إسرائيل اليوم: سلطة فلسطينية في غزة أفضل من تركيا وقطر

إسرائيل اليوم 19/10/2025، اللواء احتياط اليعيزر تشايني مروم: سلطة فلسطينية في غزة أفضل من تركيا وقطر
في نهاية الأسبوع إعادت حماس رفات المخطوف الياهو مرغليت من نير عوز الى إسرائيل. لدى حماس 18 جثمان لم تعاد الى إسرائيل بعد.
الاتفاق الذي وضعه الامريكيون للتوقيع كان اتفاق اطار، وسعت فيه حدود الغلاف العام وقسم من البنود ابقيت غامضة كي يكون ممكنا للجميع ان يأخذوا بها ويخسروا فيها. لقد فهمت حماس بان المخطوفين الاحياء لم يعودوا يخدمون الرواية التي تبثها وأصبحوا في واقع الامر عبئا عليها، وعليه فقد وافقت على تحريرهم، بينما إسرائيل ارادت جدا المخطوفين الاحياء وساومت على صيغة غامضة تتعلق بإعادة الأموات. وهكذا حصلت إسرائيل على كل المخطوفين الاحياء، وتبقى لدى حماس المخطوفون الأموات، الذين بقيت وتيرة اعادتهم غامضة.
مع انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي الى الخط الأصفر، تلقت حماس قاطع من نحو 50 في المئة من أراضي غزة وفيها تواصل إقليمي بلا انقطاع، من رفح وحتى بيت حانون وفي داخله معظم السكان الغزيين. وهكذا عادت السيادة على طول كل القطاع الى ايدي حماس. إسرائيل بقيت تسيطر في نحو 50 في المئة من الأراضي التي هي في معظمها خالية من السكان. هذا في أساسه انجاز سياسي إسرائيلي، يسمح بقاء سموتريتش وبن غفير في الحكومة. اما حماس، التي تسيطر عمليا على معظم سكان القطاع، فتحتاج الى وقت كي تثبت سيادتها وترمم قدراتها العسكرية. وهي تصفي معارضيها في وضح النهار وهكذا تثبت سيادتها وتعمل سرا على ترميم القدرات العسكرية والبنى التحتية للارهاب – كل هذا برعاية الاتفاق الذي وقع باسناد الولايات المتحدة، قطر وتركيا.
غياب واضح
في قمة الدول في شرم الشيخ، التي كانت في الأساس قمة إعلانية، تغيب بشكل واضح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الامارات محمد بن زايد. التغيب هو اعلان نوايا، يسعى للايضاح بانه لن يكون ممكنا التقدم لاعمار القطاع بالمال السعودية والاماراتي حين تكون حماس صاحبة السيادة ومدعومة من قطر وتركيا. كمية المشاركة في المؤتمر والاعلان العام في نهايته تجسد المصاعد المتبقية لاجل تحرير الجثامين، نزع سلاح حماس، تجريد القطاع ونقل الحكم في القطاع الى جهة مقبولة ليس واضحا بعد كيف ستكون.
يتبين الان انه نشأ في المنطقة معسكران: المعسكر التركي والقطري الذي يدعم حماس ويرغب في ابقائها في القطاع كصاحبة سيادة – بينما المعسكر الثاني المدعوم من السعودية والامارات يسعى الى نقل السيطرة الى السلطة الفلسطينية وهكذا يدفع قدما بـ “حل الدولتين”. المحاولة الامريكية لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تتشكل من دول إسلامية وعربية ومن فلسطينيين (في واقع الامر السلطة الفلسطينية) لاجل نزع سلاح حماس ونقل الحكم الى حكم تكنوقراطي، يبدو حلا غير واقعي في ضوء معارضة إسرائيل.
شئنا أم أبينا، فان الحل الوحيد الذي يمكنه أن يتحقق سيكون نقل الحكم الى حكومة تتشكل من موظفين فلسطينيين. وبكلمات أخرى، هذه حكومة السلطة الفلسطينية حتى لو لم تسمى كذلك في المرحلة الأولى. حماس تستغل في هذه المرحلة الوقت كي تثبت حكمها، ترمم قوتها العسكرية كي تتمكن عند المفاوضات على المرحلة التالية أن تأتي من موقع قوة وتحقيق مطلبه، سيطرة امنية من خلف الكواليس، مثل نموذج حزب الله في لبنان.
إسرائيل ملزمة بان تصر على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يتضمن إعادة كل المخطوفين الأموات، قبل بدء المداولات في المرحلة التالية من الصفقة. إسرائيل لا يمكنها ان تعارض حكم تكنوقراط فلسطينيين، ولعله افضل لها في هذه المرحلة أن تمنع كل شكل من الحكم الدولي الذي يتضمن تركيا وقطر حتى بثمن دخول السلطة الفلسطينية الى غزة. في هذه الطريقة ستتمكن دولة إسرائيل من نسخ النموذج الأمني في الضفة في غزة ومواصلة ضرب حماس حتى بعد تنفيذ المرحلة الثانية. في هذه الخطوة تكمن مخاطر الدفع قدما بـ “حل الدولتين” الذي لا تريده إسرائيل وعليه أن يكبح بخطوات سياسية باسناد امريكي في سياق الطريق.