إلى أبد الآبدين/ “، مضيفا:”عكا كانت لنا، وستبقى لنا إلى أبد الآبدين، لن نسمح لأحد أن يمس هذه المدينة، هناك أناس يريدون تخريبها، ولكن نحن لن نسمح لهم/22/10/2008 “.
ووضع لا نكري عرب عكا في خانة “الأعداء والحاقدين”، مهددا بقطع رأس من يجرؤ على رفع رأسه. وقال، في كلمة تميزت بخطاب الـ”نحن” و”هم”، أمام جمهور ألهبه بكلمته ووقف له مشجعا ومصفقا، إن “عكا ستبقى لنا إلى أبد الآبدين”، وقال لانكري في كلمته التي ألقاها في طقوس “طوفان التوراة” في كنيس “كاف حاييم” في عكا، : “عكا ستواصل السير إلى الأمام رغما عن أنف أعدائنا وحاقدينا”، وتابع لانكري كلمته، وسط تشجيع وتصفيق الجمهور: “لقد مر شعب إسرائيل بظروف أصعب بألف مرة، لا أحد يرفع رأسه علينا، ومن يفعل سنعرف كيف نقطعه”.
بينما تعهد عضو الكنيست دافيد أزولاي(شاس)، في كلمته بالاستمرار في تهويد عكا، وقال إن “أحداث يوم الغفران عززت المدينة، وعمقتها في الوعي”. وأضاف: “لن نتوقف عن تهويد عكا”.
الى ذلك ، اظهرت نتائج البحث السنوي لجمعية حقوق الإنسان في “اسرائيل” “أن العنصرية تنامت بشكل كبير في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وارتفعت الأحداث العنصرية ضد العرب بنسبة 26% خلال السنة الماضية فقط”، ويقول التقرير إن الاستطلاعات تشير إلى “أن شعور الكراهية لدى اليهود اتجاه العرب تنامى بنسبة 100%”، كما “يحذر البحث من تضعضع الديمقراطية الإسرائيلية”.
والاخطر من كل ذلك كما يكشف التقرير”إن اقتراحات القوانين التي تقدم في الكنيست تزيد من”نزع الشرعية” عن المواطنين العرب: كاشتراط حق التصويت والحصول على المخصصات بأداء الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية، وإلزام الوزراء وأعضاء الكنيست بأداء قسم الولاء للدولة اليهودية، وسياسة واقتراحات قوانين أراضي الـ “كيرن كاييمت”، ويضيف التقرير: “المواطنون العرب يتعرضون للمهانة بشكل متواتر في المطارات، ويعاملون بشكل مختلف ومهين وفقا للتصنيف العنصري الذي يعرفهم كخطر أمني”.
الى ذلك فقد لمسنا انتعاشا مثيرا في الادبيات العنصرية الصهيونية وانتشارا افقيا مجتمعيا معاديا للوجود العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة 1948 ، وتسارعا في وتيرة الحملات التحريضية الداعية الى تهجير عرب 48 ، وكان من اخطر مؤشرات ذلك التقرير الاجتماعي الذي نشرت معطياته صحيفة معاريف العبرية وجاء فيه :ان %63 من المجتمع اليهودي يعتبرون “عرب اسرائيل” يشكلون تهديدا امنيا ” فيما ” اعرب %68 منهم انهم لا يوافقون على السكن بجوار العرب “، و” قال %40 منهم ان على الدولة ان تعمل على تهجير العرب ” وغير ذلك من المعطيات العنصرية .
واعتبرت مصادر اسرائيلية التقرير فريدا من نوعه فيما اعتبرته بعض التعليقات العربية مقياسا للعنصرية هناك ، وقال “مركز مكافحة العنصرية” العربي “ان %75 من حالات العنصرية تجاه العرب مصدرها المؤسسة الحاكمة”.
وتعزيزا لهذه الحقائق العنصرية كتب د. شكري الهزيل من عرب 48 تحت عنوان “فلسطينيو 48 في مرمى الاستراتيجية الاسرائيلية يقول:” منذ نشأة “إسرائيل” وحتى يومنا هذا وفلسطينيو الداخل يعانون من السياسة الإسرائيلية العنصرية الهادفة إلى تحجيم الوجود العربي داخل مناطق ال48 من جهة، والسيطرة على جميع مناحي حياة فلسطينيي الداخل من جهة ثانية، وبالتالي لا بد من الغوص تاريخيا وسياسيا في خلفية سياسة الاضطهاد والقمع التي يتعرض لها عرب ال48 منذ نشأة إسرائيل ككيان استيطاني على الارض الفلسطينية وحتى يومنا هذا.
وفي السياق العنصري الابرتهايدي ايضا كان تبين من نتائج بحث أجرته جامعة حيفا حول موضوع “تقبل الآخر” في أوساط الشبان العرب واليهود في إسرائيل، “أن معظم طلاب المدارس الثانوية اليهود، 75% يعتبرون أن العرب هم ” حطابون وسقاة ماء/ عن عرب 48 /2007/1/9 “.
وقد شارك في البحث الذي أجراه البحث د. حغاي كبلرمينتس ود. يغئال روزين والسيدة ربيعة الحسيني، 1600 مشترك، طلاب من 22 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء “اسرائيل”.
ويقول د. كبريمنتس عن نتائج البحث: “وجدنا في البحث تعبيرا خطيرا عن تفكير مبني على آراء مسبقة لدى الطلاب اليهود اتجاه الطلاب العرب”، وتبين من البحث أن 69% من الطلاب اليهود يعتقدون أن العرب ليسوا أذكياء، 75% يعتقدون أنهم غير مثقفين، 75% يعتقدون أنهم ليسوا حضاريين و 74% يعتقون أنهم ليسوا نظيفين.
ويعتقد 75% من الطلاب اليهود أن العرب عنيفون، وأكثر من الثلث يخافون منهم .
يضاف الى كل ذلك ما كشفته مؤسسة حقوقية تنشط داخل الخط الاخضر من “أن قوات الاحتلال، دأبت في السنوات الأخيرة، على إقامة جدران فصل عنصري بين المواطنين العرب والسكان اليهود في المدن والأحياء المختلطة في إسرائيل”.
وحول التمييز العنصري قال النائب العربي في الكنيست د.جمال زحالقة”ان المدارس في اسرائيل تربي الاطفال اليهود على كراهية الفلسطينيين وان اسرائيل هي دولة عنصرية”، وكشف زحالقة النقاب عن ان “اسرائيل سنت 30 قانونا عنصريا للتمييز ضد المواطنين العرب وان اكثرها عنصرية هو قانون العودة لليهود”.
ولذلك نوثق- ربما تكون جبهة العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة الاسرائيلية ليس فقط ضد عرب 48 بل ايضا ضد كل الشعب العربي الفلسطينيي على امتداد مساحة فلسطين من اهم واخطر الجبهات والملفات غير المستثمرة عربيا اعلاميا وسياسيا كما يجب، ذلك ان العالم قد ينتبه الى هذه الجبهة اكثر من غيرها نظرا لسطوة مفاهيم وقيم الحريات العامة وحقوق الانسان ، فالى جانب الاحتلال الاسرائيلي بكافة اعبائه واثقاله وتداعياته على كافة مجالات الحياة الفلسطينية وما لذلك من مكانة في القرارات الاممية ، الا ان قصة “الابرتهايد-التمييز” تنطوى على اهمية مختلفة كما تابعنا ما جرى في جنوب افريقيا وفي اماكن اخرى في العالم مثلا، و”اسرائيل” تحتل بامتياز قمة هرم الدول التي تقارف التمييز العنصري.
ولذلك .. نحث كافة المؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على ان تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية /الحقوقية / الانسانية /الاعلامية وان تتحرك من اجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية الاسرائيلية ضد ملايين العرب في فلسطين، وان تعمل على تعميمها على اوسع مساحات اممية ممكنة .
وهذه مسؤولية تاريخية منوطة بالمؤسسات القانونية الحقوقية / الانسانية العربية على امتداداتها الجغرافية عليها ان تقوم بها بلا تاخير او تقاعس ، لان الترايخ لن يغفر لها في نهاية الامر…!



