ترجمات عبرية

هآرتس: الحل الوحيد هو الاقتراح المصري

هآرتس – عاموس شوكن – 27/8/2025 الحل الوحيد هو الاقتراح المصري

قرار بنيامين نتنياهو ان الهدف الان هو احتلال مدينة غزة، العملية التي ستطيل الحرب لسنة أخرى على الأقل رغم انه يمكن انهاءها الآن، هو قرار سخيف ويتجاهل قدرة الجيش والثمن الباهظ الذي سيدفع في هذه الحرب امام وحدات العصابات. هو يتجاهل أيضا الثمن الباهظ الذي ستدفعه إسرائيل بنظرة العالم اليها. خلال سنتين من القتال تقريبا نحن لم ننجح في ابعاد حماس، ولا يوجد أي شيء يضمن لنا بأنها ستختفي بعد سنة أخرى من الدمار وفقدان الجنود. يجب أيضا قول شيء آخر: كل يوم يتواجد فيه الجيش الإسرائيلي في القطاع يعني عشرات القتلى الفلسطينيين وصدمة الكثيرين في العالم.

الطريقة الصحيحة لمنع سيطرة حماس مرة أخرى على القطاع واضحة جدا، والتي أيضا ستؤدي الى إعادة جميع المخطوفين على الفور، وهي الاقتراح المصري. حسب هذا الاقتراح إسرائيل ستنسحب من كل القطاع، ومصر، قطر، السعودية والسلطة الفلسطينية، هي التي ستكون مسؤولة عنه، وستمنع حماس من السيطرة وتضمن أمن إسرائيل.

بعد فشل نتنياهو وشركاءه الذين قرروا تجاهل السلطة الفلسطينية وجعلها غير ذات صلة وفضلوا تعزيز قوة حماس – التي يريدون الان تصفيتها – يجب عليهم ان يكونوا متواضعين ويوافقون على موقف الدول العربية، وموقف الدول غير العربية أيضا، تجاه السلطة الفلسطينية كهيئة تمثل الفلسطينيين. من المناسب أيضا احترام مصر، الدولة العربية الأولى التي وقعت على اتفاق سلام معنا. في هذا الوضع، بعد الكارثة التي انزلتها علينا استراتيجية نتنياهو، من المناسب له قبول هذا الحل من اجل تحقيق الهدفين: إعادة جميع المخطوفين وابعاد حماس عن إدارة قطاع غزة.

ما ستطلبه بالتأكيد الدول العربية التي ستبعد حماس عن السيطرة في غزة، وهكذا ضمان امن إسرائيل، هو حل الدولتين: إقامة دولة فلسطينية في المناطق التي احتلت في 1967، بما في ذلك القدس الشرقية وغزة. ولو انه كانت في إسرائيل قيادة تهتم بمصالح الدولة والمواطنين لكانت تعلمت الدرس الصحيح: الـ 59 سنة التي عاش فيها الفلسطينيون في المناطق المحتلة والمحاصرة من قبل إسرائيل، فقط جلبت الإرهاب والقتل المتبادل. لذلك فان قبول هذا الحل هو مصلحة لإسرائيل من الدرجة الأولى. 

عندما بدلا من ذلك تقرر بناء المزيد من المستوطنات في منطقة إي1، “رد صهيوني مناسب” على الأصوات التي تصدر في العالم، التي تؤيد حل الدولتين، فهي تخرب احتمالية أن يكون لإسرائيل مستقبل افضل من حاضرها وماضيها. عندما يرد وزير الخارجية جدعون ساعر على انتقاد الكثيرين للضم ويقول بان هذا جزء من دولة إسرائيل، هو يكذب. قرار مجلس الامن 2334 من العام 2006 ينص على ان أي منطقة احتلتها إسرائيل في حزيران 1967 لن يتم الاعتراف بها كجزء من دولة إسرائيل، الا اذا كان ذلك بموافقة الفلسطينيين.

من الواضح ان حل الدولتين سيستند الى عدة اتفاقات في الشؤون المهمة للشعبين. ولكن إسرائيل يجب عليها القيام به من خلال رؤية الفلسطينيين كأنداد – بدون شعور التفوق الثابت لديها. هذه ستكون عملية صعبة، لكن مثلما توجد سخنين الفلسطينية في داخل دولة إسرائيل فربما سيكون بالإمكان إبقاء أيضا مستوطنة إسرائيلية تشبه سخنين داخل الدولة الفلسطينية، وربما اكثر من واحدة. ولكن هذه التفاصيل ستكون جزء من العملية التاريخية التي ستحسن بشكل غير مسبوق صورة إسرائيل في العالم وفي أوساط مواطنيها العرب وستجلب لإسرائيل وفلسطين فائدة حقيقية – ليس فقط في تصفية الإرهاب، الذي لن تكون أي حاجة اليه أو أي فائدة منه، بل أيضا في مجالات كثيرة أخرى. هذه العملية ستظهر افضل بقليل من سنة أخرى في خنادق غزة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى