يديعوت احرونوت: تحذير زمير

يديعوت احرونوت – يوسي يهوشع – 2/9/2025 تحذير زمير
السطر الأخير في مداولات الكابنت التي أجريت مساء أول أمس: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود نحو عملية واسعة في مدينة غزة، وقد تخلى عن صفقة المخطوفين التي وضعت على الطاولة – مقترح بموجبه تحرير نصف المخطوفين الاحياء ونصف الموتى.
كل قادة جهاز الامن ايدوا الصفقة – من رئيس الأركان، عبر رئيس الموساد، القائم باعمال رئيس الشباك ورئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي. المعنى واضح: نتنياهو تنازل عن واحد من اهداف الحرب – إعادة كل المخطوفين. في عملية عسكرية واسعة لن يكون ممكنا انقاذهم. بل العكس: خطر اصابتهم كبير، مثلما حذر رئيس الأركان. من شان إسرائيل ان تفقد السيطرة الاستخبارية، حماس ستفقد هي أيضا السيطرة وربما حتى تمس بالمخطوفين، وفي ظل قتال قوي كهذا فان هذا من شانه ان يحصل.
حذر زمير بان للعملية العسكرية ثمن باهظ: إصابات عديدة في أوساط جنود الجيش، قتال في منطقة مكتظة بمئات آلاف المدنيين الذين يستخدمهم المخربون كدرع بشري، مصاعب في اخلاء السكان ومسائل تتعلق بالسيطرة العسكرية والمدنية في غزة في اليوم التالي. كل هذه القرارات شرعية للمستوى السياسي المنتخب، حتى وان كانت تتعارض وموقف كل قادة جهاز الامن، لكن الحديث يدور عن قرارات دراماتيكية. رئيس الوزراء ملزم بان يقف امام الامة، امام عائلات المخطوفين، امام أهالي المقاتلين النظاميين وعائلات رجال الاحتياط، ليشرح لماذا غير رأيه مقابل موقفه قبل شهر حين أيد صفقة جزئية وعودة الى القتال.
شدد رئيس الأركان امام الوزراء على انه ينبغي السماع لكل معاني العملية قبل الانطلاق اليها. “أنا غير مستعد لان أوقف الحرب قبل حسم أمر حماس”، قال. على حد قوله، فان صفقة المخطوفين التي توجد على جدول الاعمال نالت تاييدا واسعا – لكن الجيش لا يمكنه ان يتعهد بوضع المخطوفين في اثناء العملية العسكرية المخطط لها والتي ستعمل فيها عدة فرق. “كلنا نريد تقويض حكم حماس، لكن من هو الحكم البديل؟ معنى قراركم هو تكليف الجيش الإسرائيلي بحكم عسكري”، أضاف زمير وذكر أيضا بالماضي: “لقد سبق ان كنا في غزة قبل سنة ونصف مع ثلاث فرق، فلماذا امرتم الجيش بالخروج من هناك؟”.
كما انه أشار امام أصحاب القرار بانه لا يوجد اختصارات للطريق في المعركة الحالية، وكل قرار يجب ان يفحص بعمق. بين المسائل المركزية التي طرحها: شرعية دولية، تاثير على وضع المخطوفين، اغلاق بوابات غزة والتحكم بحركة السكان، ومسالة المسؤولية عن مواطني القطاع في اليوم التالي. في هذه الجلسة استخدمت الوزيرة اوريت ستروك تعبيرا حادا تجاه رئيس الأركان: “الرجل الخائف ورقيق القلب”، بالذات في الأسبوع الذي صفى فيه الجيش الإسرائيلي حكومة حماس في اليمن وأبو عبيدة، نفذ عملية خاصة في سوريا وهاجم حزب الله في لبنان.
أما زمير فأجاب: “جئت لمهمتي حياتي، منع نووي في ايران وابادة حماس. كل صباح أقر هجمات في كل مكان. لا أحد رقيق القلب. اذا كنتم تريدون انضباطا اعمى فهاتوا بواحد آخر”.
في الكابنت أيضا تنكشف صدوع: الوزيران جدعون ساعر وغيلا غملئيل أيدا مقترح الصفقة الجزئية لتحرير المخطوفين الذي يتضمن تحرير عشرة أحياء و18 ضحية الى جانب وقف نار طويل ومباحثات أخرى. شدد ساعر على الحاجة لاعتبارات سياسية، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية مع انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في المقابل، طرح الوزيران دودي امسالم وياريف لفين أسئلة قاسية في المداولات.
اليوم يفترض ان يتجند عشرات آلاف رجال الاحتياط – معظمهم بعد استدعاء ثالث، رابع بل وخامس – ليتركوا مرة أخرى عائلاتهم وأماكن عملهم. معدل الامتثال الحقيقي سيكون اختبارا لثقة الجمهور بالمهمة. وبالاجمال سيتجند نحو 60 ألف حتى ذروة القتال. من المهم الانتباه هل المعطيات المنشورة تعرض نسبا من اجمالي الكتيبة أو من بين أولئك الذين اعلنوا عن امتثالهم، لكنهم لن يأتوا فعليا.
أما حماس في المقابل فتبث ضغطا ورغبة في العودة الى الصفقة، في ضوء نجاحات الجيش الإسرائيلي الأخيرة وعلى رأسها تصفية أبو عبيدة – الرمز المركزي في المنظمة. يحتمل أن يشكل تجديد الاحتياط رافعة لتوسيع الصفقة، لكن يوجد خطران: مصاعب التجنيد المتجدد لرجال الاحتياط في المستقبل والعبء على المستوى السياسي في مواجهة طلب ترامب انهاء القتال بسرعة.
في اثناء المداولات في الكابنت التي استمرت نحو ست ساعات، طالب الوزير بن غفير اجراء تصويت ضد الصفقة الجزئية. فأجاب نتنياهو ان “الصفقة الجزئية ليست على جدول الاعمال” وأن لا حاجة للتصويت. يحتمل انه لا زال يبحث عن صفقة محسنة.