إسرائيل اليوم: صفقة جزئية، استسلام كامل

إسرائيل اليوم – نداف هعتسني – 4/9/2025 صفقة جزئية، استسلام كامل
حملة الاستسلام لحماس ارتدت في الأيام الأخيرة ملابس تمويه جديدة. مروجو “الصفقة” يحاولون تشويش معنى الخطوة الفتاكة ويعدون باننا دوما سنتمكن من العودة الى القتال والى الحسم. هم يطلبون وقف الدبابات الان، الغاء تجنيد الاحتياط، الانسحاب تقريبا حتى خط الغلاف والتنازل عن حسم المعركة مع حماس. يحاولون إخفاء الحقيقة بانه لا يوجد فشل تام اكثر مما يسمى “صفقة جزئية”. ومن لا يتجاهل الواقع – يفهم بان هذا إما الان أو أبدا، نصر بقوة او خسارة تامة.
المعطيات غير قابلة للتلاعب. بخلاف “الصفقة” الجزئية الأولى، فان المنحى المقترح الان، منحى ويتكوف لن يجمد الوضع بل سيجبرنا على أن ننسحب حتى خط 6 أكتوبر تقريبا. وهكذا، فاننا ليس “فقط” سندفع ثمنا لا يطاق بمئات القتلة المحررين، لا يكفي أن نمنح العدو توقف انتعاش، انتظام وتسلح، بل سنضطر الى الانسحاب من تلك الـ 70 في المئة من أراضي القطاع التي اعدنا احتلالها، بعد الانسحاب/ الضفقة السابقة. بعد أن نكون قد دفعنا على إعادة الاحتلال دماء جنود اكثر بكثير من عدد المخطوفين الاحياء.
واذا رغبنا في استئناف القتال بعد الهدنة، للعودة الى الخطوط التي نستولي عليها اليوم، سندفع الثمن بعشرات آخرين من الجنود القتلى على الأقل. وماذا سيكون عندها الاحتمال لإنقاذ مخطوفين آخرين؟ صفريا حقا. والاهم – هل يتصور احد ما حقا ان من ناحية دولة سنتمكن عندها من فتح جولة جديدة من الحرب؟ ائتماننا الدولي يوجد في أواخر عهده ولم يتبقَ سوى حفنة لمعركة أخيرة وحاسمة.
حقيقة أن دونالد ترامب يعطينا الان ضوء اخضر، وعمليا يحثنا على الحسم، هي مثابة معجزة. لكن بعد التوقف التالي هو الاخر سيوقفنا مثلما فعل في ايران. إسرائيل ستكون مطالبة بان تتوقف تماما، توقف معناه استسلام. سنضطر لان نوافق على استمرار وجود العدو وإعادة تأهيله على خط الغلاف. والأخطر – سنثبت المبدأ في أنه يوجد سلاح سحري يهزمنا في كل مرة، مخطوفون. خطفنا عشرة إسرائيليين وعطلنا بدون مشاكل الدبابات، الطائرات والاستخبارات. المعنى الاستراتيجي – الآخرة.
هناك حاجة لحكم عسكري
هذه المفاهيم واضحة بحيث انه لا يمكن فهم سلوك رئيس الأركان وبعض من كبار رجالات جهاز الامن. ضمن أمور أخرى من الصعب أن نهضم محاولة زمير، في جلسة الكابنت هذا الأسبوع، الدفع بكل ثمن نحو “صفقة جزئية”، والتي من مثله يجب أن يفهم الاستسلام الكامل فيها. ليس واضحا المضمون، وبالتأكيد ليس المعزوفة. إذ حسب وزراء حضروا المداولات ادار زمير حملة ترهيب للوزراء، مثل تلك التي تسرب الى جزء من وسائل الاعلام.
لقد بدأ هذا بالطبع بتهديدات بان المخطوفين سيموتون وكأن إسرائيل لم تحرر في الماضي مخطوفين بوسائل عسكرية الى أن استسملت في “ضفقة جبريل”. لكن الذروة جاءت عندما حذر رئيس الجيش من مس بسكان غزيين كـ “ضرر جانبي” من الهجوم. ونذكر – يدور الحديث عن رعايا عدو طولبوا بالاخلاء واختاروا البقاء في ميدان المعركة. هل يحتمل أن يكون المجرمون من اليسار المتطرف ممن افسدوا ساحات بيت رئيس الأركان قبل أسبوع في أن يزرعوا فيه بعضا من أفكارهم.
وفضلا عن ذلك – لم يتوقف رئيس الأركان عن التلويح والتحذير من أن من شأننا أن ننزلق الى حكم عسكري. مقلق انه يستصعب الاستيعاب بان الغزيين تغيروا وان هذا على الاطلاق ليس تخويفا بل وعد. إذ في الظروف الحالية لا مفر من السيطرة على كل القطاع – عسكريا ومدنيا. هذا هو الطريق الأمني الوحيد للنجاة فضلا عن الخطط الإبداعية للرئيس ترامب. صحيح حتى اليوم رئيس الجيش ملزم بان يستوعب بان الاحكم العسكري الإسرائيلي في غزة وفي الضفة والذي كان قائما حتى كارثة أوسلو، كان الارخص والأكثر نجاعة من ناحيتنا – بالجيوش، بالمصابين وبالمال.