ترجمات عبرية

هآرتس: نير حسون: سيقتل مئات الاشخاص غير المشاركين، والجيش الاسرائيلي لن يقدم تفسير

هآرتس 8/9/2025، نير حسون: نير حسون: سيقتل مئات الاشخاص غير المشاركين، والجيش الاسرائيلي لن يقدم تفسير

قبل اسبوع، في ظهيرة يوم السبت، اصابت قذيفة للجيش الاسرائيلي عدة اشخاص كانوا يقفون في طابور الحصول على الخبز في مخبز في حي النصر في مدينة غزة. 12 شخص، بينهم 5 اطفال، قتلوا في هذا الهجوم. في افلام من هذه الساحة ظهر سكان وهم يجمعون الخبز الذي تناثر وتلطخ بالدماء، وجثث يتم تحميلها على شاحنات، ورجل يحمل جثة طفلة وأم تودع جثة ابنها.

في ذلك اليوم توجه مراسل “هآرتس” جاكي خوري الى المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي وطلب منه رد على هذا الحادث. في قسم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي اشترطوا اعطاء الرد بأن يوفر لهم جاكي خوري نقطة احداثيات – التي تحدد المكان الدقيق للهجوم. هذا اسلوب ثابت للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي عندما يطلب المراسلون رد على هجوم في القطاع – “هل تريدون رد، اعطونا نقطة الاحداثيات”. لقد تبين ان هذا الجيش الذي يعرف في أي نافذة ادخل صاروخ من اجل قتل عالم ذرة في طهران، لا يعرف كيفية العثور على مكان الهجوم الذي قام به جنوده في حي صغير في مدينة غزة.

في السنتين الاخيرتين طلب مني عشرات المرات توفير نقطة احداثيات عندما كنت اطلب رد من المتحدث بلسان الجيش. هذا طلب مدحوض وغير معقول. حقيقة ان المتحدث بلسان الجيش في دولة ديمقراطية يطلب ذلك من المراسلين، تدل على الاهمية الضئيلة التي يعطيها الجيش الاسرائيلي لحياة وموت سكان غزة. الجيش يمكنه توفير لوسائل الاعلام اجابة في حالات قتل جماعي لمدنيين حتى لو كان المراسل لا يمكنه ان يعطي الاحداثيات بالضبط.

في حالة المخبز نجحنا، بمساعدة جهات في غزة، في ايجاد المكان الدقيق للهجوم. هذه هي الاحداثيات: – 31. 537242. -34. 457689. بلغة البشر: شارع محمد يوسف النجار، زاوية أبو الحميد. الارقام تم ارسالها الى المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي في نفس اليوم. وقد مر اسبوع والرد لم يأت. 12 شخص، بينهم 5 اطفال، قتلوا، والجيش الاسرائيلي لا يمكنه حتى اعطاء أي تفسير لذلك.

في بداية الاسبوع الماضي توجهنا مرة اخرى، أنا الموقع ادناه والمراسلة روان سليمان، الى المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. في هذه المرة قدمنا قائمة لـ 29 هجوم في شهر آب. كانت هجمات على خيام ومدارس، التي اصبحت مأوى للنازحين، مباني سكنية وقوارب في البحر ومناطق مفتوحة.

180 شخص قتلوا في هذه الهجمات. في كل حالة من هذه الحالات سألنا ماذا كان هدف العملية، وهل تم الاخذ في الحسبان امكانية اصابة ابرياء وهل تم فتح تحقيق في اعقاب قتل عائلات كاملة. في تسع حالات وفرنا نقطة احداثيات، ولكننا لم نحصل على أي رد يوجد فيه تفسير لهذا القتل الجماعي.

خمس حالات، تم تقديم اجابة عامة عليها، مثل “نحن قمنا بملاحظة نشاط مشبوه” أو “مبنى شكل تهديد” أو “هجوم مركز على اربع اعضاء من حماس”. في الحالات الاخرى اضطررنا الى الاكتفاء بالرد العام، “الجيش الاسرائيلي يوجه هجماته الى اهداف عسكرية فقط، مع اتباع خطوات لتقليص المس بالمدنيين والبنى التحتية المدنية طبقا لقوانين الحرب”. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي اضاف توبيخ: “الحالات التي لم يتم فيها ارسال نقطة احداثيات دقيقة، لم يكن بالامكان فيها فحص ادعاءات المراسل”.

الجيش الاسرائيل بدأ مؤخرا بالهجوم في مدينة غزة، موجة اخرى من الانتقام الاعمى بدون أي منطق امني، في ظل وجود خطر مؤكد على الرهائن والجنود والمدنيين الغزيين. يمكن الافتراض بيقين انه في نهاية هذه العملية سيقتل مئات الاشخاص غير المشاركين، وربما آلاف، في هجمات الجيش الاسرائيلي. وعدم اهتمام الجيش الاسرائيلي حتى في محاولة تقديم تفسير يشير الى مستوى حرصه على احترام قوانين الحرب والامتناع عن المس بالمدنيين. هذه اللامبالاة ليست حكرا على الجيش الاسرائيلي. فالمجتمع الاسرائيلي منقسم بين من يبارك هذا الموت الجماعي ويامل المزيد منه وبين من يقبله برباطة جأش.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى