هآرتس: نتنياهو يمكنه أن ينام بهدوء الى أن يفهم ترامب بانه يخادعه.حاليا هو يُعد القاعدة للانتخابات

هآرتس – حاييم لفنسون – 18/9/2025 نتنياهو يمكنه أن ينام بهدوء الى أن يفهم ترامب بانه يخادعه.حاليا هو يُعد القاعدة للانتخابات
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيسافر في الأسبوع القادم الى حبيبته، الولايات المتحدة، وهو سعيد اكثر من أي وقت مضى. سيتواجد قليلا في نيويورك (التي سيتحدث فيها في الجمعية العمومية الفارغة، ويلقي “خطاب حازم وهجومي يظهر للعالم حقيقة إسرائيل”). وبعد ذلك نهاية أسبوع مع سارة، القليل من الوقت في واشنطن ولقاء مع الحليف والصديق الابدي دونالد ترامب. ربما أيضا عدة مقابلات مع بعض المواقع ووجبة في مقهى ميلانو. ما الخطأ في ذلك؟.
يمكن الامل بان اللقاء بين ترامب ونتنياهو في الأسبوع القادم سينتج عنه بادرة تغيير، ان يفهم ترامب بان نتنياهو يكذب، يقوم بالتسويف والخداع فيما يتعلق برغبته في انهاء الحرب. ولكن بنظرة رصينة الامر يبدو الامر معدوم. لقد مرت سنتان على الحرب ويصعب ان نرى ما الذي سيمنع إسرائيل من الوصول الى الذكرى الثالثة.
هذه هي الأيام الأكثر غرورا التي عرفها نتنياهو، ومن يحضرون المناظرات القليلة التي يجريها يصفونه بانه شخص لا يهتم بأي شيء يقال له. عملية تدمير مدينة غزة تجعله يمتليء بالانفعال والنشوة، وكل المعارضة لها يلغيها. من ناحيته تم إيجاد الصيغة السياسية التي ستوصله الى الانتخابات، وسعادته لا تعرف الحدود. هذه الصيغة تقول ان العدو اليساري الخائن في الداخل – بني غانتس، يئير لبيد، غادي ايزنكوت ونفتالي بينيت (بدعم من المؤسسة الأمنية التي لم توقظه في 7 أكتوبر، والتي أعضاءها لا يعرفون أي شيء بالدبلوماسية) – يريد انهاء الحرب والاستسلام لحماس وجلب علينا 7 أكتوبر آخر. ولكن هو الذي سيقف بقوة امام حماس، واذا لم تنتخبوني – مرة أخرى سيكون لكم 7 أكتوبر آخر. هذا يبدو مثل نكتة غير مضحكة. الشخص الذي وقف على رأس الحكومة في 7 أكتوبر يعد بان فقط انتخابه سيمنع تكرار 7 أكتوبر. ولكن يجب التذكر بان نتنياهو يعيش في عالم من المعقول فيه تعيين ماي غولان في منصب وزيرة، وبالنسبة له غير المعقول هو الرؤية العالمية.
مع تقدم المعركة في غزة فان الجيش عاد وحذر من ان الامر يتعلق بعملية عديمة الجدوى. رئيس الأركان ايال زمير، زاد من حدة تصريحاته والتصادم مع وزراء الكابنت، لكن الحديث يدور عن ما لا يزيد عن زبد على سطح الماء، مادة للتغريد. وزراء الكابنت يعيشون منذ زمن في عالم آخر. بتسلئيل سموتريتش يعقد صفقات عقارية ضخمة على أراضي غزة، والعويل الممل على حياة المخطوفين لا يزعجه.
أيضا العملية الفاشلة في قطر لم تغير أي شيء لدى نتنياهو. نجحنا – كل الاحترام لي. لم ننجح – كل الاحترام لي لانني أرسلت رسالة لقادة حماس. وعلى غير عادته الثابتة – اتهام كل العالم بالفشل باستثناء نفسه. هذه المرة لم يكن لديه أي شكوى من الجيش الذي استخدم سلاح غير فعال. القاعدة كانت متحمسة للهجوم، وكان خط الدفاع معد مسبقا للابواق: “هل أنا اعمل مع قطر؟ أنا قمت بقصف الدوحة!”. واذا فشلت المفاوضات مع حماس فهذا سيكون رائع، مثابة الكريما على الكعكة.
الجبهة الداخلية لنتنياهو محصنة تماما. رئيس الأركان قرر ان لا يحطم الأدوات ويستقيل، بل ان ينطلق لتنفيذ العملية التي لا يؤمن بها (الأخطر من ذلك هو يؤمن بانها فقط ستتسبب بالضرر). الجبهة الخارجية قوية ومقاطعة اسرائيل الآخذة في التبلور تعزز موقف نتنياهو. هل العالم يدعم إسرائيل؟، هذا بفضله. هل العالم يقاطعنا؟ العالم منافق، وهو الذي سيقف امامه. هل سيتوقفون عن بيعنا السلاح؟ نحن سننتجه. هل لن ننجح في الإنتاج لوحدنا؟ هذا سيكون بفضل المستشارة القانونية للحكومة، البيروقراطية، التي تتباطأ وتفشل بشكل متعمد حلمه في تحويل إسرائيل الى صين الصناعات العسكرية.
في هذه الجبهة يوجد لنتنياهو فقط قطب واحد يجب عليه اغلاقه، وهو سيحاول فعل ذلك في اللقاء مع الرئيس الأمريكي. رئيس الحكومة وعد ترامب ثانية بعملية سريعة، قوية وعنيفة، لتصفية حماس في غزة. ولكن جيشه يقول بان هذه العملية ستستمر ثمانية اشهر على الأقل. بالنسبة لنتنياهو لا توجد مشكلة، بل على العكس. ثمانية اشهر أخرى للحرب؟ هو يوافق على ذلك الآن. ولكن ترامب الذي يتخيل مشاهد من “جهنم الآن” سيحصل بدلا من ذلك على معركة خنادق لا تتقدم الى أي مكان. متى سيفهم ان الامر يتعلق بخداع؟. ستيف ويتكوف ادرك ذلك، لكن الرئيس ما زال يرفض السماع. فهو يفضل إعطاء نتنياهو فرصة أخرى، والى أن يستيقظ لن يتغير أي شيء.