يديعوت احرونوت: نتنياهو على حاله والمخطوفون على نزاعهم للموت

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 1/9/2025 نتنياهو على حاله والمخطوفون على نزاعهم للموت
لا يوجد أي شيء مسلٍ في وضع المخطوفين في غزة أو في وضع عائلاتهم. مثل كثيرين آخرين أعود من المظاهرات في ميدان الغضب، محبط ودامع. على الرغم من ذلك ثمة من تستفز الصرخة من على المنصة لديه غدد الفكاهة. قبل بضعة أيام سمعت واحدا كهذا، مقرب من صفحة رسائل مكتب رئيس الوزراء. عندما أراد نتنياهو صفقة جزئية هاجموه، قال. طالبوا بصفقة شاملة، فقط صفقة شاملة، أما الان، حين يريد صفقة شاملة يقولون لا، هات لنا صفقة جزئية.
يا لهم من ناكري الجميل أولئك المدللين: لا شيء يرضيهم. الابتسامة الخفيفة على شفتيه قالت: شوفوني يا ناس، انظروا كم انا ذكي. الحقيقة، لا تناقض، لا في حملة المخطوفين ولا في خطوات نتنياهو. مثلما انكشف في عدد كبير من التحقيقات الصحفية، من الأشهر الأولى للحرب فعل نتنياهو كل ما في وسعه كي يمتنع عن صفقة. القلة الذين عادوا أحياء وأموات في عمليات عسكرية، كانوا على ما يرام. حتى مع القلائل، من ذوي الجنسيات المزدوجة ممن عادوا بفضل الاجتهاد المركز لبايدن، ترامب وبوتين لم تكن له مشكلة. الاخرون عادوا رغم مناوراته، ليس بفضلها. امس، في مستهل جلسة الحكومة، عزا عودة 207 مخطوفين أحياء وأموات، لنفسه. ليس للمرة الأولى يسوق بضاعة ليست له. السؤال لماذا حرر الرجل 1027 مخرب مقابل جندي واحد في حالة جيدة انقلب رأسا على عقب حيال 20 تركوا لمصيرهم في الانفاق مفتوح للتفسيرات. ثمة من يعزو هذا الانقلاب الى تهديدات سموتريتش وبن غفير؛ ثمة من يعزوه لضغط أبناء عائلته؛ وثمة من يبحث عن أجوبة في العلاقات المركبة بين نتنياهو وحماس: هو آمن بانه روضهم، ردعهم، جندهم لرؤيا فلسطين الخانعة، المنقسمة. هم خانوه؛ وثمة من يسير بعيدا الى تقديرات أخرى.
من الجدال على الصفقة الأولى فكرت بانه من الصواب السير نحو كل صفقة. كل من ينقذ نفسا واحدا وكأنه انقذ عالما بكالمه: عجائز أو نساء أو جنود، اتفاق جزئي او كامل، وقف نار او وقف قتال – بداية فليتحرروا. حين يدور الحديث عن حماس وعن التخلي لا مفر. يحتمل أن يكون نتنياهو (وكذا الجيش، الذي في وقت ما، وربما اثنين، وقع في خطيئة المساومة الصغيرة) آمن بجنتلمانية حماس اكثر مني.
وهكذا وصلنا حتى الحافة: نتنياهو على حاله؛ المخطوفون في نزاعهم للموت. حتى لو لم يكن في مجال غزة مخطوفون أحياء، مشكوك ان يكون احتلال المدينة يساوي الثمن بحياة المقاتلين، بالمس بغير المشاركين وبالمقاطعة في العالم، لكن في مجال غزة يوجد مخطوفون احياء. ليس لحكومة إسرائيل الحق في الحكم عليهم بالموت.
رئيس الأركان ايال زمير يفهم هذا. هو وزملاؤه يفعلون افضل ما يستطيعون، في المجال الذي اعطي لهم، لاقناع الكابنت باختيار الصفقة. لكن نتنياهو على حاله. الصفقة موضوعة على الطاولة لكنه يرفض البحث فيها. مثل الادميرال التركي إياه، الذي حاول احتلال جزيرة مالطا وفشل، يعلن: “مالطا يوك” – لا توجد مالطا.
كان يمكن ان نتوقع من أحد من وزراء الحكومة، وربما واحد من أعضاء الكنيست ان يقول باسمه وبصوته – لعلك مخطيء سيدي رئيس الوزراء. لعل يوجد شيء ما في ما يقوله رئيس الأركان ويقوله كل قادة اذرع الامن. هكذا هو الحال في الديمقراطية: حتى عندما يكون رئيس الوزراء قوي وحتى عندما يكون مركز الحزب متطرف ومهووس، احد ما يفتح فمه. هكذا كان هنا على مدى معظم سنوات الدولة، حتى حيال رؤساء وزراء أقوياء مثل بن غوريون وبيغن.
لكن أحدا لم يقم. كلهم يكتفون بهذر بلا أسماء، جبان، على مسمع صحافيين يترافق وتأييد علني لكل نزوة لرئيس الوزراء. الخوف من ثأر آلة السم يشلهم. وربما أيضا أحلام الخلافة.
عيناب تسنغاوكر، الصوت البارز في معسكر العائلات قالت في نهاية الأسبوع انه اذا مات متات ابنها في غزة فستتهم نتنياهو بالقتل العمد. الصيغة فظة، ليس مسموحا لكل واحد، لكن القاء المسؤولة محق.
نتنياهو ليس وحده: هو محوط بعملاء. احدهم هو رئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي. مؤخرا يكثر الناس من ذكره كمن انضم الى رئيس الأركان ولرؤساء اذرع الامن في طلب السير نحو صفقة. ظاهرا، هو واحد قام: سياسي من الليكود، وزير سابق، تعيين شخصي من نتنياهو، قرر القيام بفعل ما.
هنغبي ليس رئيس الأركان. المسؤولية عن الحرب ليست ملقاة على عاتقه، ولا المسؤولة على المخطوفين أيضا. امات عبريات لا يودعن تحت قيادته ابنائهن. هو يقف على رأس جسم مخصي، واهن، تأثيره بائس. ليس له ما يخسره باستثناء شرف الجلوس الى جانب نتنياهو في جلسات الكابنت. اذا كان حقا يعتقد بان التخلي عن الصفقة واحتلال القطاع هما خطأ تاريخي، فليقم، يستقيل، ويشرح بصوته للجمهور الإسرائيلي ما حصل في الحكومة في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر وفي الـ 23 شهرا التي مرت منذئذ. من تخلى، من كذب، من خدع، كيف الكبح، كيف الإصلاح. اذا كان يوجد تساحي فليظهر.