يديعوت احرونوت: الفرضية الأساس لنتنياهو من هجوم الدوحة، الخوف ايران سيبقي على اتفاقات إبراهيم

يديعوت احرونوت 16/9/2025، آفي كالو: الفرضية الأساس لنتنياهو من هجوم الدوحة، الخوف ايران سيبقي على اتفاقات إبراهيم
عشية احياء خمس سنوات على اتفاقات إبراهيم، يقف الإرث الأهم للرئيس الأمريكي ترامب أمام ساعة اختبار دراماتيكية. كلما مرت الأيام فان الهجوم الإسرائيلي على مقر مسؤولي حماس في الدوحة يتخذ صورة انجاز استخباري وعملياتي معقول لكن كمهزلة سياسية مدوية تنحفر سلبا في وعي دول الخليج الفارسي وتهدد بهز الأركان الإقليمية الأساسية التي بنيت بكد عظيم وأساسا من خلف الكواليس على مدى العقدين الأخيرين.
لقد ولدت اتفاقات إبراهيم من الخوف العميق من نظام آيات الله والحاجة الى بلورة ائتلاف إقليمي ضد إيران، في ظل الاعتراف بان الاهتمام الأمريكي في الشرق الأوسط آخذ في الخبو وانه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة عند الحاجة.
التجارب التي حزت على جلدة دول الخليج كانت ذات مغزى: فقد شهدت السعودية هجمة مُسيرات إيرانية مكثفة على منشآت الطاقة الى جانب مواجهة عسكرية قوية ضد الوكيل الإيراني، من الجنوب، الحوثيين؛ أما الامارات فكانت تخشى ولا تزال من دونية عسكرية قاسية حيال ايران؛ اما البحرين فتصدت لمحاولة انقلاب شيعية برعاية إيرانية في أراضيها.
في هذا الواقع، تعد إسرائيل كجزيرة استقرار، مزدوج قوة عسكرية ودبلوماسية، رئيسة المحاور لفتح الأبواب الى واشنطن. وفي نفس الوقت، كان واضحا للجميع بان الوقود لازدهار الاتفاقات منوطة ببلورة تفاهمات في المسألة الفلسطينية، الفكرة التي ليس فقط خبت، بل شهدت هزة في اعقاب مذبحة 7 أكتوبر.
وها هي اتفاقات إبراهيم تقف على حالها رغم الدمار الهائل والوضع الإنساني الصعب لقطاع غزة، فيما أن خط الفصل للاتفاقات بقي يكمن في الأساس الذي أدى الى توقيعها: منع ضم أراضي يهودا والسامرة من قبل إسرائيل.
ان الخطوات الحازمة لدول الخليج ردا على إعلانات الضم الهدامة من جانب مسؤولين كبار في الحكومة، والتصدر السعودي – الفرنسي لخطوات من طرف واحد في الأمم المتحدة ضد إسرائيل (ذروتها حاليا في قرار غير ملزم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية) تعود وتشهد على آلية الهدم الذاتي التي طورتها حكومة نتنياهو السادسة في الموضوع الفلسطيني. وهكذا يتبين أنه بشكل مفعم بالمفارقة وبالذات بعد فظائع 7 أكتوبر، تغدو المسألة الفلسطينية كعائق منيع امام تطوير اتفاقات إبراهيم.
لكن هذا لا يزال يتحدث وهذا يأتي: العملية العسكرية على ارض قطر، بخلاف تام مع رأي معظم قادة أجهزة الامن والاستخبارات، تلوح أكثر فأكثر كعملية تستهدف احباط المنحى الأمريكي الشامل لانهاء الحرب ولاعادة عموم المخطوفين – اكثر مما لاغتيال مسؤولي حماس الذين كانوا يتواجدون في المجال. والأخطر من ذلك، يخيل أن الهجوم يثير علامات استفهام متعاظمة كاختبار دراماتيكي لقدرة صمود اتفاقات إبراهيم، وحتى اكثر من غض النظر الخليجي عما يجري في القطاع، بخاصة في ضوء تصميم الدول العربية على جباية ثمن باهظ من نتنياهو الذي يتخذ أحيانا صورة الزعيم ذي التفكر العليل.
مهما يكن من أمر، من الأفضل لإسرائيل التي تتخذ صورة ليست في صالحها كأزعر الحارة، ان تصلح بسرعة الضرر اللاحق والامتناع عن دحر حلفائها في الخليج نحو أذرع الكتلة الشرقية المعادية لنا. الفرضية الأساس لرئيس الوزراء نتنياهو، كما يفهم من قراره المتسرع للهجوم في الدوحة بان الخوف من ايران سيبقي على اتفاقات إبراهيم وحده – كفيلة ان تتبين كمفهوم آخر محمل بالكارثة، يمس بالامل الاستراتيجي لتعزيز وتوسيع اتفاقات إبراهيم، التي هي مصلحة إسرائيلية قومية من الدرجة الأولى في ظل تحديات المستقبل المعقدة.



