ترجمات عبرية

معاريف: هل سيعلن ترامب الحرب مرة اخرى اذا لم يفز بجائزة نوبل؟

معاريف 510/2025، بن كسبيت: هل سيعلن ترامب الحرب مرة اخرى اذا لم يفز بجائزة نوبل؟ 

إحدى الميزات البارزة لعصر دونالد ترامب هي أنه حتى عندما تقع الاحداث التي يصعب فهمها وتفاجيء الجميع، لا يمكن ان نقرر بيقين فيما اذا كان هذا شرا أم خيرا، وهل ينبغي لنا أن نكون الان متفائلين أم متشائمين والاهم اذا كانت هذه نهاية تامة أم انه بعد يومين او أسبوعين سينقلب هذا مرة أخرى رأسا على عقب.

عموما، اعلن الرئيس الأمريكي امس عن نهاية الحرب. اما بالتفاصيل، فاذهب لتعرف اذا كان هذا سيحصل. احدى نظريات المؤامرة تعتقد أن عيني ترامب لا ترنوان الى غزة، الدوحة أو أنقرة بل الى أوسلو – هناك يفترض ان يعلنوا في نهاية الأسبوع القادم عن الفائزين في جائزة نوبل، وبالتالي استغل ترامب نهاية الأسبوع هذه كي يدرأ الشك. السؤال هو ماذا سيحصل اذا تبين له، لا سمح الله، انه لم يفز، فهل في مثل هذه الحالة سيعلن مرة أخرى الحرب؟

موجز الاحداث الأخيرة يمكن أن يبعث على الدوار حتى لسائق سباق متمرس. ففي يوم الجمعة، قبل وقت قصير من دخول السبت، بدا ترامب كفاحيا اكثر من أي وقت مضى واعلن عن انذار جديد: حماس ملزمة بان تعطي جوابا على مخططه حتى الليلة التي بين الاحد والاثنين. والا، وتخمينكم صحيح، ستفتح بوابات الجحيم.

في ذات الوقت تقريبا تحدث رجال ترامب ورجال نتنياهو انهم لن يقبلوا بجواب متملص. لن يكون “نعم ولكن”. كما لن تكون مفاوضات متجددة. على حماس أن تأخذ القرار. خذه او دعه. هكذا ببساطة.

وعندها ردت حماس بـ “نعم ولكن” الذي هو اقرب الى “لا”، وذلك رغم أنهم يوافقون على البدء بتحرير المخطوفين وفقا لمخطط ترامب “ليس الجميع وليس في غضون 72 ساعة”، لكنهم لا يوافقون على تجريد القطاع، لا يوافقون على قوة متعددة الجنسيات ويريدون أن يخوضوا مفاوضات على كل هذه التفاصيل.

وماذا يفعل ترامب؟ يعلن عن نصر تاريخي وسلام أبدي. “لا” لحماس ترجمت من العربية الى انجليزية ترامبية وأصبحت “نعم”. فقد سارع ترامب بالتهنئة على المنجز وتبكير المتأخر، وعلى الطريق أمر إسرائيل بوقف القصف في غزة. اما إسرائيل، أي نتنياهو، فمسح البصاق عن وجهه وأطاع.

من السابق لاوانه ان نعرف الى اين سيفضي كل هذا. واضح ان ترامب استنفد العرض ويريد التخلص منها. واضح أن قطر هي الحليف الأهم والاكبر للامريكيين في الشرق الأوسط، بكثير. واضح انه في المكان الثاني بعدها توجد تركيا، واضح أن رون ديرمر الذي يحظى في الآونة الأخيرة بتيجان كثيرة ويوسف كـ “عبقري الجيل” عاد الى حجمه الطبيعي. واضح أنه يحتمل ان نكون وصلنا أخيرا الى “النصر المطلق” – لكن هذا ليس بفضل النصر، بل لان ترامب قرر.

واضح أيضا أن شيئا من وعود وهذيانات اليمين المتطرف ونتنياهو لن يحصل حقا على الأرض: لن تكون ريفييرا في غزة، لن يكون ضم، لن تبنى مستوطنات جديدة في غزة، لن يكون تهجير طوعي او قسري، لن نلاحق مخربي حماس حتى آخرهم، إذ ليس لاحد ما يكفي من الوقت لهذا. على إسرائيل أن تعود الى ارض الواقع، ويحتمل أن يكون دونالد ترامب اعادها اليها.

تدل المؤشرات على أن ترامب يعمل بوظيفة كاملة لدى القطريين منذ زمن بعيد لكن هذه طلت في نهاية الأسبوع من على كل شاشة وبرزت على كل حائط. مكالمة ترامب وأمير قطر الهاتفية في يوم الغفران بشرت بحلول الربيع، او الشتاء (هذا منوط بزاوية النظر الى ذلك). حقيقة أن قطر وتركيا سارعتا لنشر بيانات تأييد لرد ترامب على رد حماس تدل على أن كل شيء مخطط. اما إسرائيل فقد دخلت الى كمين زرع بعناية ووجدت نفسها في ساحة الغام اعدت مسبقا. وتراوح المحور المنفذ بين واشنطن والدوحة وأنقرة. من يملى عليه في هذه المراسلات هو الرئيس المصري السيسي كشريك صغير.

السؤال هو، أين نحن. اين النفوذ العظيم لديرمر على البيت الأبيض، كيف يحتمل ان قبل نصف دقيقة من حصول كل هذا كنا نعلن بثقة بالنفس لانه “لن تكون مفاوضات” وان خطة ترامب هي منتج نهائي لا جدال فيه وما شابه وهلمجرا، ونصبح نكتة بعد دقيقة. إذ غدا سيسافر الى القاهرة وفد المفاوضات الإسرائيلي الأكبر منذ 7 أكتوبر.

الحرج والدهشة في أوساط نتنياهو ورجاله مساء الجمعة، بعد نشر بيان الرئيس ترامب (“حماس اختارت السلام”) لم يكن لهما ثمن. في صالح رئيس الوزراء ينبغي أن يقال انه انتعش بسرعة وقام بالفعل الصحيح: اطاع ترامب، قال “نعم”، لم يضع مصاعب، وبعد ذلك، كعادته، حاول ان يلي الخريطة لصالحه. “كل شيء منسق، نصر عظيم لرئيس الوزراء”، قال لمن قال له على مدى السبت.

أتدرون؟ فليكن. حسنا. نصر عظيم. بيروس يتقلب في قبره. المهم انك فهمت بانه يجب انهاء الحرب، إعادة المخطوفين (بترتيب معاكس) والفهم بان لا، لا يمكن ان تشطب حماس من على الخريطة. غزة يمكن، اما حماس فأقل. وحان الوقت لوقف النزيف ومحاولة البدء بترميم ما ابقيت من العلامة التجارية “إسرائيل”.

ولا يمكن بدون بضع كلمات عن تركيا. الى جانب قطر هي العراب الرئيس للحدث. هذا لن يقال في صالحنا. رجب طيب اردوغان ليس محبا لصهيون. هو كاره لإسرائيل. هو يفعل كل ما يمكنه كي يضيق على خطانا في كل مجال وفرع ومنطقة في المحيط. هو يوشك على أن يحصل على قاذفات الشبح من الأمريكيين وهو احد العناصر الذين حثوا ترامب على الخطوة الحالية وحماس على جوابها المتملص. هذا الائتلاف للاخوان المسلمين، من الدوحة عبر أنقرة، دمشق وغزة هو المحور الجديد الذي أقامه نتنياهو هنا حولنا، بعد ان نظف المحور الشيعي.

لو كان نتنياهو أخذ المسؤولية عن 7 أكتوبر لكان ممكنا أن نعطيه بسرور الحظوة على إنجازات الحرب. ليس في هذا حاجة حقيقية، فالتاريخ سيفعل هذا أيضا. السؤال هو ما الذي سيولده اليوم. الى اين ستأخذنا هذه الاحداث الان واساسا ماذا سيكون مصيرنا بعد عصر ترامب (الذي سينتهي في اقصى الأحوال بعد ثلاث سنوات). في هذه الاثناء الأهم هو الاجتهاد الا نفجر بالون الفرصة الحالية، الا نضيف مصاعب الى الترهات وان نعيدهم الى الديار. الان.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى