ترجمات عبرية

هآرتس: المطرقة الامريكية والسندان الائتلافي

هآرتس 20/10/2025، يونتان ليس: المطرقة الامريكية والسندان الائتلافي

حكومة نتنياهو اعترفت أمس بصورة ضمنية بأنها توجد بين المطرقة والسندان: هي لا تستطيع ضبط نفسها على قتل الجنديين ينيف كولا وايتي يعبتس. ولكن بضغط امريكي ايضا لم ترغب في الاضرار بالمناخ الهش الذي استهدف السماح باستمرار الدفع قدما بخطة ترامب. في سعيه الى السير على هذا الحبل الدقيق فان المستوى السياسي بلور عدة اهداف استهدفت نقل رسالة تهديد لحماس وللمنظمات الاخرى في القطاع بدون تصعيد التوتر: مهاجمة نفق واسع الذي كان المخطوفون الاسرائيليون حتى فترة متأخرة مسجونين فيه، واطلاق النار على فلسطينيين مسلحين وتلميحات، التي حتى الآن من غير الواضح اذا كانت قد طبقت فعليا، بشأن وقف ادخال المساعدات الانسانية الى القطاع.

عدد من الوزراء، بشكل غير مفاجيء، حثوا بنيامين نتنياهو طوال اليوم على العمل بصورة اكثر شدة وتحطيم الادوات: الوزير بتسلئيل سموتريتش غرد: “الحرب!”؛ الوزير ايتمار بن غفير طلب من رئيس الحكومة “اصدار اوامر بشان استئناف كامل للقتال في القطاع بكل القوة”؛ في حين ان الوزيرة اوريت ستروك اوضحت بان هجوم حماس “ليس خرق للاتفاق، ولا حتى خرق كبير، بل هذا اعلان بالافعال وبصورة واضحة جدا بانه لا يوجد اتفاق”.

الى جانب تعهد نتنياهو العلني بتطبيق خطة ترامب، كان لاسرائيل في هذه المرة اعتبارات اخرى للامتناع عن تصعيد آخر: الخوف من تشويش عملية اعادة جثث المخطوفين، التي تجري بالقطارة وبصعوبة كبيرة منذ الاسبوع الماضي؛ تصريحات حماس بانه لا يوجد لها أي دور في الهجوم على الجنود في رفح وادعاءها بخروقات اسرائيلية متكررة للاتفاق؛ ايضا الزيارة المتوقعة لنائب الرئيس الامريكي غاي دي فانس الى اسرائيل في هذا الاسبوع، ورغبة اسرائيل في عدم احراج الضيف الذي ياتي من اجل التاكد من ان المراحل التالية في الخطة الامريكية ستنفذ.

نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس قررا عدم تاييد طلب الوزراء تحطيم الادوات، ضمن امور اخرى، من اجل عدم فتح جبهة مع الادارة الامريكية والدول الاوروبية ودول المنطقة. نتنياهو لم يكشف هذا التعقيد الموجود فيه المستوى السياسي عندما اعلن في البيان المقتضب في الظهيرة انه اصدر تعليمات لجهاز الامن من اجل “العمل بقوة ضد الاهداف الارهابية في قطاع غزة”. الوزير كاتس اشار فيما بعد الى ان اسرائيل ما زالت تفحص خطواتها. “اذا لم يتم فهم الرسالة فان قوة الردود ستتزايد”، اضاف وزير الدفاع.

في حماس المحوا طوال اليوم انهم ينوون بالتحديد مواصلة الدفع قدما بالاتفاق وسارعوا الى القول بانهم وجدوا جثة مخطوف آخر وانهم سيعيدونها في الليل “اذا سمحت الظروف الميدانية بذلك”. في المقابل، المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي باللغة العربية نشر في الظهيرة “تحذير مستعجل” ودعا الجمهور في غزة الى عدم التواجد في المناطق التي تقع بين الخط الاصفر الذي يسيطر عليه الجيش الاسرائيلي في المنطقة التي تعتبر حتى الآن منطقة قتال. اذا كان الجيش الاسرائيلي قد اكتفى في السنوات التي سبقت الحرب احيانا بمهاجمة مناطق رملية مفتوحة فان التقارير الاخيرة من غزة اظهرت انه رغم كل ذلك، فان العضلة الاسرائيلية كانت هذه المرة هجومية عنيفة بدرجة اكبر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى