ترجمات عبرية

هآرتس: مع بعض المساعدة من ترامب، نتنياهو يقتاد إسرائيل الى كارثة سياسية وأمنية

هآرتس 3/10/2025، يوسي فيرترمع بعض المساعدة من ترامب، نتنياهو يقتاد إسرائيل الى كارثة سياسية وأمنية

عشية يوم الغفران وقبل بضع ساعات من وجبة السحور تبين لإسرائيل ولكل العالم ان الاعتذار المهين امام رئيس حكومة قطر، الذي فرض على بنيامين نتنياهو في الغرفة البيضوية، كان المقبلات، أو القطعة الأولى من النقانق الطويلة والثقيلة بشكل خاص.

هذا بدأ في مساء يوم الاثنين، في ذروة اللقاء بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. البيت الأبيض نشر اعلان مفصل بشكل خاص فيما يتعلق بالاعتذار. ولم يتم إخفاء أي تفصيل. بعد ساعة من ذلك نشر صورة ظهر فيها ترامب وهو يتحدث مع رئيس حكومة قطر محمد آل ثاني والى جانبه شخص آخر، وهو رئيس حكومة قوي من اليمين، وجهه متكدر وعيونه تشخص جانبا وكأنه يسأل من أين سيأتي من يساعدني.

في اليوم التالي وكأن كاس السم لم تستنفد، أصدرت حاشية الرئيس صورة أخرى ظهر فيها نتنياهو وهو يتحدث مع آل ثاني، ويقرأ اعتذاره من ورقة. الى جانبه ترامب والهاتف على ركبته ونظرته متجهمة، مثل الاب الذي اكتشف للتو ان ابنه حطم نافذة الجار، وهو يأمره: “اعتذر الآن!”.

أيضا بهذا فان ترامب ورجاله لم يكتفوا. قبل مساء العيد نشر براك ربيد من واشنطن بانه في منتهى السبت، حيث انهم قدروا في البيت الأبيض ان رئيس الحكومة ينوي رفض خطة الرئيس، اتصل ترامب بنتنياهو وهدده: “اما ان تقبل ذلك أو ترفضه. واذا رفضته فنحن سنتخلى عنك” (باللغة الإنجليزية هذه الجملة تبدو افضل).

وقد نشر أيضا ان ترامب تلقى بتفهم عدة تحفظات من نتنياهو في أمور امنية، لكنه رفض طلبات للاهتمام بوضع الائتلاف لرئيس الحكومة (في المقابل، هو اكد له، وحتى أوضح ذلك بصوته في المؤتمر الصحفي، بانه اذا رفضت حماس الاقتراح فان مع نتنياهو الضوء الأخضر ليفعل كل ما يخطر بباله في غزة).

من اعتقد أو امل بان القضية انتهت هنا خاب امله كثيرا عندما عرف عن الامر الرئاسي الاستثنائي جدا للإدارة الامريكية، الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة بانها ترى في “أي هجوم مسلح على أراضي أو سيادة أو البنى التحتية لقطر… تهديد لسلامة وامن الولايات المتحدة”. وفي حالة هجوم ضد قطر فان الولايات المتحدة ستعمل بـ “كل الوسائل القانونية المناسبة – الدبلوماسية، الاقتصادية، واذا كانت حاجة العسكرية أيضا، للدفاع عن مصالح قطر”. حتى الآن توجد دولتان هاجمتا قطر: ايران ضد قاعدة عسكرية أمريكية ردا على قصف المنشآت النووية في حرب الـ 12، وإسرائيل ضد قادة حماس. الإدارة الامريكية ربطت ايران وإسرائيل برزمة واحدة وغلفتها بغلاف ملون وقدمته كهدية لامير قطر.

الاتفاق غير المسبوق الذي مشكوك فيه ان يكون متاح في إدارة بايدن، أوباما، بوش أو كلينتون، هو ضربة كبيرة لإسرائيل، حكومتها، وبالاساس رئيس حكومتها المهمل وعديم المسؤولية، الذي أمر بالهجوم خلافا لرأي كل رجال الامن ذوي العلاقة (باستثناء ش. القائم باعمال رئيس الشباك، والذي ربما أمل الحصول على التعيين الدائم).

ان قراءة الوثيقة ليست اقل من مذهلة. وزير الخارجية الأمريكي، كما كتب، يؤكد من جديد على وعد أمريكا، وحتى انه سينسق ذلك مع حلفاء وشركاء آخرين، “لضمان خطوات دعم مكملة”، أي ان الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج وتركيا بالطبع، ستبلور جبهة ضد أي دولة تريد مهاجمة أي شخص كان، مهما كان حقير، على أراضي قطر. هذه كارثة سياسية وامنية، والمسؤول عن ذلك هو من تفاخر على الفور بعد الهجوم وقال: “أنا اتخذت القرار”.

سنرى ما الذي ستفعله المعارضة مع هذه الفرصة التي سنحت لها. يمكننا تخيل برعب حجم الضجة الكبيرة التي ستحدث في إسرائيل لو حدث شيء مشابه في عهد حكومة بينيت – لبيد. لكان البيبيون قد احرقوا منازلهم احتجاجا عليهم، ولكانت مظاهرة نظمت في ساحة صهيون، ولكانت الكنيست انعقدت، ولكان نتنياهو نشر فيديو تلو فيديو. هكذا انتهت على الأقل في الوقت الحالية قصة الهجوم الفاشل على المنزل في الدوحة، الذي وصفته ابواق نتنياهو بأنه “الفشل الأكثر نجاحا” (او ما شابه ذلك من هراء). لقد اهين رئيس الوزراء، ثم اهين مرة أخرى، وحصلت قطر على التزام امريكي، أي حمايتها من إسرائيل، واصبح بإمكان قادة حماس الباقين التحرك بحرية، بل وتوثيق تحركاتهم مباشرة، بدون خوف على سلامتهم. الليكود وحده هو القادر على ذلك.

مسألة زخم

العناق القوي الذي اعطي لقطر من واشنطن يجب إضافة اليه واحد آخر، الذي حصل عليه الرئيس التركي. ترامب لم يوفر أي مشهد للمحبة والتقدير ومرورا بالتمجيد لرجب طيب اردوغان، بما في ذلك فيديو مفعم بالعاطفة نشره بعد اللقاء بينهما.

إسرائيل منعزلة في العالم، مقاطعة ومنبوذة بسبب الاشمئزاز منها. كلمة “إبادة” تسمع مقرونة بها تقريبا في كل قناة اعلام غربية. هذا من صنع الايدي الشريرة لزعمائها. ولكن وصول محور الدوحة – انقرة الى مستوى نفوذ كهذا في الشرق الأوسط، أيضا هذا مسجل على اسمه. لقد اشعل الحريق حاول اطفاءه بالنفط. الدولتان اللتان تدعمان الاخوان المسلمين وتعملان ضد إسرائيل، هما افضل أصدقاء واشنطن الجديدة، التي اعتقد نتنياهو بانه يمكنه التلاعب بها بسهولة 24/7، أليس هذا أمر ساحر.

لفضله نقول ان الوصول الى اللقاء في البيت الأبيض في يوم الاثنين كان في الوضع الأفضل الذي كان يمكن ان يتاح في هذه الظروف. كان من الواضح ان وثيقة النقاط، التي القاها الرئيس بعيون نصف مغمضة امام الكاميرات بدون ان يفهم كما يبدو معظم بنودها، وتم علاجها بصورة مكثفة في الأيام التي سبقت اللقاء من قبل رون ديرمر، ومبعوثو الرئيس قبلوا معظم الطلبات.

والان ترامب أشار الى الطريق – يجب انهاء هذه الحرب. أيضا ذكر اسم طوني بلير في هذه المناسبة أشار الى جدية التطورات. بلير تم اعداده ليكون رئيس مجلس المدراء الدوليين لاعادة اعمار غزة، أو باختصار، رئيس مجلس غزة. بلير مشارك في الاتصالات التي جرت من خلف الكواليس من بداية الطريق. مشاركته هي نتيجة العلاقات، التي بعضها دبلوماسية وبعضها تجاري، التي حفظت له مكان نفوذ في الساحة الدولية، وأيضا جعلته شخص ثري جدا. لقد تنازل عن كرامته وأعطى ترامب هذا الموقع – الذي سيكون اكثر رمزية من كونه تنفيذي – في الوقت الذي سيبقى فيه هو المشغل الحقيقي لهذا الجسم بالتنسيق مع جارد كوشنر وستيف ويتكوف. بالمناسبة، خلال الحرب بلير شوهد أحيانا وهو يأتي الى وزارة الدفاع في الكرياه. هل تعرفونه؟ سالت غالنت ذات مرة، عندما صادفت رئيس حكومة بريطانيا السابق على مدخل المكتب. “نحن أصدقاء منذ عشرين سنة”، أجاب. “عندما يريد سماع الحقيقة هو يأتي الي وليس الى أي شخص آخر”.

حتى لو كان نتنياهو هو الذي عرض على ترامب فعل هذه الخطوة، فان ما تم التلميح اليه في اقوال الرئيس توجد فيه أهمية لهذه الخطوة من ناحية الأخير. هي تعكس اكثر من أي شيء آخر تطلع ترامب الى الحصول على الاعتراف الوحيد الذي يمكنه ان يصل اليه – جائزة نوبل للسلام، التي ستحدد هوية الفائز بها في القريب.

هكذا، حتى في هذا الوضع ومع خطة مليئة بالثقوب وغير جدية يمكن الافتراض أننا في النقطة الزمنية الأفضل التي كنا فيها في السنتين الأخيرتين. منذ 7 أكتوبر رئيس الحكومة اطال الحرب ووسعها مرة تلو الأخرى، تقريبا دائما لاسباب سياسية. هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها ويتحدث عن وقف الحرب كهدف قريب. الشعور الذي تولد منذ يوم الاثنين هو انه أخيرا يمكن رؤية افق لانهاء هذا الكابوس. الأكثر أهمية من كل ذلك هو ان نتنياهو فعل ذلك تحت الأنظار المتفحصة لسيده، الذي شرب صبره حتى القطرة الأخيرة والذي مارس عليه كل التلاعبات المحتملة. ترامب دخل الى سنة انتخابات منتصف الولاية. الديمقراطيون متفوقون في الاستطلاع القطري، وفرصهم كبيرة لاحتلال مجلس النواب – وتدمير لترامب النصف الثاني من ولايته الأخيرة، وكل العمليات التي يخطط لها. الرئيس الجمهوري بحاجة الى إنجازات. الآن، الى جانب القدرة على جلب حماس الى نقطة قريبة من وثيقة ترامب، فان ما هو ملقى على من هم تحت رعايته، تركيا وقطر، بقي ساحتنا السياسية الداخلية. قاعدة نتنياهو منقسمة بين الإشادة بـ “الاستراتيجي العظيم” وبين الاستياء العميق. لقد اعرب بتسلئيل سموتريتش عن الاستياء ولكنه لم يقرر بعد الاستقالة. ولكن ايتمار بن غفير، الذي يمارس الشعوذة دائما، حرص على اطلاع نتنياهو من بعيد عن رأيه به، عندما لم يستجب الى دعوته، تأجيل مناقشة عقوبة الإعدام للإرهابيين (المنصوص عليها في قانون إسرائيل أصلا). رئيس الحكومة اهين في البيت الأبيض واحتقر في مبنى الكنيست.

في القريب من شان حماس ان تعطي ردها على الخطة. التقارير متناقضة. بين “تفحص بعناية”، “تميل الى الرد بالإيجاب مع طلب تعديلات”، “تتشاور مع الفصائل الفلسطينية”، “قررت الرد سلبا” والخ.

من الواضح أي رد صلى نتنياهو من اجل أن يكون في يوم الغفران.

 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى