إسرائيل اليوم: بالتوازي مع احتلال غزة: إسرائيل ستشجع الهجرة الطوعية

إسرائيل اليوم 12/9/2025، شيريت افيتان كوهن: بالتوازي مع احتلال غزة: إسرائيل ستشجع الهجرة الطوعية
يستعدون للدخول، المساعدة والهجرة: ثلاث مداولات تجري في اليوم الأخير تفيد بان سيناريو الصفقة يتراجع في صالح استكمال إجراءات الدخول الى مدينة غزة قريبا، وربما قريبا جدا.
أمس عقد نتنياهو مداولات في موضوع هجرة سكان غزة الطوعية وبحثت فيها الإمكانيات التي ستعطى لمن يعرب عن رغبته في الهجرة من غزة. هذه الخطوة من المتوقع أن تكون منتهية بالتوازي مع الدخول البري لجنود الجيش الإسرائيلي الى غزة وكخطوة استكمالية لخطوات الهجوم. مع ذلك، في المداولات التي جرت أيضا طافت الى السطح المشكلة المتكررة: مواطنو غزة معنيون بالمغادرة، لكن الدول المستوعبة تراكم مطالب وشروط من جانبها على إسرائيل، ضمن أمور أخرى على بيع الاسلحة. اليوم ستجرى جولتين متقاربتين من المداولات: واحدة ستعنى بالمساعدة المدنية لغزة والثانية هي اجتماع الكابنت المصغر للبحث في خطط الهجوم في مدينة غزة والتي من المتوقع ان تخرج الى حيز التنفيذ. في المداولات في الجانب الإنساني سيعرض الوزير سموتريتش كيف ستمول الأموال التي صودرت من السلطة الفلسطينية بمبلغ 4 مليون شيكل المساعدات التي ستواصل الدخول الى قطاع غزة حتى في اثناء الحملة البرية في مدينة غزة. احد التحديات سيكون إيصال المساعدات الى مراكز المساعدات مسبقا وذلك لمنح جنود الجيش الظهر السياسي اللازم لمواصلة الحرب.
الجدول الزمني: الانهاء حتى نهاية السنة
الجولة الثالثة والحاسمة من المداولات ستكون لوزراء الكابنت المصغر الذي ستعرض عليه مرة أخرى خطط العملية في غزة واغلب الظن أيضا نتائج محاولة التصفية في الدوحة. صحيح حتى كتابة هذه السطور في إسرائيل يقدرون بان أيضا من الأهداف لم يصفى لكن ليس واضحا بعد ما هو وضع الإصابات التي تلقوها.
امس علم ان 200 الف رجل وامرأة غادروا منذ الان المدينة استجابة للتحذيرات التي نثرها الجيش في المدينة واساسا في اعقاب تفجير أبراج جاء ليردع اكبر عدد ممكن من المواطنين عن البقاء في منطقة العملية العسكرية الإسرائيلية. حسب تقديرات جهاز الامن فان ما لا يقل عن نحو 200 الف مواطن غزي سيبقون في مناطق القتال رغم ذلك، وعليه فان إسرائيل تستعد لمواصلة ادخال المساعدات الى غزة في ظل الحرب.
تقول مصادر في القدس ان الصفقة شطبت عن جدول الاعمال وان الجداول الزمنية التي وضعها الامريكيون لانهاء الحرب حتى نهاية السنة الميلادية ستتضمن أساسا استكمال خطوات احتلال مدينة غزة. محاولة التصفية في اجتماع مسؤولي حماس في قطر والتي كانت في قلب الجدال بين قادة جهاز الامن (رئيس الأركان، رئيس أمان، رئيس الموساد ورئيس هيئة الامن القومي عارضوا، نتنياهو وكاتس أيدا) – سرعت خطوة استمرار الحرب. والان سيحاولون هنا الرفع الى الحد الأقصى بانجازات إسرائيل في الحرب في الاشهرين المتبقيين حتى نهاية السنة، وربما قبل ذلك – وفقا للصبر الأمريكي الذي من شأنه أن يقصر في اعقاب العملية غير المنسقة في الدوحة.
الإعلانات من جهة
والى ذلك توجد فجوة واسعة بين الإعلانات الكفاحية لاتحاد الامارات ضد إسرائيل في مجال السيادة في اعقاب الهجوم في الدوحة، وبين الشخصيتين اللتين زارتا هناك هذا الأسبوع – الأولى في زيارة رسمية تمثيلا لدولة إسرائيل، نائبة وزير الخارجية شيران هسكيل؛ والثانية في توقف انتقالي في الطريق الى الهند (لا يوجد طريق آخر للدولة البعيدة) – وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. حتى على خلفية الأجواء القاسية من ناحية دبلوماسية، الزيارة الرسمية لهسكيل جرت في أجواء إيجابية، يمكن حتى أن يقال جدا.
بينما معظم اللقاءات التي جرت هناك هذا الأسبوع لم تنشر وبقيت في أجواء السرية – والتي تلزم دولة مثل اتحاد الامارات التي ترغب في العلاقة مع إسرائيل لكن أيضا في حفظ مكانتها في العالم العربي – خرج احد اللقاءات الى الإعلان بل وحتى بصورة مشتركة. كما أن الهبوط الانتقالي لسموتريتش في الدولة يدل اكثر على العلاقات بين الدولتين اللتي تحتفلان بخمس سنوات على اتفاقات إبراهيم قريبا. المصاعب مفهومة في ضوء الحرب المتواصلة. مثلما هو الحال أيضا مع الخطاب المتصلب حول الخطوات الإسرائيلية الأخيرة. نتنياهو يتصرف حيال كل هذا بالحذر اللازم ولا سيما بالنسبة للسيادة، لكن في حكومته بل وفي حزبه تتبلور اغلبية تطالب باخذ المخاطرة.
آسيا تقترب
بينما دول أوروبا في قسم منها بدأت تدير الظهر لدولة إسرائيل يبدو أن في إسرائيل لا يكتشفون أمريكا بل آسيا. زيارة سموتريتش مع وفد اقتصادي الى الهند مرت من تحت الرادار الإعلامي هذا الأسبوع، لكن يمكن ان نرى تفاؤلا اعلى في العلاقات الدولية. توقيع اتفاقات جديدة، تعاون مالي وكذا دخول إسرائيليين الى منظومة المدفوعات الهندية.
في الهند لا يتحدثون مع المسؤولين الإسرائيليين عن الحرب في غزة او عن الهجوم في الدوحة بل عن مصالح اقتصادية مشتركة. الاقتصاد، هكذا يقول من كان هناك هذا الأسبوع، هو الذي سيسير في العلاقات بين الدولتين الى الامام وربما أيضا مع دول عربية.
احد أوجه التعاون المستقبلية الهامة التي طرحت في اللقاءات مع سموتريتش من جانب رجال اعمال التقى بهم كان محور الربط بين الدولتين او ما يسمى “سكة السلام”. هذا المحور يفترض أن يخلق ليس فقط اعترافا بين الدول، بما فيها السعودية – بل افق اقتصادي مجزٍ. وبينما يبدو أن المحادثات مع السعودية ليست على جدول الاعمال حاليا بسبب الحرب في غزة والدولة الفلسطينية التي لن تقوم –لا يزال ما يمكن أن يقرب بين الدول هو ما يقبع في أساسا العلاقات مع اتحاد الامارات ومع الهند أيضا – المصالح الاقتصادية. هذه، كما يقول رجال سموتريتش يمكنها أن تشق الطريق بسرعة اكبر الى “اتفاقات إبراهيم 2” من طريق التنازلات السياسية.