أقلام وأراء

حسن عصفور: موقف عربي وإماراتي ملفت ضد الضم وأين غزة؟!

حسن عصفور 6-9-2025: موقف عربي وإماراتي ملفت ضد الضم وأين غزة؟!

في موقف هو الأول لها منذ توقيع اتفاقات التطبيع “الإبراهيمية” عام 2020، أعلنت دولة الإمارات يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2025، بأن قرار حكومة نتنياهو بضم “60 %” من الضفة الغربية، هو “خط أحمر” ويهدد اتفاق إبراهيم، ومعها مواقف دول عربية كل على انفراد.

الملفت هنا، كان موقف الإمارات دون غيرها، كونها استخدمت سلاح التهديد الصريح دون الاكتفاء بالتحذير، وهو ما شكل مفاجئة سياسية بالمعنى العام، ولذا كان موقفها دون غيرها محل اهتمام إعلامي، خاصة داخل دولة الكيان، بعدما قرر رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو سحب مشروع القرار من جدول أعمال “الوزاري المصغر”.

الموقف الإماراتي بما فيه من مؤشر إيجابي، يفتح باب الأسئلة المشروعة خارج سياق المجاملات الديبلوماسية، التي يحاول البعض الاستناد لها، هروبا أو نفاقا أو مصلحة، بيان حمل صيغة تهديد محدد وليس تهديد لغوي، ترك أثرا سريعا، وخلق حراكا حول ما سيكون، رغم أن الواقع قائم ضما وتهوديا بأشكال مختلفة، أعلنها الوزير الفاشي سموتريتش من خطة “E1″ قرب مستوطنة معاليه أدوميم في القدس الشرقية، دون أن يبدو عملية ضم رسمية.

بعيدا عن الضم الصريح، فالتهويد له مظاهر متعددة، ودون التوقف أمام موقف دولة العدو من دولة فلسطين، وقرارات الكنيست التي تعتبرها خطر وجودي، مدعومة بموقف أمريكي صريح، فهل يمكن تنفيذ التهديد الإماراتي بأي قرار من حكومة نتنياهو يمس الكيانية الفلسطينية أم أنه مقتصر على عملية الضم، دون الربط بإجراءات تنال من شرعية الكيان الفلسطيني، خاصة مع استمرار الحصار المالي من جهة، وتنامي عملات الاستيطان الضاغط تهجيرا من جهة أخرى.

المسألة التي يجب التوقف أمامها بقوة بعد بيان “الخط الأحمر” الإماراتي وأثره السريع، لماذا غابت حرب الإبادة الشاملة على قطاع غزة عن البيان، وتجاهلها كليا، رغم أنها لا تزال تهز المؤسسة الإنسانية العالمية، بل أن غالبية المنظومة الدولية تعتبرها أكبر جرائم العصر والتاريخ إرهابا.

كان مثيرا جدا أن تسقط حرب الإبادة في قطاع غزة عن البيان الإماراتي، وهي حرب التي لا تقتصر على القتل والموت، رصاصا وجوعا ورعبا وهلعا، بل أنها تهدف لما هو أخطر من خلال عمليات تطهير عرقي وفتح باب تهجير إكراهي، هروبا أو بحثا عن بقايا زمن لحياة، تحت قاطرة الدهس الأميركية الإسرائيلية.

حرب غزة بكل تفاصيلها هي حرب تهويدية بطريقة أخرى، تقوم على قاعدة التهجير والتطهير وإزالة البعد الرمزي للقضية الفلسطينية “اللاجئين”، و”المخيم”، وفصل القطاع لزمن طويل تحضيرا لبناء “مجتمع توافقي” مع البعد التطبيعي، أي تغيير “مخزون الفلسطيني من الانتماء الكياني الوطني إلى فلسطيني “الذكاء الاصطناعي”.

دون فتح باب الملامة التي لا تقدم حلا، رغم قيمتها السياسية استرشادا بما يجب أن يكون، لو أن هناك موقفا بما سيكون، فبيان “الخط الأحمر” الإماراتي وما تركه من تفاعل، يعيد الاعتبار إلى أن أصل الفعل في ردع دولة الاحتلال، حربا وجرما وتهويدا يبدأ من العرب وليس من الأمريكان.

وكي لا يكون بيان “الخط الأحمر” فعل كلامي غاضب، من المهم جدا أن يتحول إلى رؤية جمعية، عربية، أو بالأدق تعيد دور “السداسي العربي” الذي غاب، تحدد عناصر الإعلان وتعلن في مؤتمر “حل الدولتين” الشهر الراهن، سواء عقد في نيويورك أو بلد آخر وفقا لموقف تأشيرة الرئيس عباس.

عناصر الإعلان العربي:

* وقف فوري لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

* تقوم اللجنة العربية بالتنسيق مع دول مجلس الأمن ببحث اليوم التالي وفق الربط السياسي بين الضفة وقطاع غزة.

* تشكيل قوة حماية دولية عربية تتولى مسؤولية الأمن العام.

* العمل على وضع عناصر اليوم التالي، بما يشمل تشكيل لجنة إدارة قطاع غزة.

* العمل السياسي مرتهن بقرار دولة فلسطين ومنع نشاط حماس لسنوات.

* أن يكون قطاع غزة خالي من السلاح غير الخفيف.

* بحث تشكيل مجلس الإعمار مستندا إلى الخطة المصرية.

* دراسة الاستيعاب الانتقالي لبعض سكان قطاع غزة إلى حين إعادة الإعمار، دون تهجير أو تطهير.

* اعتبار قيام دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة عام 2012، المعزز بقرار 2025 كعضو مراقب زائد، حقيقة سياسية ليست للمساومة.

رفض دولة الكيان للخطة العربية يساوي:

– تعليق اتفاقات التطبيع بشكل مظاهرها.

– سحب السفراء من تل أبيب وطرد سفراءها في توقيت موحد.

– منع دخول حملة جواز السفر الإسرائيلي.

– سحب كل عمليات استثمارية أو تبادل اقتصادي مع دولة الكيان.

– منع استخدام الأجواء العربية لطيران دولة الاحتلال.

– وضع قائمة سوداء بمسؤولي الكيان الذين لهم دور في جرائم الإبادة وجرائم التهويد.

– صياغة علاقة عربية أميركية وفقا لمعادلة “المصالح المتبادلة – المنفعة المتبادلة”.

– صياغة علاقة مع دول أوروبا وفقا للموقف من القضية المركزية.

– تطوير العلاقات مع دول بريكس كونها جدار واقي قادم.

عناصر لها أن تعيد الاعتبار ليس للقضية المركزية فلسطين بل للمؤسسة الرسمية العربية، التي فقدت كل ما كان لها “هيبة وحضورا سياسيا في زمن ما”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى