يديعوت احرونوت: ما دام “المترو” موجودًا، فمن المستحيل مغادرة القطاع

يديعوت احرونوت 20/10/2025، رون بن يشاي: ما دام “المترو” موجودًا، فمن المستحيل مغادرة القطاع
لا تزال ملابسات تبادل إطلاق النار الدائر منذ صباح يوم الأحد في قطاع غزة غير واضحة بما يكفي لتحديد المسؤول عن انتهاكات وقف إطلاق النار. وتشير التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي إلى أن عناصر من حماس أطلقوا النار على جنود ومشغلي آليات ثقيلة كانوا يشاركون في عملية كشف نفق في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش. فهل كان هؤلاء الإرهابيون محاصرين في نفق كان الجيش الإسرائيلي على وشك تدميره، أم أنهم دخلوا المنطقة عبر النفق لإلحاق الضرر بالقوات؟ لا تزال هذه الأسئلة بلا إجابات، لذا يُنصح بعدم التسرع في إصدار الأحكام، خاصةً طالما لم تُعِد حماس جميع المختطفين.
اتفاقيات وقف إطلاق النار، وخاصةً في بداياتها، دائمًا ما تكون عرضة للحوادث، خاصةً عندما لا تُصاغ قواعدها بتفصيل ودقة كافيين، كما يحدث حاليًا في قطاع غزة. على أي حال، وقعت الحادثة في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، حيث لا يُفترض أن يكون إرهابيو حماس، وحتى لو كانوا محاصرين في نفق كما ورد، لكان بإمكانهم الاستسلام قبل أن يُدمره الجيش الإسرائيلي.
لذا، تتحمل حماس مسؤولية أكبر عن انتهاك وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن الانتهاك الأخطر لخطة ترامب المكونة من عشرين نقطة، بتأخيرها المتعمد لعملية إعادة جثث الصحايا الذين اختطفوا أو قُتلوا في الأسر. هذه الانتهاكات الصارخة تبرر الرد العنيف الذي نشهده من الجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، حتى في معركة ضد عدو قاتل ودنيء، من الأفضل التحلي بالحكمة على الصواب، ولذلك، ما دام لم يُعاد جميع المخطوفين، يجب ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تتطور إلى معارك حقيقية.
خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة في الحرب، وقعت حوادث مماثلة عديدة أطلق فيها مقاتلو الجيش الإسرائيلي النار على إرهابيين كانوا في أماكن غير مخصصة لهم أو كانوا يشكلون خطرًا على القوات، إلا أنه نادرًا ما أُبلغ عنها. خلال الأسبوع والنصف الماضيين، وقعت حالتان انتهكت فيهما حماس صراحةً شروط وقف إطلاق النار، عندما حاول عناصرها مهاجمة مقاتلي الجيش الإسرائيلي داخل الملاجئ التي كانوا فيها. لم تؤدِ هذه الحوادث إلى خرق وقف إطلاق النار أو إلى تبادل كثيف لإطلاق النار، أولًا لأن الإرهابيين لم ينجحوا ودفعوا أرواحهم ثمنًا لذلك، وثانيًا لأن إسرائيل خشيت أن يؤثر ذلك سلبًا على عملية إعادة القتلى.
أحداث اليوم تُمكّن حماس من الادعاء بأن إسرائيل هي من انتهك وقف إطلاق النار بدايةً، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا. على أي حال، فإن ردّ الجيش الإسرائيلي العنيف بغارات جوية وبحرية مُبرّر في ضوء سلوك الحركة العام، وحتى قبل أن تتضح ملابسات الحادثة بالكامل.
لكن أحداث اليوم تُسلّط الضوء على نقطة مهمة أخرى: ما دام “مترو” غزة موجودًا (أنفاق عديدة تُتيح للإرهابيين الاختباء والتنقل من مكان إلى آخر وإنتاج الأسلحة)، فلن تتمكن إسرائيل من مغادرة القطاع. ولن تتمكن من ذلك إلا بعد ضمان نزع سلاح غزة من الأسلحة والبنية التحتية العسكرية الفريدة، مثل أنفاق القتال والبقاء التي حفرتها المنظمات الإرهابية.
في المرحلة الثانية من تنفيذ خطة ترامب، سيتعين على إسرائيل التحقق، من خلال مصدر موثوق، من تدمير جميع الأنفاق، أو على الأقل الغالبية العظمى منها. في الوقت الراهن، ومع وجود عشرات الكيلومترات من الأنفاق في المنطقة، لن تتمكن الحكومة والجيش الإسرائيلي من إخبار سكان قطاع غزة وجنوبه بأن التهديد القادم من القطاع قد زال وأن حماس لن تتمكن من التعافي. تُعدّ الأنفاق أساسيةً في عملية إعادة إعمار الحركة، وما دامت موجودة، كما تُظهر أحداث اليوم بوضوح، فإن التهديد يبقى قائما.