هآرتس: اذا لم يسافر نتنياهو الى أوروبا، لن يسافر أي أحد

هآرتس 9/9/2025، زهافا غلئون: اذا لم يسافر نتنياهو الى أوروبا، لن يسافر أي أحد
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ينوي زيارة في هذا الأسبوع معاليه ادوميم، هكذا اعلن، من اجل التوقيع على اتفاق يتضمن البناء في منطقة “إي1” – هكذا فجأة في أسبوع عادي، الذي فيه الجيش الإسرائيلي يقوم بقصف الأبراج في مدينة غزة ويعرض حياة المخطوفين للخطر، والحكومة تشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين. بتسلئيل سموتريتش اطلق على خطط البناء في “إي1″، “مسمار في نعش الدولة الفلسطينية”.
بعد عشرين سنة من الجمود يهدد نتنياهو بربط معاليه ادوميم بالقدس، وأن يشوش بذلك التواصل الجغرافي بين رام الله وبيت لحم في محاولة لتصفية نهائيا فرصة حل الدولتين. سموتريتش، ربما للمرة الأولى قال الحقيقة: هذا هو بالضبط هدف البناء المخطط له.
هذه الحكومة تفعل ما تريد، مع شيك مفتوح من الإدارة الامريكية، وحتى عندما يدور الحديث عن حكومة يمينية لا تتوقف عن الحديث عن الامن، التي منذ ثلاث سنوات فيها عملية تلاحق الأخرى، ولا يوجد هنا أمن أو أموال، والوحيدين الذين يتجولون بابتسام هما سموتريتش واوريت ستروك. المواطنون الستة الذين قتلوا في القدس هم في نهاية المطاف “ليسوا ضحايا السلام”، بل ضحايا الحرب الخالدة التي فرضتها علينا حكومات نتنياهو، وهم فقط المقدمة للامن الكبير الذي سيجلبه علينا البناء المخطط له في منطقة إي1.
الحكومة تعتبر هذا البناء عملية رد على نوايا الرئيس الفرنسي، عمانويل ماكرون، الإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطينية. وهاكم مفسد للاحداث: هذا العمل الانتقامي غير موجه لفرنسا، أو لاصدقاء إسرائيل في العالم، الذين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية، أو للفلسطينيين، بل هو موجه الينا. لن يعيق البناء في معاليه ادوميم قيام الدولة الفلسطينية. ولكن في أي خطوة أخرى تتخذها الحكومة هو سيكلفنا ثمنا باهظا.
المذابح ضد فلسطينيين في الضفة الغربية وبناء 4500 وحدة سكنية في معاليه ادوميم هي جزء من خطة فرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية، الامر الذي “سيزيد الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين في منطقة القدس وسيلحق الضرر بمئات آلاف الفلسطينيين في المناطق”، كما حذروا في حركة “السلام الآن”. الدولة الفلسطينية ستقوم – اذا لم يكن في الغد فبعد غد. السؤال الوحيد هو كم هي الأموال التي ستنفق وكم هي الدماء ستسفك الى حين حدوث ذلك. نتنياهو يدفع ببساطة الأموال والدماء لتاجيل امر لا مناص منه. الشخص الذي تجاهل تحذيرات من تسونامي دولي خلق بيده هذا التسونامي، وهو يامل الان اغراقنا فيه.
مثلما في النكتة عن الشاب الذي طرد من دورة طيران وذهب الى دورة مضادات الطائرات لانه “اذا لم اكن طيار فانه لن يطير أي أحد”، هكذا نتنياهو. اذا لم يتمكن من الطيران الى أوروبا فانه لن يطير أي احد الى أوروبا. هذا ليس خطأ، بل هذه هي الخطة. الإسرائيليون سيكونون اكثر فقرا وعزلة، الاكاديميون والأطباء سيهربون من هنا وإسرائيل ستتحول الى دولة فقيرة تعتمد على سخاء إدارة ترامب.
هذا بالطبع لن يصمد، هذا سينفجر ويحدث ضجة مثل كل استراتيجية من الاستراتيجيات اللامعة للعبقري الجيوسياسي الذي يجلس في مكتب رئيس الحكومة، ومن سيدفع الثمن مرة أخرى هم مواطنو إسرائيل. لان نتنياهو لن يدفع، آخرون سيدفعون عنه.
نحن نعيش في هذه الاثناء الحل اليميني للنزاع. هذا ما يطرحونه. هذا لن يتحسن، والآن هم يحاولون تقسيم الضفة من اجل تحويل هذا الكابوس الى كابوس خالد. في اليمين سيصفقون لنتنياهو على هذا العار. هم ذهبوا مع هذا الشخص نحو الهاوية، وفيما بعد لماذا لا يقفزون معه اليها. ولكن نحن، الإسرائيليون الآخرين، يجب علينا الاستيقاظ من هذا الكابوس الذي قاموا بنسجه من اجلنا.
هل تذكرون كتاب “كيف حول نتنياهو إسرائيل الى امبراطورية”؟. في حينه كان ذلك يشبه مهزلة. أما الآن فهو مأساة حقيقية.