إسرائيل اليوم: خطوة الى الامام .. خطوتان الى الوراء

إسرائيل اليوم – ايال زيسر – 26/8/2025 خطوة الى الامام .. خطوتان الى الوراء
لا يمر أسبوع لا يبشر فيه بتقدم ذي مغزى، لدرجة اختراق، في الاتصالات التي تجريها بينهما إسرائيل وسوريا. وحسب وتيرة التقارير في وسائل الاعلام كان ينبغي لنا منذ زمن بعيد ان نغمس الحمص في دمشق. لكن حين يتقدمون “خطوة واحدة الى الامام وخطوتان الى الوراء” فانهم لا يصلون الى أي مكان.
في الأسبوع الماضي فقط التقى في باريس وزير الخارجية السوري اسعد حسن الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. هذا الأسبوع التقى المبعوث الأمريكي الى سوريا ولبنان توم باراك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبتكليف من حكوماتهما طلب ان تسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي استولت عليها في لبنان وفي سوريا. وان تكف عن الاعمال الهجومية ضد تهديدات لامنها في عمق أراضي هاتين الدولتين.
سياسة نفعل ونسمع
بالمقابل وعد إسرائيل بجبال وتلال. مثلا، ان تنزع حكومة لبنان سلاح حزب الله (طوبي للمؤمنين) وتوقع الدولتان، سوريا ولبنان، معنا على اتفاقات سلام تضمن الهدوء على طول الحدود. وفي الحالة السورية – حقوق الأقلية الدرزية التي تعيش في الدولة أيضا.
مع صعود احمد الشرع الى الحكم وهو المعروف من أيامه كجهادي بلقب أبو محمد الجولاني تبنت إسرائيل سياسة “نفعل ونسمع”: بداية ندمر قدرات عسكرية تبقت في سوريا من عهد بشار الأسد ونسيطر على مناطق حيوية لامن حدودنا وبعد ذلك نسمع ما لدى الشرع ان يقوله.
البداية كانت باعثة على الامل. الشرع ورث دولة مدمرة وهو يستصعب ضمان الاستقرار والهدوء فيها، وبالتالي فقد كان ولا يزال مستعدا لان يتحدث مع إسرائيل، وعبرها يـأمل في الوصول الى قلب وجيب واشنطن. غير أنه منذ أن جاءت المذبحة بابناء الأقلية العلوية في الساحل السوري والتنكيل بالاقلية الدرزية في جنوب الدولة، مما يدل على انه حتى لو كان الشرع لم يعد يرفع علم الجهاد فانه يبقى ملتزما برؤيا إقامة دولة شريعة إسلامية في سوريا، لا يكون فيها مقبولا نمط حياة علماني او وجود أقليات دينية.
إسرائيل تجندت لمعونة لمساعدة الدروز، لكن بضغط واشنطن التي تمنح اليوم الرعاية للنظام في دمشق، كفت عن الهجوم في سوريا وعادت للحديث مع نظام الشرع
من الاتصالات مع السوريين يفهم ان الشرع يخشى من هجوم إسرائيلي يؤدي الى اسقاط نظامه ويسعى الى الهدوء على طول الحدود مما يساعد في استقرار حكمه.
يدور الحديث إذن عن اتصالات ذات طابع تكتيكي بل وفني موضوعها تسوية الواقع على طول الحدود المشتركة بين الدولتين، وربما أيضا تقديم مساعدات إنسانية للدروز في جنوب سوريا.
متابعته بسبع عيون
اتفاق سلام بين الدولتين ليس على جدول الاعمال في هذا اللحظة – وان كان فقط بسبب مصاعب الشرع في الدفع قدما بخطوة كهذه دون غلاف عربي عام، مثل اتفاقات إبراهيم. وهذه تنتظر كما هو معروف انهاء الحرب في غزة وضوء اخضر من السعودية.
على إسرائيل أن تتابع بسبع عيون الشرع، الجهادي في ماضيه ولعله أيضا في حاضره. لكن يمكن ويجب الوصول معه الى تفاهمات تخدم مصالحنا ولا تعرض امننا للخطر بخاصة في ضوء حقيقة أن سوريا هي دولة مدمرة وعديمة جيش قد يهددنا. والحمص في دمشق؟ سينتظر على ما يبدو أياما افضل.