ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: مسؤول عسكري: إسرائيل تعرض امنها القومي للخطر بشكل غير مسبوق

إسرائيل اليوم 14-9-2025، يوآف ليمور: مسؤول عسكري: إسرائيل تعرض امنها القومي للخطر بشكل غير مسبوق

في قيادة الجيش الإسرائيلي يوجد تحفظ واسع على حملة عربات جدعون 2 التي من المتوقع أن تبدأ في غزة قريبا. فقد أعربت محافل رفيعة المستوى عن تخوفها من أنه امتدادا للهجوم في قطر فان “إسرائيل تعرض للخطر أمنها القومي بشكل غير مسبوق”.

في نهاية الأسبوع شدد الجيش الإسرائيلي الهجمات في غزة تمهيدا للحملة. بالتوازي، تزايدت الجهود لتشجيع المواطنين الفلسطينيين على ترك المدينة، وان كان سجلت من جانبهم حتى الان استجابة جزئية فقط. التقديرات هي أن الكثير من السكان سيتركون في اللحظة التي تقترب فيها كتلة القوات من المدينة، وان كانوا في الجيش يحذرون من أن 100 حتى 300 الف منهم كفيلون بان يبقوا في غزة ويصعبون على العملية.

 تجنيد الاف من رجال الاحتياط

هذا الأسبوع سيجند الجيش نحو 20 الف آخرين من رجال الاحتياط باوامر الاستدعاء 8، معظمهم كي يستبدلوا وحدات نظامية ليتوجهوا الى القتال في غزة وبعضهم كي يعززوا منظومات أخرى وذلك استمرارا لنحو 60 الف من رجال الاحتياط جندوا في بداية الشهر. معظم وحدات الاحتياط ستخدم الضفة وكذا في حدود سوريا ولبنان فيما ستقود المعركة في غزة الوحدات النظامية.

في الأيام الأخيرة اشتد الضغط على الجيش الإسرائيلي من جانب القيادة السياسية لتسريع الحملة، في ظل تجاهل تحذيرات رئيس الأركان وكبار الجنرالات – وكذا كبار المسؤولين في الموساد، في الشباك وفي هيئة الامن القومي – إذ مشكوك ان تحقق الحملة هدفها المعلن بحسم المعركة مع حماس. وأضاف هؤلاء بان الخطة القائمة من شأنها أن تتواصل لاشهر عديدة، تعرض للخطر مخطوفين وتكلف ثمن إصابات عديدة بين الجنود، وتوريط إسرائيل امام الاسرة الدولية كنتيجة لصور الدمار والقتلى التي ستصل من غزة.

القلق في القيادة الأمنية تزايد بعد محاولة تصفية مسؤولي حماس في قطر الأسبوع الماضي. نتائج الهجوم لم تتضح بعد بكاملها لان حماس وقطر تبقيان على ستار سميك في محاولة للتغطية على حالة كبار مسؤولي المنظمة والمصابين في الحدث. لكن تتعاظم التقديرات بان الهجوم فشل او نجح بشكل محدود جدا. وتنتقد محافل امنية رفيعة المستوى بشدة الهجوم الذي تم بخلاف رأي رئيس الأركان، رئيس الموساد، رئيس امان ورئيس هيئة الامن القومي. ومع أن الأربعة ايدوا النية العامة لتصفية قيادة حماس، لكنهم تحفظوا من التوقيت – عندما يكون مقترح امريكي لانهاء الحرب – على الهدف (على أراضي قطر) وعلى احتمال تورط إسرائيل.

يخيل ان التحفظات التي طرحت قللت من حجم الضرر الذي الحقته إسرائيل بنفسها. فالهجوم يعتبر في العالم كاحباط مقصود للمحاولات الدولية للوصول الى اتفاق، يعيد المخطوفين ويمنع توسيع القتال. ونظرا لحقيقة أن قيادة حماس نزلت تحت الأرض، وبغياب قطر كوسيط لم يتبقَ لإسرائيل غير خيار الحرب – فيما أنها هي المسؤولة الحصرية عن نتائجها.

الحلف الذي تخطط له مصر

إضافة الى ذلك، عقدت إسرائيل جدا وضعها الدولي (المعقد أصلا). دول العالم الغربي تنافست فيما بينها بالتنديد بالهجوم والعالم العربي عاطف خوفا من أن تقرر إسرائيل مهاجمة دول أخرى كانت تعد حتى الان “محصنة”. ونشر امس بان مصر تقترح إقامة حلف إقليمي – مثابة ناتو عربي – يشكل تكافلا متبادلا ضد هجمات أجنبية. ومع ان الاقتراح لا يذكر صراحة إسرائيل بالاسم لكنه يلمح بها ويضعها على شفا مواجهة علنية مع كل دول المنطقة بما فيها تلك التي على علاقات سلام وتطبيع معها.

قبل شهرين ونصف فقط، في اعقاب الحرب ضد ايران كان يخيل أن حلفا كهذا سيقوم فيما تكون إسرائيل في مركزه، كوزن مضاد للتهديد الشيعي الذي مركزه ايران، وتهديد حلف الاخوان المسلمين الذي تقوده قطر وتركيا. اما الان فقد نجحت إسرائيل في التقريب بين العالم السني كله – والجسر فوق العداء البنيوي بين قطر وبين السعودية، مصر والامارات – بما في ذلك التقارب المقلق مع ايران، التي زار وزير خارجيتها القاهرة يوم الجمعة الماضي. يوم الاثنين ستعقد في قطر قمة عديدة المشاركين في موضوع “إرهاب الدولة الإسرائيلي” التي سيصل اليها رئيسا ايران وتركيا أيضا.

صحيح أن إدارة ترامب تحافظ على كرامة إسرائيل علنا وتمتنع عن الانضمام الى الهجمة العلنية عليها، لكن تسريبات مختلفة لوسائل اعلام أمريكية تفيد بان في واشنطن يسود عدم ارتياح من الهجوم. في نهاية الأسبوع التقى الرئيس برئيس وزراء قطر، كجزء من محاولاتها للمصالحة. مصدر إسرائيلي كبير قال ان هذا انجاز سلبي مدوٍ لإسرائيل: نجحنا في أن نأخذ دولة مؤيدة للارهاب ونحولها الى قديس مُعنّى.  بدلا من ان نمس باعدائنا عززناهم”.

عقوبات ضد إسرائيل

الضرر الذي لحق بإسرائيل حيال قطر يضاف الى الاضرار السياسية الأخرى التي تتراكم كل يوم، ومن المتوقع لها أن تتصاعد الان على خلفية توسيع المعركة في غزة. في أوروبا يتحدثون منذ الان علنا عن مقاطعات وعقوبات اقتصادية، اكاديمية وثقافية فيما في الخلفية أيضا إمكانية توسيع حظر السلاح من جانب دول أخرى بشكل يصعب على قدرة أداء الجيش الإسرائيلي. كما أعربت محافل مختلفة أيضا عن تخوفها من المس بالصفقات الأمنية وكذا بالتصدير الأمني الإسرائيلي الذي يدخل الى الدولة مليارات الدولارات في السنة.

مصادر رفيعة المستوى وصفت كما أسلفنا هذه التهديدات كخطر غير مسبوق على الامن القومي الإسرائيلي. في الحكومة يرفضون هذه التحضيرات ويدعون بانها محاولة للترويع ولاحباط النية لحسم المعركة مع حماس ولكن في الجيش يقولون ان العكس هو الصحيح: الخطوات التي تقودها الحكومة بالذات هي التي تحبط الاحتمال للوصول الى الحسم ومن شأنها أن تتسبب في أن تكون إسرائيل هي الخاسرة في المعركة – وتدفع ثمنا باهظا و “خطيرا” اكثر مما هي قادرة على احتماله.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى