أقلام وأراء

د. عبد المنعم سعيد: الدفاع والحرب!

د. عبد المنعم سعيد 28-9-2025: الدفاع والحرب!

العالم يتغير بسرعة؛ ولكن لحسن الحظ أنه عند التغيير يعطي إشارات أنه سوف ينقلب رأسا على عقب. واحدة منها أن الرئيس الأميركى أعطى أمرا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب. هي الحرب إذن، وبدايتها كانت في الشرق الأوسط المزدحم بحروب كثيرة حيث تقف الولايات المتحدة وراء إسرائيل في حروبها المتعددة. العدوان على الدوحة وغزة سبقت المشاركة فيهما بطريقة أو أخرى الانتقال من الدفاع إلى الحرب.

وعندما حصل قرار لوقف إطلاق النار في غزة على تأييد 14 عضوا في مجلس الأمن بمن فيهم أعضاء دائمون – روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا – فإن القرار لم يصدر نظرا لاستخدام الولايات المتحدة الأميركية حق الفيتو.

استمرت الحرب؛ وقبل القرار كانت واشنطن هددت بأنه ما لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن فإنها لن تحصل على وقف إطلاق النار وإنما على جهنم.

وما يجرى في غزة هو جهنم بالفعل؛ ومن يشاهد صور التدافع بين سكان غزة الفلسطينيين، وما يعانون فيه من قهر وجوع، والهلع حول ما سوف ينتظرهم في الجنوب ورفح تحديدا هو حالة جهنمية. دخلت الوزارة الأميركية المهمة إلى الحرب من زاوية إخضاع شعب آخر.

ولكن الرئيس ترامب يريد ممارسة الحرب ليس عن طريق الأسلحة والاستشارات الأميركية، وإنما إطلاق النار على سيادة بلد آخر. هو لم ييأس بعد من فض الحرب الأوكرانية رغم انعقاد مؤتمر آلاسكا مع الرئيس بوتين؛ وحتى كتابة هذا العمود فإن الحديث كثر عن استمرار الدعم الأميركى لزيلينسكي؛ ولكن روسيا بدأت في الدخول بالمسيرات إلى إستونيا على بحر البلطيق حيث الجوار مع ليتوانيا ولاتفيا، وثلاثتهم مثل أوكرانيا تمردت على موسكو، وانضمت إلى حلف الأطلنطي.

هل بدأت الحرب العالمية الثالثة، بصراحة لا أعلم، ولكن الانتقال من الدفاع إلى الحرب يشير إلى تغير المزاج الأميركي. وعلى سبيل التدريب على الحرب فقد بدأ الجيش الأميركي حرب المخدرات ضد فنزويلا. أصبح اسم الوزارة على مسمى!.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى