ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: السلطة ستسقط؟ لا تنذهلوا بل استعدوا

إسرائيل اليوم 8/9/2025، أرئيل كهاناالسلطة ستسقط؟ لا تنذهلوا بل استعدوا

أرئيل كهانا
أرئيل كهانا

يكاد يكون من يوم قيام السلطة والصناعة الهائلة التي تدعمها تحذر من أن تنهار. صندوق البريد الوافد لي مليء بتوقعات كهذه من اصدار الأمم المتحدة البنك الدولي وكذا أجهزة الامن الإسرائيلية منذ سنوات عديدة.

لا يمكن لنا أن نعرف اذا كان التحذير هذه المرة حقيقا. فبعد كل شيء، الكيان الدكتاتوري الذي أقامه ياسر عرفات في 1994 كان وبقي ضعيفا، فاسدا، مكروها من السكان وراعيا للارهاب. الى جانب ذلك، فان موعد انهيار الدكتاتوريات لا يمكن لاي حسابات الكترونية ان تنجح في التنبؤ به.

في كل حال، النقطة هي انه لو كانت السلطة ذاتها قلقة على وجودها مثل المحافل الإسرائيلية والدولية لكان بوسعها أن توفر نحو 10 في المئة من ميزانيتها العاجزة في عمل واحد بسيط. كيف؟ من خلال وقف الدفعات لقتلة اليهود.

يدور الحديث عن نحو مليار ونصف شيكل تواصل دفعها للإرهابيين كل سنة في كل أنواع المناورات الالتفافية. في هذه الأيام أيضا تروي السلطة الفلسطينية للعالم بانها أجرت اصلاحا – لكن حسب ما توفر من معلومات في إسرائيل فان جهاز “قتلت – تلقيت” لا يزال على حاله.

هذه الطريقة التي تحرض فيها السلطة الفلسطينية للارهاب وتموله بيد، وعندها تزعم أنها تقاتله باليد الثانية يطرح سؤالا أساسيا: هل المصلحة الإسرائيلية هي الحفاظ على السلطة الفلسطينية أم السماح لها بالتفكك (على فرض ان مثل هذه الامكانية على جدول الاعمال بالفعل)؟ بعد كل شيء، في المقارنة التاريخية بين البدائل، ليس مؤكدا على الاطلاق بان الوضع الذي ساد قبل إقامة السلطة الفلسطينية كان أسوأ. فقد تحكمت إسرائيل في حينه تحكما كاملا في يهودا، السامرة وغزة. بالفعل، كانت إدارة حياة السكان مهمة عبثية وليست لطيفة لجنود الجيش الإسرائيلي. لكن الوضع الأمني كان افضل بـ 3 الاف ضعف عن القتلى الذين كانوا في البلاد في حينه. نحو الف شخص مات منذ اتفاقات أوسلو وحتى نهاية الانتفاضة الثانية. اكثر من الفين آخرين قتلوا بالمذبحة والحرب التي جاءت بعدها. وعليه، فما هي 30 يوم حفظ نظام في السنة في نابلس او جنين، مقابل سفك الدماء هذا الذي لا ينتهي؟

أضيفوا الى ذلك النزف السياسي الذي تعاني منه إسرائيل منذ اعترفت بـ م.ت.ف وبمجرد الادعاء “الفلسطيني” على البلاد. في هذه الأيام نحن مهددون بموجة اعتراف غربي بـ “دولة فلسطينية”، فقط لان في رام الله توجد سلطة فلسطينية. لو لم تكن لما كان أي شيء حقيقي في الاعتراف بها.

الحفاظ على انفسنا

اقتصاديا أيضا يبدو أن الاثمان التي دفعناها قبل اتفاقات أوسلو اقل بكثير من تلك التي ندفعها منذئذ. الحرب الحالية، فك الارتباط، جدار الفصل والامن الجاري كلها تكلف مالا لم ندفعه قبل أوسلو.

فضلا عن كل هذا فان الدرس المركزي الذي تعلمناه من مذبحة 7 أكتوبر هو أن البقاء على قيد الحياة في هذه البلاد يستوجب جهدا هائلا ودائما. هكذا بحيث أنه يمكن القيام بالف خطوة وخطوة سياسية لكن في النهاية اذا لم يكن جنودنا هناك فان الامن لن يكون.

وعليه، في جملة الأمور، لا ينبغي للقيادة الإسرائيلية – السياسية والأمنية – ان تنذهل بل وان تستعد لامكانية ان تسقط السلطة الفلسطينية.

فنظرا لكثرة التحديات لعله ليس من الصواب المبادرة الى خطوة كهذه في هذا الوقت. لكن اذا لم يكن محمود عباس وعصبته بالحد الأدنى للحفاظ على انفسهم فلا يوجد ما يدعونا لان نفعل هذا من اجلهم. علينا أن نحافظ على انفسنا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى