د. عبد المنعم سعيد: توماهوك!

د. عبد المنعم سعيد 26-10-2025: توماهوك!
«توماهوك» هى صواريخ أميركية طويلة المدى وعالية التفجير, وباختصار تصل إلى قلب روسيا، وتدمر أهدافا استراتيجية في مقدمتها النفط. هذه الصواريخ باتت المطلب الأساسي للرئيس زيلينسكي الأوكراني من إدارة الرئيس ترامب التي نفد صبرها فى التوصل إلى اتفاق ظالم بالنسبة لأوكرانيا حتى مع التنازل عن المناطق الناطقة بالروسية.
وبعد لقاء الرئيسين الروسي والأميركي في «ألاسكا» تغير اتجاه الموقف الأميركي من الضغط على أوكرانيا إلى اتجاه الضغط على روسيا بعد أن باتت قائمة التنازلات المطلوبة من الأخيرة تقع خارج المعقول. موسكو فوق ذلك أشهرت الكثير من البرودة قبل أن ينتهي فصل الصيف، ولم يكن لديها حماس للاشتراك في مفاوضات لا تليق بقوة عظمى نجحت في أن تجعل كفة القتال تعمل لمصلحتها.
ترامب لم تشغله حرب الشرق الأوسط، ولا حرب المخدرات في فنزويلا عن مد أوكرانيا بدفعات من السلاح المتطور، فضلا عن حزم جديدة من المعلومات المخابراتية. النتيجة كانت احتدام المعارك، حيث المسيرات الأميركية قادرة على تدمير مناطق تكرير البترول الروسية التي جعلت حرائقها كييف تصعد من مطالبها من واشنطن لكي تمدها بصواريخ توماهوك التي تغير توازن القوى بما لم تغيره المسيرات الأميركية العالية التكنولوجيا.
حتى وقت كتابة هذا العمود قبل أسبوع، فإن واشنطن جعلت من صواريخ توماهوك وسيلة للضغط حتى دون أن تصل إلى كييف، وطريقة للرد على زحف الطائرات المسيرة الروسية التي ظهرت في سماوات الدنمارك وبولندا وأثارت ذعرا أوروبيا كبيرا.
المباراة في أوروبا تختلف عن تلك الجارية في الشرق الأوسط، حيث محاولة وقف إطلاق النار قائمة لكن يعتريها الكثير من المصاعب، وحيث تتراكم ذكريات حربين عالميتين دمرت فيهما مدن ودول، وأعيد تشكيل العالم وراءها لأكثر من مرة.
المركزية الكبيرة للقارة الأوروبية لم تتخلخل بعد، وهي تقع ما بين مخاوف الحرب الباردة الكثيفة من توازن الرعب النووي، وتحقيق الآمال العظام من إقامة الاتحاد الأوروبي سلاما ما بعده حرب!!.



