معاريف: ليس شرعيا

معاريف – بن كسبيت – 1/9/2025 ليس شرعيا
النقيب احتياط ارئيل لوبلنير هو الضحية الـ 900 للجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية. متزوج، أب لرضيع، قدم الى البلاد قبل نحو عقد من البرازيل وكان يفترض أن يخرج اليوم مع زوجته وابنه لزيارة عائلته هناك. زيارة لن تحصل، عائلة لن تعود لتكون ما كانت. حياة شابة اقتلعت للمرة الـ 900.
900 ضحية، سنتان وحماس لم تهزم بعد. هكذا على الأقل حسب وثيقة الذراع البري التي نشرها أمس عميت سيغال. اذا كان هذا هو وجه الأمور، فهذه هي الحرب الاسوأ في تاريخ إسرائيل. المقصود، بالطبع، الحرب في غزة (في لبنان وفي ايران النتائج واضحة). هذه في واقع الامر هزيمة. حماس هي الأضعف بين أعداء إسرائيل. لا مجال للمقارنة بينها وبين حزب الله، هي لا توجد على الاطلاق في مناطق ايران ولا حتى سوريا. كما أنها لا تذكر بدول وجيوش نظامية، مدرعة، بحرية وجوية قاتلناهم في الماضي.
حماس هي منظمة إرهاب اقامت لنفسها جيش إرهاب، لكن قوتها كانت محدودة. ليس لها سلاح جو، ليس لها سلاح ثقيل، ليس لها مدرعات، ليس لها صواريخ مضادة للطائرات، ليس لها سلاح بحر، ليس لها رادارات. ليس لها صواريخ اعتراض. ليس لها ارض إقليمية. هي حبيسة في قطاع بري معزول ومحاصر، سهل وعديم العوائق البرية. اذا كانت إسرائيل لا تنجح في حسم المعركة مع حماس، فيما تستخدم ضدها قوى غير مسبوقة على مدى سنتين، فان شيئا ما هنا فاسد، أليس صحيحا؟
ليس صحيحا. الفاسد هو القيادة. لان حماس حسم أمرها. منذ زمن بعيد. كل اطرها العسكرية فككت. نحو 25 من مخربيها قتلوا. كل قيادتها – السياسية والعسكرية صفيت. ومن حل محل من صفي، صفوا هم أيضا. كل سلسلة القيادة من مستوى قائد الحظيرة الأصغر وحتى قائد اللواء الأكبر لم يعد موجودا. هم، بدائلهم وبدائل بدائلهم. وكذا بناها التحتية أصيبت بشدة. بقي لها اقل قليل من مئة صاروخ وشيء ما مثل عشرات الاف الكلاشينكوفات، التي توزع على الشباب والفتيان الذين يحلون محل من يصفون بوتيرة متسارعة. ابن 17 في غزة سيفضل الموت مع كلاشينكوف وشبع من ان يموت قرب الجدة في الخيمة، جائع.
قيادتنا فاسدة لانها هجرت الفكرة التأسيسية التي قامت عليها دولة اليهود. الفكرة التي تقول ان حياة اليهود لن تكون مداسا بعد اليوم، ودوما سيكون من يحمي اليهود الذين يعتدى عليهم، يسقطون في الاسر او يختطفون. أيام الاعتداءات الجماعية انقضت. الطاغية لم يعد، إسرائيل هي الملجأ الأكثر أمانا في العالم لليهود.
وبالفعل، ليس بعد اليوم. انا استمع الى السبب الجديد الذي لاجله تصر الان الحكومة، يصر الكابنت وكل هذه العناوين الرئيسة تأتي لتغلف الحقيقة التي هي “نتنياهو يصر” على احتلال غزة. وبالفعل، الان توجد لنا شرعية، بعد 60 يوما من وقف النار لن تعود لنا شرعية. نعم، هذا هو السبب. الشرعية.
هؤلاء الأشخاص المنقطعين عن الواقع ممن لا يفهمون وضع الشرعية الحالية لنا، يقولون لعشرين من اخوتنا الذين يموتون جوعا في انفاق حماس انه أولا فلنحقق الشرعية، بعد ذلك نحرركم.
الوضع الحقيقي معكوس. إسرائيل أصبحت دولة منبوذة. يبصقون علينا وينددون بنا في كل زاوية في العالم، بما في ذلك أمريكا، صديقتنا الأكبر، بما في ذلك مناطق كان يمكن فيها حتى الان الشعور بحرية كاسرائيلي وكيهودي. مكانتنا الدولية في اسفل الدرك. خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية تتسارع. العالم ملنا. وبالذات لو كنا توجهنا الان الى صفقة جزئية لكان ممكنا بعد 60 يوما تجديد شيء ما من الشرعية الضائعة إياها، من السمعة الطيبة التي كانت لنا ذات مرة، من الأجواء التي كانت من نصيبنا بعد كارثة 7 أكتوبر.
وعليه، ما ينبغي أن يقال لناطقي الحكومة الذين يتحدثون عن “استغلال الشرعية المتبقية” هو “العكس، غوتا. يجب انقاذ الاحياء المتبقين. الشرعية بعد 60 يوما من وقف النار ستكون أكبر بكثير من الشرعية الان. ولا يوجد في العالم قوة تمنعنا من أن نعود الى القتال ضد حماس بعد أن يعود المخطوفون. ببساطة لا توجد قوة كهذه”.
بنيامين نتنياهو يواصل خداع الجميع. رعب بن غفير وسموتريتش لا يزال يفوق مخاوفه من الجمهور الذي يطالب، بجموعه، انهاء الحرب وإعادة المخطوفين. هو رهينتهما، نحن رهائنه والمخطوفون رهائين حماس. هذا مثلث برمودا الواقع المخيف الذي علقنا فيه في نهاية صيف 2025.
لكن هذا ليس ضائعا بعد. هم لا يزالون على قيد الحياة. لا يزال ممكنا اصلاح هذا. يجب الإصرار. الكابنت اجتمع امس في حصن حصين، ربما كاعداد لاستئناف محاكمة نتنياهو والمطالبة، التي لا بد ستأتي بتأخيرها مرة أخرى بسبب “اضطرارات امن” (زيني لم يتسلم مهام منصبه بعد، سيكون صعبا الحصول على بطاقة من الشباك). السؤال هو من سيحمي المخطوفين، ومن سينقذ حياة المقاتلين ممن سيسقطون على حسم سبق أن تحقق.