أقلام وأراء

د. أنور محمود زناتي: دافنا ليفيت أتألم والآن أتكلم

د. أنور محمود زناتي 23-09-2025  دافنا ليفيت أتألم والآن أتكلم

يوجد آلاف اليهود الرافضين والمعارضين لدولة إسرائيل وللحركة الصهيونية ومن هؤلاء المعارضيندافنا ليفيت (Daphna Levitt ) وهي أكاديمية ومؤلفة وناشطة “إسرائيلية” مناهضة للصهيونية، هاجرت طوعًا إلى كندا بعد أن خدمت في الجيش الإسرائيلي وتروي صدمتها في دولة الكيان الإسرائيلي التي تمارس الظلم والقهر اليومي ضد أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين، وظلتتتألم أثناء وجودها داخل الكيان الغاصب وكظمت غيظها من فرط الظلم والقهر والعنصرية.

 وفي عام 2002 غادرت إسرائيل متوجهة إلى كندا لأنها لم تحتمل حملة القمع الوحشي التي شنها الجيش الصهيوني ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 وقررت أن تتكلم وتفضح الجرائم الإسرائيلية بحق شعب مقهور، بل وعزمت على أن تجمع آراء أغلب وأهم المعارضين للصهيونية في كتابها “الصراع مع الصهيونية”.. قصص “منشقين” معارضين لإسرائيل ومنهم ألبرت أينشتاين، ومارتن بوبر، وحنة أرنت، ونعوم تشومسكي، وهونيغ بارناس، ويشعياهو ليبوفيتش، وزييف ستيرنهيل، وشلومو ساند، وجدعون ليفي، وإيلان بابيه، وأوردت آراءهم بهدف إلقاء الضوء على الأصوات المعارضة الشجاعة ضد زيف الديمقراطية الإسرائيلية المزعومة وإظهار صراعهم مع الصهيونية منذ بدايتها على أسس سياسية أو دينية أو ثقافية أو أخلاقية أو فلسفية.

وتقول في كتابها “بدأت خطواتي الطويلة من خيبة الأمل في الرواية الصهيونية، والبحث عن أصوات معارضة أخرى بعد حرب الأيام الستة عام 1967 بفترة وجيزة، عندما خدمت كضابط اتصال صحفي في جسر اللنبي، وشاهدت اللاجئين الفلسطينيين يحاولون الفرار عبر الحدود. كان الانفصال عن بلدي تدريجيا واستغرق عدة عقود. في عام 2002، غادرت إسرائيل متوجهة إلى كندا، في وقت أصبحت فيه الأجندة الصهيونية أكثر تشددا وأقل تسامحا مع المعارضة.

 وتحدث عن خيبة أملها في “إسرائيل” وزيف مقولتها أنها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وهي في الواقع تمارس العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وتمارس ضدهم سياسة القوة لاعتقادهم بأن القوة وحدها هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب لإجبارهم على الرحيل من وطنهم، وأخذوا يعتمدون عليها لتحقيق أهدافهم العنصرية والاستيطانية.

      كما تحدثت عن ارتفاع العنصرية داخل “إسرائيل”، وبنسبة هي الأعلى في العالم وتؤكد أن العنصرية تمارس أيضًا ضد السفرديم “اليهود الشرقيين” ويمارسها “الاشكيناز “اليهود الغربيين” وقد استخدمت المؤسسة الإشكنازية الحاكمة العديد من الوسائل القمعية الثقافية لسلخ يهود البلاد العربية عن تراثهم وإجبارهم على تبنى أنماط ثقافية علمانية غربية، ومن أبرز هذه الوسائل تزييف التاريخ؛ فكانت عملية فرض الثقافة العلمانية العبرانية في حاجة ماسة إلى قطع كل الروابط التي تشد المهاجرين السفارديم لماضيهم، وسلخهم عن ثقافتهم وهويتهم; حتى يكون من السهل خلق مسوخ بشرية على غرار الشخصية الإشكنازية وبذلك يتحقق انصهارهم في المجتمع الجديد.

بوتقة الصهر

      وعملت السياسة “الإسرائيلية” العنصرية على تنفيذ مبدأ ما عُرف باسم “بوتقة الصهر” حيث رغبت في خلق اليهودي الإسرائيلي الجديد، المتجانس، الذي يفلح الأرض ويخدم في الجيش ويتكلم العبرية تاركًا ماضيه وراءه. إلا أن هذا المشروع طالب اليهود الشرقيين بمعاداة ماضيهم خلافًا لليهود الإشكناز، مما وضع مشروع بوتقة الصهر موضع تساؤل، وأعاد فتح باب الماضي الثقافي واستعادة نوع من التنوع، مع الإصرار المتردد لليهود الشرقيين على التأكيد على تاريخهم ولغتهم وتراثهم وحضارتهم؛ إذ إن إصرارًا كهذا في حال كونه متشددًا كان يهدد بإخراجهم من المشروع الصهيوني برمته في حين أن القبول بالهيمنة الأشكنازية كان يعني التنازل عن أية خاصية لهم ولتاريخهم

الصهيونية إلى زوال.

     وأكدت دافنا عدة أمور منها أن الرواية الإسرائيلية بأحقيتهم في فلسطين تتعارض مع منطق التاريخ، وأن الصهيونية تتعارض مع تعاليم اليهودية الصحيحة، ويتعين على اليهود الاندماج في إنسانية العصر والخروج من قوقعة العنصرية التي حبسوا فيها أنفسهم، باعتبار اليهودية دينا وليست عرقا. وتوصلت إلى نتيجة حتمية مفادها أنه “لا يمكن إنقاد الصهيونية، وأنه يجب التخلي عن فكرةالدولة اليهودية.

إسرائيل مشعل الظلام والاستبداد.

      وأكدت أن القيادة “الإسرائيلية” كانت دائمًا ضد سلام يتم التفاوض عليه بشكل عادل وعرقلت المفاوضات عن عمد طوال تاريخها. وتعتقد ليفيت أن الدولة “اليهودية” كان من المفترض أن تكون “نورًا للأمم” و بدلاً من ذلك ، أصبحت حاملة مشعل الظلام والاستبداد بين الأمم.

النور الساطع.

     ترى ليفنت ان الشرق العربي لم يعرف الكراهية التي تقوم على أساس عنصري كما كان الحال في اسرائيل وقدمت نصيحة لكل صهيوني أن يقرأ أعمال محمود درويش وإدوارد سعيد، لأنإنسانيتهم ​​عالمية متسامحة لا تقهر ويمكن أن تملأ الفراغ الذي خلفه فشل حلم الصهاينة، وتساعد كلاالشعبين معًا على التحرك نحو رؤية أنبل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى