صلاح مخلوف: خطر الرواية الإسرائيلية على القضية الفلسطينية

صلاح مخلوف 11-10-2025: خطر الرواية الإسرائيلية على القضية الفلسطينية
أصبح إيصال الرواية الفلسطينية الحقيقية إلى العالم من أوجه نضال الشعب الفلسطيني الأساسية، فاحتلال فلسطين، والهجمة الصهيونية على شعبها وتاريخها، ارتكز في الأساس على روايات صهيونية أصبحت وسيلة مهمة لتجنيد الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للحركة الصهيونية ولدولة الاحتلال. وفي هذا المبحث سوف نتعرف على مرتكزات الرواية الإسرائيلية، وواقعها في الإعلام الغربي، والتعرف على سرديتها كما يسوغها الإعلام العبري.
مرتكزات الرواية الإسرائيلية:
ترتكز الرواية الصهيونية على أساطير خادعة، وسردية مضللة للواقع، بالإضافة إلى مجموعة من المصطلحات المكذبة للحقائق:
- الأسطورة الأولى: الأسطورة الدينية ذات الجذور الإنجيلية البروتستانتية، وهي تلك الأسطورة المتطرفة القائمة على “أرض الميعاد”، والتي تهدف إلى تجميع يهود العالم على أرض فلسطين تمهيدًا لقدوم السيد المسيح. وأفرزت هذه الأسطورة رواية “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، وهذا إنكار تام للوجود الفلسطيني على أرضه المتجذر فيها لأكثر من أربعة آلاف عام. وتعاظمت هذه الأسطورة بعد نتائج “الهولوكوست” التي ارتكبها الألمان النازيون ليس ضد اليهود فحسب، بل ضد كل إنسان غير منتج. وتم تضخيم نتائجها وارتباطها في معاداة السامية التي تكررت في أوروبا على مر العصور، مما جعلها مبررًا للمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في نكبة عام 1948، مما دفعه للهجرة والشتات عن أرضه وممتلكاته، وإحلال اليهود والسيطرة على الأراضي والقرى الفلسطينية بأبشع أساليب البطش الصهيوني.
- الأسطورة الثانية: أسطورة “جوليات الفلسطيني”، وهي أسطورة تروي غلبة الأقلية اليهودية على الكثرة الفلسطينية في نكبة عام 1948؛ حيث انتصر الخير على الشر، والضعف على القوة، حيث استطاع اليهود التغلب على الجيوش العربية الخمسة. ومن المؤكد أن الجيوش العربية دخلت فلسطين نتيجة المذابح الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وللمقارنة، كان عدد الجيوش العربية مع المجاهدين والمتطوعين العرب في بداية الحرب أحد عشر ألفًا، وفي المقابل ستون ألف مقاتل صهيوني. ومع نهاية الحرب وصل عدد الجيوش العربية إلى اثنين وعشرين ألفًا مقابل مئة وعشرين ألف جندي صهيوني، وهذا غير السلاح والعتاد الذي ترك أثره على المعركة لصالح الصهاينة.
وقد تجاهلت الرواية الإسرائيلية بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني في حرب النكبة وحولتها إلى هزائم في الوعي العربي والفلسطيني. فقد تجاهلت أن هناك 157 مقاتلًا فلسطينيًا صمدوا في البقعة والدامون، وحاصروا 4000 جندي صهيوني لمدة أربعة شهور حتى سقطت المنطقة، وأن القيادة الفلسطينية في حرب النكبة استشهدت مثل عبد القادر الحسيني، وحسن سلامة، وإبراهيم أبو دية. وحتى مذبحة دير ياسين ننظر إليها على أنها نكبة ومذبحة، بينما تتجاهل الرواية الإسرائيلية أن المقاومين الفلسطينيين الذين يمتلكون السلاح والعتاد البسيط خاضوا معركة من الرابعة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا. هكذا نجحت الرواية الإسرائيلية في تلفيق الأكاذيب بأن الشعب الفلسطيني هرب من أرضه خوفًا على روحه عبر الأجيال، خافية وراءها القتل والتشريد والاعتداء على الأعراض، ومتجاهلة تضحيات ونضالات الشعب الفلسطيني. - الأسطورة الثالثة: كانت عام 1967، حيث إن إسرائيل صدت هجوم ثلاث دول عربية وانتصرت عليهم. ومن المعروف أيضًا أن دولة الاحتلال هي التي شنت هجومها على مواقع الجيوش العربية الثلاثة تحت غطاء ودعم أمريكي كبير. كان لهذه الأسطورة وقع مهم وخاص من خلال الترويج لقوة دولة الاحتلال في الغرب، والحصول على الدعم الغربي وعلى إبقائها قوة عسكرية واقتصادية تخدم السياسة الاستعمارية الغربية.
ونلاحظ أن هذه الأساطير متجسدة في عقلية الجندي الإسرائيلي؛ فهو يتصرف وينتهك الحقوق الإنسانية للفلسطينيين منطلقًا من هذه الأساطير التي كرست في مخيلته أحقِّيته بهذه الأرض، وأن الفلسطيني الأصلي هو الغريب ولابد من طرده بشتى الوسائل. وما انتشار الاستيطان وإرهاب المستوطنين إلا نتاج هذه الأساطير التي نُسجت بعناية في الغرب، ووجدت طريقها إلى الشعوب الغربية، لأن تجميع اليهود في فلسطين وإقامة دولة لهم تحقق أهدافًا دينية واستراتيجية واقتصادية في المنطقة العربية. ومن هنا نلاحظ دعم الغرب لهذه الروايات المؤمنة بها والمتجذرة في ذهنه، وخاصة صانعي القرار، لذلك سخّر إعلامه ووسائل تواصله الاجتماعي كما سخّر إمكانياته المادية والسياسية والعسكرية لدعم كيانهم الوظيفي.
الخطاب الإعلامي الإسرائيلي وصناعة الرواية الإسرائيلية:
يعمد الإعلام الإسرائيلي من خلال الحرب النفسية التي يشنها على عقول ونفسية الفلسطينيين لإحباطهم وغرس التفكك والخوف في نفوسهم، وهز ثقتهم بقيادتهم من أجل إشغالهم عن أهدافهم المتمثلة في ترسيخ مشروعهم الوطني الذي قدم من أجله الشعب الفلسطيني الغالي والنفيس. ومن خلال هذه الحرب الإعلامية والنفسية يتم رسم صورة الفلسطيني في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي من خلال أساليب تعتمدها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مثل بث الإشاعات والأكاذيب والتعتيم الإعلامي.
فقد نشر الإعلام الصهيوني صور المقاتلين العرب مع الإعلام البيضاء، وروّج إشاعة مقتل القيادات الفلسطينية في حرب لبنان عام 1982، والترويج لفكرة الجيش الذي لا يُقهر من أجل إخافة الفلسطينيين والعرب وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وبقيادتهم.
فالرواية الإسرائيلية تمّت صناعتها من خلال الإعلام كأحد أهم أدوات نشر الرواية الإسرائيلية المضللة، ومن خلاله وصلت جاهزة إلى العالم.
لقد صنع الإعلام الإسرائيلي الرواية الإسرائيلية من خلال طاقم إعلامي متخصص في رواية الأحداث يجيد فن التلاعب بالمصطلحات، وكذلك بالعواطف والعقول. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية انتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وأحداث السابع من أكتوبر 2023 برواياتٍ، فكانت الرواية الإسرائيلية في وصف الأحداث ترتكز على أن ما يحدث على الساحة الفلسطينية مجرد اعتداء من قبل الشبان الفلسطينيين على الجيش الإسرائيلي، فأصبح الفلسطيني في الرواية الإسرائيلية هو المعتدي، والإسرائيلي هو المعتدى عليه. فالفلسطينيون هم الذين يبدؤون الحرب، مما يجبر جيش الاحتلال على ردة فعل، وردة الفعل هذه تبرر الهجوم، فلا تتساءل وسائل الإعلام الإسرائيلية لماذا يتم قصف المدن والبيوت السكنية؟ بل إنها تلقي المسؤولية على الشعب الفلسطيني وتبرئ دولة الاحتلال من المسؤولية عن أحداث الانتفاضة.
وهنا نستذكر قول “غولدا مائير” عندما قالت في أحد اللقاءات: “إنني لن أسامح الفلسطينيين لأنهم يجبرون جنودنا على قتلهم”.
أبدعت الرواية الإسرائيلية في تشويه الحقيقة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وجعلت من الكذبة حقيقة، وهذا ليس غريبًا علينا، بل الأغرب هو أن يكون لهذه الأكاذيب طريق وسبيل إلى العقل الغربي والعربي أيضًا. فلا غرابة أن تطل علينا رواية صهيونية تقول: إن سيارات الإسعاف الفلسطينية تنقل مسلحين ويتم إطلاق النار على جنود الاحتلال من خلالها، وبالتالي من الطبيعي أن يرد الجنود على مصدر إطلاق النار، وكذلك الأطفال الذين يرمون الحجارة ويتظاهرون ضد الاحتلال، تدفع بهم القيادة والمنظمات الفلسطينية إلى الموت من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
ورواية أخرى تتلاعب بالمصطلحات من أجل أن تخفف أثرها على المتلقي الغربي، وخاصة فيما يتعلق بالاغتيالات، فهي تبتعد عن هذا المصطلح وتصفه بـ”الدفاع الإيجابي” أو “التصفية الموضعية” أو “الضربات المختارة”، وتمنح نفسها أمام الغرب مبررًا للاغتيال. كما يتردد على وسائل الإعلام الصهيونية أن سائق سيارة أشهر مسدسه على الجنود فردوا على مصدر إطلاق النار، وغير ذلك من التهم التي تقوم الرواية الإسرائيلية بتلفيقها، مثل وصف الفلسطيني بأنه يزرع عبوات ناسفة أو يهدد حياة الإسرائيليين وغيرها من الاتهامات.
وفي كثير من الأحيان تُنسب اعتداءات المستوطنين، كما يحدث في الخليل والقدس وغيرها من المدن والقرى، وما تسببه من إصابات للمواطنين وممتلكاتهم، إلى مصدر مجهول. ومثلما تصور الأماكن الأثرية والمحال التجارية في موسم الأعياد في بيت لحم بأنها مغلقة، متهمة الفلسطينيين بأنهم يعرقلون إنعاش السياحة في الأرض المقدسة، وهذا ما نفته كثير من الفضائيات ووسائل الإعلام.
الفلسطينيون في الرواية الإسرائيلية مجرد أرقام، فهي تركز على عدد القتلى دون التركيز على أسماء الشهداء وظروف استشهادهم وعدد أبنائهم وحتى المشاهد في جنازاتهم. كما أنها تستخدم صيغة المبني للمجهول، كما في كلمة “قُتل”، لإبقاء الفاعل مجهولًا وتقليل مسؤولية الجيش الإسرائيلي. ويتعمد الإعلام الإسرائيلي إخفاء مشاهد الحزن والبكاء، على العكس تمامًا عندما يتعلق الأمر بمقتل إسرائيلي، حيث يتم وصف حياته وعدد أبنائه وحزن الزوجة والأخ والابن، حتى تثير العواطف وتكسب الرأي العام. ومن خلال ذلك تتقن دور الضحية.
إن تضرب قِطًّا يُخمشك، ومن هنا نلاحظ كيف لعب الإعلام الإسرائيلي دورًا أساسيًا في تعزيز الرواية الصهيونية من خلال خطابه للرأي العام الإسرائيلي ومن ثم إلى العالم، وذلك عبر مهنيين وصحفيين على قدر كافٍ من الخبرة والكفاءة، لجعل ساحة الصراع عالمًا من الأكاذيب والروايات المضللة التي تبرر احتلال الأرض وممارسات جنود الاحتلال المخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وكما انتشرت الرواية الإسرائيلية وانتقلت إلى الفضاء الإلكتروني والرقمي بكفاءة عالية وبإمكانيات كبيرة، رأينا ناشطين صهاينة من خلال صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يروّجون للرواية الصهيونية، ويُخرجون دولة الاحتلال إلى العالم بمظهرها الإنساني والديمقراطي، إلى العالم العربي قبل الغربي، مثل صفحة “المنسق” وصفحة “أفيخاي أدرعي” وصفحة “أوفير جندلمان” وغيرها من الصفحات الرقمية والإعلامية التي تتحدث بأكثر من لغة وتصل إلى شعوب العالم.
وهذا ما شكّل تحديًا للرواية الفلسطينية في الغرب أمام الرواية الصهيونية القوية بكادرها وإعلامها وإمكاناتها ووقوف الإعلام الغربي بجانبها ومساندتها، في حين أن الرواية الفلسطينية تفتقد لكل هذه الإمكانيات والدعم والخبرة والخطاب الإعلامي الذي من خلاله ننقل روايتنا إلى الآخرين. بل على العكس تمامًا، فالرواية الفلسطينية تُحارَب من دولة الاحتلال ومن الغرب بكافة الوسائل حتى لا تصل الحقيقة التي تعري هذا الكيان الاستعماري وحكومات الغرب الراعية له.
لقد جنّد الغرب كل إمكانياته الرقمية لتعزيز الرواية الصهيونية. فما واقع السردية الرقمية الإسرائيلية في الغرب؟ هذا ما سوف نبحثه في القسم الثالث من هذا المبحث.
واقع الرواية الرقمية الإسرائيلية في الغرب:
نقلت الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية روايتها إلى الغرب بوسائل تقنية عالية، وبدعم غربي كامل لها حتى تستطيع من خلال التطور التقني والتكنولوجي مخاطبة شعوب العالم، وتنقل روايتها حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يتماهى مع مصلحتها الإعلامية في تجميل صورتها للعالم بقلب الحقائق والتضليل من أجل إزالة وصمة العار بأنها آخر احتلال في التاريخ.
لقد حملت الدبلوماسية الرقمية إلى الغرب من خلال الرواية الإسرائيلية عدة رسائل سنعرف مضامينها في هذا القسم وما شكلته من خطورة على القضية والرواية الفلسطينية.
1-إظهار وجه التشابه وقوة العلاقة بين دولة الاحتلال ودول الغرب وخاصة أمريكا:
العلاقة بين دولة الاحتلال والغرب وأمريكا على وجه الخصوص علاقة تاريخية وعميقة، تطورت مع تطور أشكال العلاقات الدولية، وفي زمن التطور التكنولوجي فإن التعاون والحوار والاهتمام المشترك بينهما شمل العديد من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط والعالم بشكل عام، وأساسها المصالح المشتركة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والعمل على النهوض بها.
إن ما تحدثنا عنه من مرتكزات الرواية الإسرائيلية، وتحديدًا الأسطورة الدينية المتعلقة بضرورة تجميع اليهود في فلسطين من أجل التعجيل بنزول المسيح وبداية الألفية السعيدة وتحويل اليهود إلى المسيحية، ساعد الرواية الإسرائيلية على الاستحواذ على عقول وعواطف شرائح كبيرة من المجتمعات الغربية على الصعيدين الرسمي والشعبي. كما أن هناك ملايين من أتباع الكنيسة الإنجيلية من أصحاب النفوذ الذين يروجون لدعم دولة الاحتلال في الغرب كونها مشيئة إلهية.
بالإضافة إلى أن هناك قاسمًا مشتركًا في غاية الأهمية؛ حيث إن الدول الغربية هي دول استعمارية من حيث التكوين والمضمون، وتقوم على نظرية “عبء الرجل الأبيض”، وإنشاء دولة إسرائيل ما هو إلا امتداد وتشابه بل تطابق في النهج، ووحدة في الفكر الاستعماري الاستيطاني. ودائمًا تصف إسرائيل نفسها بأنها دولة ذات حضارة غربية، وتضع نفسها في مقدمة الدول لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الغرب كتصدٍ للإرهاب، وتصور نفسها – وخاصة بعد أحداث سبتمبر – بأنها ضحية الهجمات الإرهابية.
وقد سخرت دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لهذه العلاقة بأنها قوية ومتينه، مما يلاقي استحسانًا لدى الشعوب الغربية وخاصة أمريكا. فنرى في عيد الاستقلال الأمريكي كيف تقدم دولة الاحتلال التهاني وتُظهر سعادتها من خلال صور وفيديوهات تُبث على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحكومة الاحتلال، كفتاة إسرائيلية ترتدي ثوبًا عليه العلم الأمريكي والإسرائيلي، ويحصد هذا المشهد آلاف الإعجابات والتعليقات من قبل الشعب الأمريكي الذي يُشيد بهذه العلاقة، ومن ثم تستغل دولة الاحتلال هذا التفاعل في بث روايتها، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي تحاول إخراجه من مضمونه السياسي، والتوجه إلى مبررات وذرائع اقتصادية.
2-إظهار دولة الاحتلال على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة:
تقدم الرواية الإسرائيلية دولة الاحتلال على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، كما تدعي هذه الرواية بأن جيش الاحتلال هو الجيش الأكثر أخلاقية، وأن سلوكه يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب. ودائمًا نرى كيف تستغل الأوضاع العربية حولها من تشرذم وتخلف الأنظمة السياسية العربية وغياب الحريات لتتغنى بنظامها السياسي والانتخابي والفصل بين السلطات والحريات الفردية والجماعية. وفي الوقت نفسه تتجاهل الرواية الإسرائيلية أنها تروّج لدولة استيطانية احتلالية تستولي على أراضي الغير بالقوة العسكرية، كما تتجاهل التمييز العنصري ضد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل، ويتجاهل الإعلام الإسرائيلي هذه الحقائق ويسعى باستمرار إلى تغييبها عن الشعوب الغربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقدمًا لنا مشاهد الإنسانية لجنود الاحتلال وهم يقدمون المساعدة للمصلين في شهر رمضان المبارك مثل توزيع قناني المياه ومساعدة المسنين الفلسطينيين وذوي الحالات الخاصة. وتتجاهل الرواية أن هذه الصور والفيديوهات أُخذت من خلال حواجز عسكرية تقيّد حرية المواطنين الفلسطينيين وتجبر قسمًا كبيرًا منهم على سلوك طرق طويلة ومتعبة. وهذه المشاهد تتكرر في أحداث السابع من أكتوبر 2023، وبعد دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة، فقد نقلت وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية فيديوهات للجنود وهم يقدمون الطعام والشراب للأسر النازحة، متناسين حجم الإبادة الجماعية التي ارتكبوها ضد المدنيين الفلسطينيين. ولكن هذه المشاهد وجدت طريقها إلى العالم الغربي من خلال صفحات رسمية مثل صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” وصفحة “المنسق”، وحصلت على العديد من التعليقات الإيجابية والإعجابات والثناء عليها، لتجميل صورة الاحتلال وتجاهل قتل الأطفال والنساء والشيوخ وغيرها من الانتهاكات اليومية لجيش الاحتلال.
3 – تضخيم أسطورة الهولوكوست ومعاداة السامية
سخرت دولة الاحتلال دبلوماسيتها الرقمية في الغرب من أجل نشر مقاطع فيديو وأفلام وثائقية تتحدث عن معاناة اليهود في إسرائيل من اللاسامية والكراهية لليهود بشكل عام، وذلك من خلال إظهار الفلسطيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب كمحرض على الإسرائيليين واليهود، وتدعمها بمشاهد الفلسطينيين الذين يقومون بمحاولات الطعن والقتل الفردية وتصفهم بـ”الذئاب المنفردة”، وما لهذا المصطلح من مضمون عنصري، متجاهلة هذه الرواية أعداد الفلسطينيين الذين أُعدموا بمجرد الاشتباه بمحاولات الطعن، بل أحيانًا يُوضع سكين بجانب جثة الشهيد من أجل تبرير القتل. وكذلك تصوير المنشورات وبيانات الفصائل على أنها تحرض الشعب الفلسطيني لقتل اليهود، دون أن تجيب هذه الرواية لماذا يفعل الفلسطينيون هذا؟ فتنقل الرواية الإسرائيلية إلى الغرب بخلاف الحقائق بسردية مضللة عبر صفحات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، وتلاقي رواجًا وتفاعلًا عاطفيًا مع الإسرائيليين، وهذا دليل على أن الرواية الإسرائيلية التي صُنعت في الغرب راسخة في العقلية الغربية والأمريكية كونها تخدم طموحاتهم الدينية والاستراتيجية في المنطقة، وخاصة على المستويين الرسمي والديني.
4 شيطنة الفلسطيني
عمدت دولة الاحتلال من خلال إعلامها ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تشويه النضال الفلسطيني ووصمه بالإرهاب، فهي الضحية والمعتدى عليها من قبل الفلسطينيين، فكانت تصور الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام ممارسات جنود الاحتلال الذين يقومون بالقتل وتعجيز الشباب على الحواجز العسكرية وتفتيش دقيق يرافقه الضرب والتهديد والحجز، ناهيَك عن هدم البيوت للمواطنين المقدسيين بحجة مخالفتها لقوانين البناء، وغيرها من ممارسات المستوطنين في سرقة الأراضي والاعتداء على المحاصيل الزراعية وقطع الأشجار وحرق المنازل بسكانها كما حدث مع عائلة دوابشة. فقائمة الانتهاكات تطول، وهذا يولد ردة فعل طبيعية ضد الاحتلال، ومن حق الشعب الفلسطيني حسب القوانين الدولية الدفاع عن نفسه وممتلكاته، لكن الرواية الإسرائيلية تتجاهل هذه الانتهاكات شبه اليومية وتضخم عمليات المقاومة الفلسطينية ومقتل المستوطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتصف الأضرار النفسية التي وقعت على عائلاتهم، وتركز على مشاهد الأسى والحزن والبكاء والعويل أثناء الجنازات لاستعطاف الرأي العام الغربي؛ لتصف للعالم “الإرهاب الفلسطيني” الذي تتعرض له، والذي أصبحت ضحيته. هذا ليس غريبًا على دولة الاحتلال، ولكن الطعنة التي يتلقاها الفلسطيني أن يتم شيطنته من قبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل العربية، وخاصة بعد التطبيع العربي الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين.
واقع الرواية الإسرائيلية في الإعلام الغربي
لقد لاحظنا من خلال هذه الدراسة وبعد الاطلاع على العديد من المصادر، أن فضائيات الإعلام الغربي ووسائل التواصل الاجتماعي تتبنى الرواية الإسرائيلية وتقدم الدعم لها بكافة الوسائل والإمكانات، وتتعامل مع الأحداث في الأراضي الفلسطينية كما تتعامل معها وسائل الإعلام الإسرائيلية. فالضحية الفلسطينية في الإعلام الغربي بلا عنوان، مما يجعلها بعيدة عن التعاطف والتضامن، بينما يركز الإعلام الغربي على معاناة الإسرائيليين مما يمكّن المواطن الغربي من التعرف عليها من خلال الصور والفيديو وإظهار الجاني وجنسيته، وبالتالي تغييب معاناة الفلسطينيين وإبراز المعاناة الإسرائيلية، وإيقاع المسؤولية على الفلسطيني في التسبب بها. كما يعتمد الإعلام الغربي منذ بداية أي حدث على تقديم المصادر الإسرائيلية من خلال رواية جيش الاحتلال أو من خلال مسؤولين في حكومة الاحتلال، ومن ثم تأتي المصادر الفلسطينية التي يُمرّ عليها مرورًا سريعًا.
في المقابلات المباشرة كان دائمًا يُطلب من الضيوف الفلسطينيين تقديم إدانة للمقاومة والمنظمات الفلسطينية، ولم نجد ذلك الطلب من مسؤول إسرائيلي عبر الإعلام الغربي بإدانة جيش الاحتلال وممارساته القمعية واستخدام القوة المفرطة ضد شعب أعزل. تعمل الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الغربية، ومؤيدو وداعمو الرواية الإسرائيلية على المقاربة بين الضحية والجلاد، فإذا قام فلسطيني بفعل ما، يُسلّط الضوء عليه وعلى هويته وتكون صيغة الفاعل المباشرة حاضرة في كل النشرات، أما إذا كان الاعتداء قام به الجيش الإسرائيلي أو المستوطنون، فإن هوية الفاعل والضحية تبقى غامضة، ويُشار إلى تلك الأحداث بعبارات مثل “اشتباكات” و”تصعيد”.
ففي أثناء أحداث القدس، تم إصابة ما يقارب 300 فلسطيني، فقد أسقطت الفضائيات الإعلامية الغربية والصحف والمواقع الإلكترونية ذكر الضحايا، ولم تحدد من المعتدي والمعتدى عليه. فقد أشارت قناة “فرانس 24” الناطقة بالإنجليزية مثلًا إلى وقوع “مئات الجرحى في اشتباك بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المسجد الأقصى في القدس”، واستخدمت رويترز كذلك ذات العنوان تقريبًا: “اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين تخلف عشرات الجرحى”. وهو ما تكرر في اليوم التالي على “بي بي سي”: “عشرات الجرحى في اشتباكات في القدس”، دون تحديد هوية المعتدي أو المعتدى عليه، ولم تتناول حجم الإصابات ونوعيتها وشكلها ونوع الأسلحة المستخدمة. وفي أحداث السابع من أكتوبر 2023، تشكك وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، وتتساوق مع الرواية الإسرائيلية بأعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين، وأنها لم تصل إلى حد الإبادة الجماعية. ففي تقرير “إنترسبت” للتغطية الإعلامية الرئيسية، تبين أن وسائل إعلام غربية وأمريكية مثل: “نيويورك تايمز”، “واشنطن بوست”، و”لوس أنجلوس تايمز”، لعبت دورًا مهمًا في تكوين صورة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من وجهة النظر الأمريكية، ولم تُعطِ الجانب الفلسطيني التغطية الكافية، سوى القليل حول الحصار والحرب وأثرها على الأطفال والنساء ومقتل الصحفيين، بينما ركزت على القتلى الإسرائيليين ونقلت الصورة بلغة عاطفية. نلاحظ هنا كيف تجاهلت وسائل الإعلام والمواقع الرقمية الغربية أحقية الشعب الفلسطيني بالقدس، وعدم شرعية وجود الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس الشرقية، واستخدام الشرطة الإسرائيلية المفرط للقوة، رغم وجود مئات الصور والفيديوهات التي تفضح ممارسات الاحتلال في القدس. بل صبت اهتمامها على معاناة الإسرائيليين المزيفة، والدفاع عن الرواية الإسرائيلية بسرديات مضللة.
نرى هنا أوجه الشبه بين أحداث حي الشيخ جراح عام 2021 وأحداث السابع من أكتوبر 2023 في كيفية تعامل الإعلام الغربي والإسرائيلي مع الضحية، وكأن هناك ثباتًا في السياسة الإعلامية الغربية، إلا أنها بدأت تتآكل نتيجة جهد النشطاء الفلسطينيين الرقميين الذين فضحوا ممارسات الاحتلال وكشفوا جرائمه ضد المدنيين. يستخدم الإعلام الغربي في تقاريره الإخبارية أسماءً وعبارات دون التسمية المباشرة، حيث أطلق على المسجد الأقصى في عناوينه الإخبارية عبارات مثل “المزار المقدس” أو “الموقع المقدس”، ففي “أسوشيتد برس” و”نيويورك تايمز” يتحول المسجد الأقصى إلى “مزار مقدس”، بينما تشير إليه شبكة “ABC” بعبارة “الموقع المقدس”، وهذا يخرج الخبر من مضمونه الصحيح، حيث يتجاهل أن مئات الفلسطينيين الذين جُرحوا نتيجة اعتداء شرطة الاحتلال كانوا معتكفين داخل المسجد الأقصى. وفي تساوق مع الروايات الإسرائيلية، تقدم وسائل الإعلام الغربية عملية إجبار المواطنين المقدسيين على ترك منازلهم بالقوة القسرية بأنها إجراءات إخلاء. ففي “نيويورك تايمز” نطالع العنوان: “الإخلاءات في القدس في مركز النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”، كما تسقط العديد من التقارير ذكر حي الشيخ جراح، أو تتجنب بيان أنه يقع في القدس الشرقية.
هذا واقع موجز لدعم وسائل الإعلام الغربية لدولة الاحتلال، إلى جانب الدعم المادي وتسخير الإمكانيات وتأثير اللوبي الصهيوني وممارساته للضغط على وسائل الإعلام وشركات التواصل الاجتماعي من أجل إظهار الرواية الإسرائيلية وتغييب الرواية الفلسطينية.
خطر الرواية الإسرائيلية على القضية الفلسطينية
من خلال هذا العرض يمكن تصور خطر هذا النوع من الروايات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية، إذ لا تقل خطورة عن الروايات الإسرائيلية التاريخية والدينية، بل هي متداخلة وذات هدف عام مشترك يتمثل في أحقية إسرائيل في أرض فلسطين وتبرير الاحتلال والاستيطان. فكان لا بد من صنع رواية مضللة ذات طابع عاطفي لتستحوذ على الرأي العام الغربي، وذات طابع ديني تاريخي تنقل تجارب اليهود و”إبداعاتهم الثقافية والفنية” المزعومة لإثارة إعجاب الغرب، ولتتلاقى مع معتقداته الدينية. ولهذا كان لا بد من دعمها من قبل الغرب لإكمال مشروعه الاستعماري والنهوض بها من خلال دولة وظيفية تقوم بدور استعماري بالوكالة في المنطقة العربية.
إن خطر الرواية الإسرائيلية ومصطلحاتها يكمن في سعيها لتشويه نضال الشعب الفلسطيني ووصفه بالإرهاب ومعاداة السامية، بينما تُجمّل الرواية الإسرائيلية الاحتلال وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي باعتباره ضحية ومُعتدى عليه من قبل الفلسطينيين. وسخّرت دولة الاحتلال كل إمكانياتها الإعلامية لتسلل السردية الإسرائيلية إلى العالم والحصول على الدعم السياسي في أروقة المؤسسات الدولية لتبرير احتلالها وسيطرتها على الأراضي الفلسطينية بالاستيطان، مما يقتل خيار الدولة الفلسطينية.
إن ما يفسر عدم اكتراث دولة الاحتلال وعدم انصياعها للقرارات الدولية هو الدعم الغربي الاستعماري لها، لاقتناعه بالرواية الإسرائيلية وأسطيرها الدينية والتاريخية المزعومة التي كان له الدور الكبير في صناعتها ونسجها للتخلص من يهود أوروبا، وخلق كيان استعماري يفصل العالم العربي إلى شطرين ويؤمن مصالحه الاقتصادية والعسكرية في المنطقة العربية ذات الموقع الاستراتيجي والمخزون النفطي الكبير.
من خلال السردية الإسرائيلية التي تحتل مكانة في الإعلام الغربي، على عكس السردية الفلسطينية المضطهدة في الفضاء الإعلامي والرقمي الغربي، يتم إخفاء الحقائق والترويج للمفاهيم والمصطلحات والروايات الإسرائيلية لتبقى سيدة المشهد في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الغربية، لتحصد التأثير على الرأي العام واستعطاف الشعوب الغربية، وتغيب الحقيقة التي تقوم عليها الرواية الفلسطينية، والمساواة بين الضحية والجلاد، وبين المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني ووصفها بالإرهاب، وحتى بالتلاعب بالمصطلحات مثل وصف ما يجري بين الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال بأنه “نزاع على الأراضي الفلسطينية”، مما ينزع عنها صفتها الحقيقية وهي الاحتلال ونظام الفصل العنصري، وهذا يؤدي إلى طمس هوية المكان وتاريخ سكانه.
تدرك دولة الاحتلال الإسرائيلي جيدًا أهمية النشاط الدبلوماسي الرقمي الرسمي والشعبي على الساحة الدولية، بما يخلقه من ضغوط عليها، لذلك أعدت العدة للمواجهة الإعلامية والرقمية لتجنب الانتقادات والضغوط التي تعيق مساعيها الاحتلالية والاستيطانية. فهي تريد أن يكون المشهد الفلسطيني مغيبًا بالكامل عن الشعوب الغربية، وقد مارست كل الضغوط على شركات التواصل الاجتماعي من أجل حجب المحتوى الفلسطيني، وقيام جيش الاحتلال بملاحقة الصحفيين والنشطاء، وحذف كل عبارة تخص المقاومة الفلسطينية أو صور الشهداء وهدم البيوت واعتداءات الجيش والمستوطنين وانتهاك الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس، وغيرها من الممارسات غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني. وكان الخطر الأكبر في تسلل الرواية الإسرائيلية إلى العالم العربي الذي تُوّج بإقامة التطبيع من قبل دول عربية ذات بعد جغرافي عن دولة الاحتلال، كما فعلت الإمارات والبحرين، وما يجري الحديث عنه من تطبيع بعض الدول كالمغرب والسودان.
المراجع والمصادر
- مصطفى البرغوثي، “حرب الرواية والقوة الكامنة”، وكالة الأنباء وطن، 16 كانون الأول 2022، (تاريخ الدخول: 5 شباط 2024)، https://www.wattan.net/ar/news/391033.html
- مهند مصطفى، “أسطورة جوليات فلسطين”، عرب48، 28 نيسان 2008، (تاريخ الدخول: 5 شباط 2024)، https://www.arab48.com
- محمود محارب، “الأرشيفات في إسرائيل والرواية التاريخيّة الإسرائيليّة والنكبة”، عرب48، 6 تشرين ثاني 2011، (تاريخ الدخول: 8 آذار 2023)، https://www.arab48.com
- مصطفى كبها، “وسائل الإعلام العبرية ودورها في الانتفاضة”، قضايا إسرائيلية، العدد 4، تشرين الأول 2001، ص 120
- باسل النيرب، “الإعلام الإسرائيلي: نماذج واقعية لتغطية الأزمات السياسية”، الحملة العالمية لمقاومة العدوان، 27 كانون الأول 2010، (تاريخ الدخول: 21 آب 2023)، http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=7681
- عيد، باسم، “التراشق بالكلمات: تغطية وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية للانتفاضة”، مجلة الرقيب، القدس، 2001، ص 28
- محمد المنشاوي، “لماذا تدعم أمريكا إسرائيل بشكل غير محدود”، الجزيرة نت، 17 نيسان 2021، (تاريخ الدخول: 22 حزيران 2023)، https://www.aljazeera.net/politics/2021/5/17
- ليندا شلش، “أحداث فلسطين تسقط القناع عن دبلوماسية إسرائيل الرقمية”، TRT عربي، 26 أيار 2021، (تاريخ الدخول: 20 آب 2023)، https://www.trtarabi.com/opinion/-5562197
- أفنان دويكات، “صفحات الاحتلال الناطقة بالعربية على وسائل التواصل الاجتماعي”، مركز مسارات، 20 يناير 2020، (تاريخ الدخول: 20 آب 2022)، https://www.masarat.ps/article/5624
- تينا نبهان، “دور الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية في تعزيز الصورة النمطية لصراع الفلسطيني الإسرائيلي لدى مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية”، رسالة ماجستير، جامعة النجاح 2019، ص 87
- محمد خمايسة، “تغطية الإعلام الغربي لفلسطين.. عن قتل الضحية مرتين”، الجزيرة، 11 مايو 2021، (تاريخ الدخول: 20 حزيران 2023)، https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1478
- TRT عربي، “تحيز كامل للأعلام العربي لإسرائيل”، 11 يناير 2024، (تاريخ الدخول: 10 شباط 2024)، https://www.trtarabi.com
- محمد المغير، “تقييم الخطاب الفلسطيني نحو الغرب”، ورقة قدمت إلى ندوة تطوير الخطاب الفلسطيني، غزة، 28 أيار 2016، https://www.iugaza.edu.ps/p10543
- دونيا الوطن، “دور الدبلوماسية الرقمية في خدمة القضية الفلسطينية”، 15 تموز 2018، (تاريخ الدخول: 1 أيلول 2023)، https://www.alwatanvoice.com/arabic/news
- رفعت العرعير، “استثمار وسائل التواصل الاجتماعي”، ورقة قدمت إلى ندوة تطوير الخطاب الفلسطيني، غزة، 28 أيار 2016، https://www.iugaza.edu.ps/p10543
- نور عودة، “السياسات الإعلامية”، موقع امد، 21 كانون الأول 2021، (تاريخ الدخول: 15 أيلول 2023)، https://www.amad.ps/ar/post/436764
- فادي أبو بكر، “أهمية الإعلام في تعزيز الرواية الفلسطينية”، وكالة الأنباء وطن، 26 آذار 2022، (تاريخ الدخول: 28 آب 2023)، https://www.wattan.net/ar/news/367791.html
- أسيل الأخرس، “الدبلوماسية الرقمية في مواجهة الرواية الإسرائيلية.. ولكن”، وكالة وفا، 17 شباط 2018، (تاريخ الدخول: 29 آب 2023)، https://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=fhhtm2a812297391675afhhtm2
- عمار جمهور، “إشكالية الرواية الفلسطينية”، الرأي اليوم، 4 آب 2003، (تاريخ الدخول: 20 آب 2023)، https://www.raialyoum.com
- منتصر جرار، “الدبلوماسية الشعبية مدخل لتعزيز الفعل السياسي الفلسطيني”، جريدة الأيام، 29 مايو 2021، (تاريخ الدخول: 8 أيلول 2021)، https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id