يديعوت احرونوت: ساحة الضفة في نقطة حسم

يديعوت احرونوت 9-9-2025، اليشع بن كيمون: ساحة الضفة في نقطة حسم
التحقيق في العملية في القدس أمس لا يزال مستمرا، فيما اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي التابعة لقيادة المنطقة الوسطى منزلي المخربين اللذين نفذا العملية وكانا يسكنان في قريتي قطنة والقبيبة المجاورتين للقدس. وحسب التحقيق الاولي تسلح الاثنان بسلاح من صنع محلي وبالسكاكين، دخلا عبر ثغرة في جدار الفصل في غلاف القدس، اخذا سيارة نقل للعمال بلا تصاريح ونزلا في مفترق راموت. العملية في القدس أدخلت في حالة تحفز قيادة المنطقة الوسطى حيث يخططون هذه الأيام لفترة متوترة. الى توتر الأعياد التي تبدأ قريبا تنضم شدة الاعمال في قطاع غزة والاعلانات المرتقبة عن الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وبالمقابل رغبة قسم من وزراء الكابنت الإعلان عن السيادة في الضفة. التخوف في جهاز الامن هو ان حماس تعمل على تنفيذ عمليات في قلب البلاد بكل شكل وهي تستخدم لهذا الغرض المشاهد من القطاع.
منذ بداية السنة أحبط الشباك في الضفة أكثر من ألف عملية كبيرة، بينها اكثر من 550 عملية اطلاق نار و 450 عملية عبوات متفجرة وصفي نحو 137 مخربا. كما أنه منذ بداية الحرب وضعت اليد على اكثر من الفي وسيلة قتالية واعتقل اكثر من 500 مخرب.
الجيش الإسرائيلي يوجد منذ الان في مخيمات جنين، طولكرم ونور شمس منذ اشهر طويلة. وهدمت القوات مئات المباني، فككت بنى تحتية للارهاب وغيرت جدا وجه المخيمات. بالاجمال، في مخيمات اللاجئين الثلاثة فتح اكثر من 11 كيلو متر من المحاور لغرض خلق حرية عمل لقوات الجيش الإسرائيلي.
وزير الدفاع كاتس اعلن بان القوات ستبقى في المخيمات حتى نهاية السنة، لكن منذ الان توجد مداولات حول ما الذي سيتم عمله لاحقا: هل يسمح لسكان المخيمات بالعودة ام لا. وكيف ومتى ستخرج القوات من المخيمات. إضافة الى ذلك في اعقاب التحقيق في العملية امس طرحت مرة أخرى مسألة جدار الفصل. في اذار 2022 شهدت إسرائيل سلسلة عمليات فتاكة جبت حياة 21 شخصا. في اعقاب ذلك خرج الجيش الإسرائيلي الى حملة محطم الأمواج والتي أساسها كان تكثيف خط التماس، بناء عائق حيثما لا يوجد، تغيير إجراءات فتح النار حيال متسللين في الجدران وتصعيد الانفاذ حيال مساعدي العمال بلا تصاريح وأولئك الذين يستقبلونهم للعمل في إسرائيل. غير أنه منذ بداية الحرب منعت الحكومة دخول العمال الى أراضي إسرائيل باستثناء العمال الحيويين، وهذه الحقيقة في تداخل مع استمرار الحرب اديا الى ظاهرة المتسللين والمساعدين لان تتسع ومسا بردع الجيش الإسرائيلي الذي كان قويا في الاشهر الأولى من الحرب وبالتالي تم حماية خط التماس بشكل وثيق.
ساحة الضفة تجتاز تغييرات ذات مغزى لم تقع عشرات السنين، وليس فقط في الوجه الأمني. في اثناء السنتين الأخيرتين يوجد اندفاع الى الامام في بناء وتوسيع المستوطنات خلف الخط الأخضر. ضمن أمور أخرى، إعلانات عن أراضي دولة، إقامة مزارع وتبييض بؤر استيطانية باثر رجعي. الذروة تأتي هذه الأيام مع تصريحات وزراء الكابنت حول إحلال السيادة في الضفة كرد على خطوة سياسية ينفذها ماكرون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في النقطة الزمنية الحالية، تأخذ محافل سياسية الانطباع بان نتنياهو يفضل الا يتخذ خطوة الضم او السيادة والانتظار لرؤية ما سيكون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وحتى عندها، كما تدعي محافل سياسية، “فانه لن يسير حتى النهاية”. كما أن مسألة السلطة الفلسطينية وكيفية التعاطي معها تثور. في جهاز الامن يقيمون مع رجال الأجهزة علاقات وثيقة فيما انه بالمقابل وزراء في الكابنت يشرحون بانه يجب تقويض السلطة.
وعليه، تشرح محافل الامن بان الضفة تصل الى نقطة حسم ذات مغزى يتعين على الحكومة فيها أن تقرر ماذا سيكون مستقبل الساحة خلف الخط الأخضر. على حد قولهم فانه “اذا عدنا الى ما كان قبل ثلاث سنوات فسيكون هذا تبذير وتفويت عظيم. الواقع اجتاز تغييرات ذا مغزى خلف الخط الأخضر. هذا لا يضمن الا تكون عمليات، لكن الثوران الأمني يختلف جوهريا”.