ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حماس بالذات تكسب من استمرار الحرب

إسرائيل اليوم – أمنون لورد – 27/8/2025 حماس بالذات تكسب من استمرار الحرب

توجد دولة واحدة لا تفعل ما يمكنها أن تفعله، وكنتيجة لهذا فان المفاوضات لاعادة المخطوفين تراوح في المكان. هذه ليست دولة غنية وكاسبة في الخليج الفارسي بل دولة قارية ما وراء المحيط يعد رئيسها في كل أسبوع منذ بضعة اشهر بانه حتى نهاية الأسبوع سنسمع بشائر طيبة. واذا لم يكن حتى نهاية الأسبوع ففي غضون بضعة أسابيع سنصل الى النهاية التامة للحرب. واذا لم تكن لديه بشائر طيبة – فلديه بشائر سيئة: عدد المخطوفين الاحياء اقل من 20.

مركز الضغوط للجميع هو دوما على حكومة إسرائيل. عندما يريد الامريكيون شيئا ما فعندها فجأة يكون لك اتفاق هو الأقرب لاتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا! يا رفاق، هذا أمر افضل رؤساء الوزراء في تاريخ الصهيونية حاولوا ابتزازه من حافظ الأسد وبشار الأسد على مدى سنين. لكن دوما كانت مشكلة في بحيرة طبريا. وبالتالي فان اتفاق عدم قتال هو مثابة سلام، فجأة هذا يحصل.

غير قادرة على أن يفرضوا على حماس انهاء الحرب

لكن كل العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، قطر، مصر، السعودية، غوتيرش وهينغنس، بوتين والساحة السياسية الفلسطينية – غير قادر على أن يفرض على عصابات الاختطاف تحرير المخطوفين وانهاء الحرب.  في القيادة الإسرائيلية يرون هذا. يرون المرابح التي لا تتوقف لاكلي اللحوم كنتيجة لاحتجاز مخطوفين والإبقاء على حالة الحرب. من يعرف عن كثب رئيس الوزراء بل ويوجد في منصب رفيع يشهد على أن بنيامين نتنياهو مستعد لان يعطي الكثير وان يسير شوطا بعيدا كي يعيد المخطوفين وينهي قصة 7 أكتوبر. لكن الطرف الاخر يكسب. وحتى الضغوط الداخلية في إسرائيل تواصل الإشارة لحماس بان لديهم ما يكسبونه من استمرار الوضع.

الان من المتوقع أيضا أن يزداد التوتر بين إسرائيل ومصر بعد أن ادخل المصريون قوات كبيرة الى شمال سيناء كي يمنعوا تدفق العرب من غزة الى شمال سيناء. إمكانية اشتعال بين إسرائيل ومصر هذا انجاز لم تحلم به حماس. هذا بالمناسبة احد العوامل التي اعاقت إسرائيل في بداية الحرب من القتال في رفح والاستيلاء على محور فيلادلفيا؛ الخط كان الحفاظ على العلاقات مع مصر وعدم تعريض السلام الى الخطر. 

لقد تبين أن السلام بقي حتى في اطار القتال في الحدود الجنوبية لغزة عند مصر. في هذه اللحظة لا يبدو ان لإسرائيل مخرجا باستثناء تطوير أساليب قتال تضعف حماس وتضر بها من يوم الى يوم. من لم يفهم المنطق في عربات جدعون 1 الان بات هذا اكثر وضوحا. عندما تتغلغل الى مدينة غزة لا يكون تهديد على القوات من الجبهة الشرقية. لكن ليست حماس فقط تستفيد من الحرب. إسرائيل أيضا، رغم أنها كانت ستتنازل عن هذه المنفعة: استمرار الحرب يهز أوروبا من الداخل في ظل تعاظم اللاسامية. اليمين في أوروبا يتعزز والانقسام الداخلي يتعاظم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى